لماذا تبدأ الأمراض الجديدة في الصين دائما؟

لماذا تبدأ الأمراض الجديدة في الصين دائما؟
الوقائع الإخبارية : نشأت في الصين خلال العقود الماضية العديد من الأوبئة، لذلك تعتبر منطقة ساخنة للأمراض الجديدة، آخرها فيروس كورونا المستجد الذي أرعب العالم.
فقد أسفرت الانفلونزا الآسيوية عام 1956 عن مقتل ما بين مليون و 4 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم، وفي عام 2002 أصاب ”السارس" حوالي 8098 شخصا، وقتل 774 في 17 دولة.
وبعد 10 سنوات ظهر فيروس انفلونزا الطيور H7N9 ليصيب 1223 شخصا، وقتل أربعة من كل عشرة منهم.
والآن، تسبب فيروس ”كورونا" COVID-19 في إصابة أكثر من 70 ألف شخص في جميع أنحاء العالم، مسببا وفاة أكثر من 1800 شخص.
وقال الدكتور ستيفن نوفيلا في تصريح متلفز إن ”سبب حدوث ذلك ليس شيئا غامضا، فهناك الكثير من المجموعات المتمركزة من السكان، إلى جانب الاتصال الشديد بالكثير من أنواع الحيوانات التي ليس لديها النظافة الكبيرة المطلوبة، وكل ذلك يُعد وصفة لجلب هذه الأنواع من الفيروسات".
كما صرح الدكتور بيتر دازاك، رئيس منظمة ”EcoHealth Alliance"، لشبكة ”بي بي إس" الأمريكية، أن ”جنوب وسط الصين هو وعاء معروف لمزيج من الفيروسات، فهناك تتم تربية الماشية بكثرة، وخاصة الدواجن والخنازير، مع محدودية الرقابة الصحية والتراخي".
وغالبا ما يجلب المزارعون مواشيهم إلى ”الأسواق الرطبة" حيث يمكنهم الاتصال بجميع أنواع الحيوانات الغريبة.
ويمكن لهذه الطيور والثدييات والزواحف المختلفة أن تستضيف الفيروسات التي يمكنها القفز والتحور بسرعة، بل وربما تصيب البشر. والخبراء على يقين أن هذا هو بالضبط ما حدث مع فيروس كورونا الحالي، ولهذا السبب، أصدرت الصين يوم 30 كانون الثاني/ يناير الماضي، حظرا مؤقتا على تجارة الحيوانات البرية.
وفي التقرير الذي نشره موقع ”realclearscience" ذكر أيضا أن هناك أسبابا ثقافية لجعل الصين مصدرا لتفشي الأمراض.
وكانت صحيفة ”سميثسونيان" قالت في عام 2017، إن ”الكثير من الصينيين في الريف، وحتى سكان المدينة، يصرون على أن الدواجن المذبوحة طازجة وصحية أكثر من اللحوم المبردة أو المجمدة، وهذا يجعل هناك فرصة كبيرة للبشر للتواصل مع التغيرات الجديدة لهذه الحيوانات".
علاوة على ذلك، عندما يصاب العديد من الصينيين بالمرض، فإنهم يبحثون أولا عن الطب الصيني التقليدي، حيث يخطئ الممارسون بانتظام في تشخيص الأعراض، ثم يقدمون الوخز بالإبر أو العلاجات العشبية أو الحيوانية غير الفعّالة.
وهذا يزيد بشكل كبير من معدلات الوفيات أثناء تفشي المرض ويسمح للأفراد المصابين بالعودة إلى الجمهور حيث يمكنهم إصابة المزيد من الناس.
وقد تم الترويج بالفعل في الصين على نطاق واسع بشكل مضلل لسائل يتألف من زهر العسل، والقلنسوة الصينية، ونبات forsythia كعلاج لفيروس كورونا.
وأضاف التقرير أن ”الصين تشتهر أيضا بسريتها ورقابتها، والنظام ينتقد خبراء الصحة الذين يحاولون التنبيه إلى الفيروسات الجديدة، لكن هناك بعض الدلائل أيضا على أن الصين تتخلص من السرية التي أعاقت الاستجابات العالمية للأنظمة السابقة".
ويعد حظر بيع الحيوانات الحية بشكل دائم في الأسواق العامة، ووضع وتنفيذ لوائح سلامة الأغذية، وعدم تشجيع استخدام الطب الصيني التقليدي، من الخيارات التي يجب أن تكون جميعها مطروحة.
وأشار التقرير إلى أنه دون اتخاذ إجراءات على مستوى البلاد، من شبه المؤكد أن 1.4 مليار مواطن صيني سيتعرضون مرة أخرى لتفشي الأمراض الخطيرة.



تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير