أثرُ الحجرِ المنزليّ نتيجةِ انتشارِ فايروس كورونا المستجدّ في الصّحة النّفسيِة عند الأردنيين
الوقائع الإخبارية: قام فريقٌ بحثيٌّ مِن كُليّةِ الطّب في الجّامعةِ الأُردنيّةِ يترأسه الأستاذُ الدّكتور إسلام مسّاد عميدُ الكلية بعمل دراسةٍ عن أثر الحجر المنزليّ في الصّحةِ النّفسية، شامِلةً شريحةً واسعةً وممثّلةً للشّعب الأردنيّ.
وشملِ الفريقُ أعضاءَ هيئةِ التّدريسِ الدكتورين رائد الطاهر ومحمد أبو فرج ومجموعةً مِن طلبةِ كٌليّةِ الطب في الجّامعة.
حيثُ قام الفريق بعمل دراسةٍ استقصائيّةٍ أوليّةٍ، متّبعينَ بذلك أُسس البحثِ العلميّ المُتعارف عليها في الاستقصائاتِ النفسيّةِ والسّلوكيّةِ. وشَمِلت الدّارسة 5274 مشاركًا في عيّنةٍ مُمثلةٍ لمُختَلَفِ أطيافِ الشّعبِ الأُردنيِّ مِن شتّى المحافظاتِ والفئاتِ العُمريّةِ.
أظهرت هذه الدّراسة أنّ الغالبيّة العُظمى مِن الأُردنيينَ يرونَ أنهم قد التزموا بالحجرِ المنزليّ بشكلٍّ جيّدٍ.
وعِند تحليلِ استجابة المشاركينَ في الدّراسة، تبينَ أنّ ثلاثةَ أرباعِهم يشعرون حاليًا بعدم الارتياح أو القلق بسبب الحجر الصّحيّ، إلّا أنّ الجانِب المُبشرَ هًنا أن ما نِسبته 10% فقط منهم يَشعرون بعَدمِ الارتياح التّامِ والقلقِ الشّديدِ من المُستقبَلِ. حيثُ تُعتَبرُ هذه النّسبةُ مُطمئِنةً بِسببِ تقبُّلِ المُواطنين لأسباب هذا الحجرِ واعتقادهم بأنه إجراءٌ مُهِمٌ للحِفاظِ على صحّتهم.
ومِما يبعثُ على التفاؤلِ أن غالبيةَ المُشارِكينَ يرونَ أنّ الأُمورَ ستكونُ إيجابيّةً في نهاية الأزمةِ على الرّغمِ من الظّروفِ الّتي يَمرّونِ بها حاليًا، كما أن عددًا كبيرًا مِنهُم لم يلحظوا تأثيرًا للضغوطاتِ النفسيّة على انتاجيّتهم وفعاليّتهم.
فعلى سبيلِ المِثال،ِ أجابَ أكثرُ مِن نصفِ المُشاركينَ بأنهم أكثر عصبيّةً وتوتّرًا خِلال فترةِ الحجرِ إلّا أنّهم يرونَ أنّ هذهِ التّغييراتِ لم تُؤثرِ في قُدرتهم على اتخاذِ القراراتِ أو تقييمِهم لمُتغيرات الحياةِ.
وعِند دراسة الفئاتِ الأكثر معاناةً مِن الضغوطاتِ النفسيةِ، تبيّنَ أنّ الإناثَ عمومًا كانوا أكثرَ عُرضةً للتوتّرِ والإرهاقِ خلال فترةِ الحجرِ مُقارنةً بالذّكورِ. كما أن ما نِسبتهُ 61.5٪ مِن المُشاركينَ كان دخل أُسرِهم الشّهريّ أقلُّ مِن 1000 دينارٍ، وهُم لا يُعانونُ مِن القلقِ او التّوتَرِ أو الإرهاقِ بِشكلٍ أكبرَ من أصحاب الدّخلِ المُرتَفعِ (1000 دينارٍ شهريًا فأكثر)، ولكنِ جُلّ مخاوفِهم كانت تتبلورِ حولَ مستقلبِهم، خصوصًا المتزوّجين مِنهم أو مِمن تتكوّنُ عوائلهِم مِن أربعةِ أفرادٍ فأكثر.
وخَلُصتِ هذه الدّراسةُ كذلك إلى أن كُلّاً مِنَ العاطلينَ عن العمل والطّلاب وربّاتِ المنازل والمدخّنين ومرضى الرّبوِ مُعرّضونَ أكثرَ للقلق أو الإجهادِ وعَدمِ الارتياحِ بسبب الحجر الصّحيّ.
وأوضح الباحِثونَ أنَ هنالِك دورًا كبيرًا للترابُطِ الاجتماعيّ متمثلًا بالدّعمِ من الأشخاصِ المحيطينَ كالأصدقاءِ والأُسرةِ في التّغلُبِ على القلق والتّوتُرِ والإجهادِ خلالَ هذه الازمة. ومِن المُبشرِ أنّ مجتمعنا الأُردنيّ معروفًا بأواصرِه الاجتماعيّةِ المتينةِ، فقد أظهرت أنّ 97.5٪ مِن الأُردنيينَ يعيشون مع فردٍ أو أكثر في المنزلِ، وأنّ الغالبيّةَ العُظمى يجدون شخصينِ على الأقلِ عند حاجتهِم للحديثِ عن مخاوِفهم وقلقِهم.
و على صَعيدٍ آخرَ، تُشيرُ النّتائجِ إلى ازديادِ استخدامِ الأُردنيين للأجّهزةِ الإلكترونيّةِ بشكلٍ ملحوظٍ، فقد بات أكثَرُ مِن ثُلثيّ المُشاركيِن يستخدمون أجّهزتَهُم الإلكترونيّة لأكثَرَ مِن 4 ساعاتٍ يوميًا خِلال فترةِ الحجّرِ، في حينِ أن سُدسَ المشاركيِن فقط كانَ يستخدمُ الأجهزة الإكترونية لأكثرَ مِن 4 ساعات قَبل قرارِ الحجرِ. كما أنّ 16% مِن المُشاركينَ أجابوا بأن مُمارستِهم للأنشِطةِ الرياضيّةِ اليوميّة أصبحت أقلّ مِمّا سبق.
تأتي هذهِ الدّراسَةُ لِتشدِدّ على أهميّةِ الّترابُطِ الاجّتماعيّ بين أفرادِ المُجتمع ودورهِ العظيمِ في التّغلُّبِ على الأثارِ النفسيّةِ للحجّرِ المنزليّ إزاء جائِحَةِ فايروسِ كورونا المُستَجِدّ.
و بالرّغمِ من الأثرِ الواضِح لهذه الأزَمِة على شَريحةٍ واسعةٍ من الأردنييّن، إلّا أن أغلَبَ الشّارع الأُردنيِ ما زالَ مُتفائِلًا وينظُرُ إلى المُستقبَلِ بصورَةٍ مُشرِقَةٍ.
و قد أكَدَ الباحِثُونَ أنّ الدّراسةَ تحتويّ على نتائِجَ قيّمةُ أًخرى، تُهِمُ الباحثين في مجالِ الصِحَةٍ النفسيّة والمُجتمعيّةِ، لاعتمادها على معاييرٍ ومقاييسٍ عالميّةٍ مُتعارفٍ عليها تُستخدَمُ لقياسِ التّوَتُرِ والإحباطِ والضغوطاتِ النّفسيّةِ. وسَوفَ تَتِمّ إعادَةُ توزيعِ الاستبيانِ نَفسه مرةً أخرى على الشّعبِ الأُردنيّ خِلالَ الأسبوع القادِم، لتتسنى لهم تقييمُ آثارِ الحجرِ الصحيِّ مع مرورِ الوَقتِ، ومُقارنتها بالنتائِجِ السّابِقةِ. كما تمّ التّأكيدُ على أنّ العملَ جارٍ لِنشرِ نتائِج هذه الدّراسَةِ في إحدى المجلّاتِ العِلميّةِ المُحكّمَةِ في أقرَبِ وَقتٍ مُمكنٍ، مُؤكدينَ حِرصَهُم على تقديمِ النّتائج الأوليّة لهذه الدّراسةِ إلى أصحابِ القرارِ لإطلاعِهم على الأثار النّفسيّةِ المُترتَبَةِ على قرارِ الحجّرِ الصّحيّ في الأُردنِّ.
وشملِ الفريقُ أعضاءَ هيئةِ التّدريسِ الدكتورين رائد الطاهر ومحمد أبو فرج ومجموعةً مِن طلبةِ كٌليّةِ الطب في الجّامعة.
حيثُ قام الفريق بعمل دراسةٍ استقصائيّةٍ أوليّةٍ، متّبعينَ بذلك أُسس البحثِ العلميّ المُتعارف عليها في الاستقصائاتِ النفسيّةِ والسّلوكيّةِ. وشَمِلت الدّارسة 5274 مشاركًا في عيّنةٍ مُمثلةٍ لمُختَلَفِ أطيافِ الشّعبِ الأُردنيِّ مِن شتّى المحافظاتِ والفئاتِ العُمريّةِ.
أظهرت هذه الدّراسة أنّ الغالبيّة العُظمى مِن الأُردنيينَ يرونَ أنهم قد التزموا بالحجرِ المنزليّ بشكلٍّ جيّدٍ.
وعِند تحليلِ استجابة المشاركينَ في الدّراسة، تبينَ أنّ ثلاثةَ أرباعِهم يشعرون حاليًا بعدم الارتياح أو القلق بسبب الحجر الصّحيّ، إلّا أنّ الجانِب المُبشرَ هًنا أن ما نِسبته 10% فقط منهم يَشعرون بعَدمِ الارتياح التّامِ والقلقِ الشّديدِ من المُستقبَلِ. حيثُ تُعتَبرُ هذه النّسبةُ مُطمئِنةً بِسببِ تقبُّلِ المُواطنين لأسباب هذا الحجرِ واعتقادهم بأنه إجراءٌ مُهِمٌ للحِفاظِ على صحّتهم.
ومِما يبعثُ على التفاؤلِ أن غالبيةَ المُشارِكينَ يرونَ أنّ الأُمورَ ستكونُ إيجابيّةً في نهاية الأزمةِ على الرّغمِ من الظّروفِ الّتي يَمرّونِ بها حاليًا، كما أن عددًا كبيرًا مِنهُم لم يلحظوا تأثيرًا للضغوطاتِ النفسيّة على انتاجيّتهم وفعاليّتهم.
فعلى سبيلِ المِثال،ِ أجابَ أكثرُ مِن نصفِ المُشاركينَ بأنهم أكثر عصبيّةً وتوتّرًا خِلال فترةِ الحجرِ إلّا أنّهم يرونَ أنّ هذهِ التّغييراتِ لم تُؤثرِ في قُدرتهم على اتخاذِ القراراتِ أو تقييمِهم لمُتغيرات الحياةِ.
وعِند دراسة الفئاتِ الأكثر معاناةً مِن الضغوطاتِ النفسيةِ، تبيّنَ أنّ الإناثَ عمومًا كانوا أكثرَ عُرضةً للتوتّرِ والإرهاقِ خلال فترةِ الحجرِ مُقارنةً بالذّكورِ. كما أن ما نِسبتهُ 61.5٪ مِن المُشاركينَ كان دخل أُسرِهم الشّهريّ أقلُّ مِن 1000 دينارٍ، وهُم لا يُعانونُ مِن القلقِ او التّوتَرِ أو الإرهاقِ بِشكلٍ أكبرَ من أصحاب الدّخلِ المُرتَفعِ (1000 دينارٍ شهريًا فأكثر)، ولكنِ جُلّ مخاوفِهم كانت تتبلورِ حولَ مستقلبِهم، خصوصًا المتزوّجين مِنهم أو مِمن تتكوّنُ عوائلهِم مِن أربعةِ أفرادٍ فأكثر.
وخَلُصتِ هذه الدّراسةُ كذلك إلى أن كُلّاً مِنَ العاطلينَ عن العمل والطّلاب وربّاتِ المنازل والمدخّنين ومرضى الرّبوِ مُعرّضونَ أكثرَ للقلق أو الإجهادِ وعَدمِ الارتياحِ بسبب الحجر الصّحيّ.
وأوضح الباحِثونَ أنَ هنالِك دورًا كبيرًا للترابُطِ الاجتماعيّ متمثلًا بالدّعمِ من الأشخاصِ المحيطينَ كالأصدقاءِ والأُسرةِ في التّغلُبِ على القلق والتّوتُرِ والإجهادِ خلالَ هذه الازمة. ومِن المُبشرِ أنّ مجتمعنا الأُردنيّ معروفًا بأواصرِه الاجتماعيّةِ المتينةِ، فقد أظهرت أنّ 97.5٪ مِن الأُردنيينَ يعيشون مع فردٍ أو أكثر في المنزلِ، وأنّ الغالبيّةَ العُظمى يجدون شخصينِ على الأقلِ عند حاجتهِم للحديثِ عن مخاوِفهم وقلقِهم.
و على صَعيدٍ آخرَ، تُشيرُ النّتائجِ إلى ازديادِ استخدامِ الأُردنيين للأجّهزةِ الإلكترونيّةِ بشكلٍ ملحوظٍ، فقد بات أكثَرُ مِن ثُلثيّ المُشاركيِن يستخدمون أجّهزتَهُم الإلكترونيّة لأكثَرَ مِن 4 ساعاتٍ يوميًا خِلال فترةِ الحجّرِ، في حينِ أن سُدسَ المشاركيِن فقط كانَ يستخدمُ الأجهزة الإكترونية لأكثرَ مِن 4 ساعات قَبل قرارِ الحجرِ. كما أنّ 16% مِن المُشاركينَ أجابوا بأن مُمارستِهم للأنشِطةِ الرياضيّةِ اليوميّة أصبحت أقلّ مِمّا سبق.
تأتي هذهِ الدّراسَةُ لِتشدِدّ على أهميّةِ الّترابُطِ الاجّتماعيّ بين أفرادِ المُجتمع ودورهِ العظيمِ في التّغلُّبِ على الأثارِ النفسيّةِ للحجّرِ المنزليّ إزاء جائِحَةِ فايروسِ كورونا المُستَجِدّ.
و بالرّغمِ من الأثرِ الواضِح لهذه الأزَمِة على شَريحةٍ واسعةٍ من الأردنييّن، إلّا أن أغلَبَ الشّارع الأُردنيِ ما زالَ مُتفائِلًا وينظُرُ إلى المُستقبَلِ بصورَةٍ مُشرِقَةٍ.
و قد أكَدَ الباحِثُونَ أنّ الدّراسةَ تحتويّ على نتائِجَ قيّمةُ أًخرى، تُهِمُ الباحثين في مجالِ الصِحَةٍ النفسيّة والمُجتمعيّةِ، لاعتمادها على معاييرٍ ومقاييسٍ عالميّةٍ مُتعارفٍ عليها تُستخدَمُ لقياسِ التّوَتُرِ والإحباطِ والضغوطاتِ النّفسيّةِ. وسَوفَ تَتِمّ إعادَةُ توزيعِ الاستبيانِ نَفسه مرةً أخرى على الشّعبِ الأُردنيّ خِلالَ الأسبوع القادِم، لتتسنى لهم تقييمُ آثارِ الحجرِ الصحيِّ مع مرورِ الوَقتِ، ومُقارنتها بالنتائِجِ السّابِقةِ. كما تمّ التّأكيدُ على أنّ العملَ جارٍ لِنشرِ نتائِج هذه الدّراسَةِ في إحدى المجلّاتِ العِلميّةِ المُحكّمَةِ في أقرَبِ وَقتٍ مُمكنٍ، مُؤكدينَ حِرصَهُم على تقديمِ النّتائج الأوليّة لهذه الدّراسةِ إلى أصحابِ القرارِ لإطلاعِهم على الأثار النّفسيّةِ المُترتَبَةِ على قرارِ الحجّرِ الصّحيّ في الأُردنِّ.