ثقافة الحب....ثقافة الزيف !
بسام الياسين
كورونا نجم الساحة.خطف الاضواء من مشاهير الكرة،سحب البساط من تحت نجوم السينما،اجبر" العناترة "على تنكيس شواربهم في صراع القوة مع فايروس فرض حضوره عنوة على الدنيا باسرها التي اصبحت تحت امرته،تنتظر اوامره كعجينة مطواعة بيديه.فاوحى لاهل الثروة، ان لا نعمة تدوم، فسبحان الحي القيوم الذي جعل فيروساً اية من اياته وعجيبة من عجائبه.هو الله الذي لم يتزمن بزمان ولا يحده مكان،تعالت عظمته وتجلت قدرته، لم يشعل حرباً نووية بين القوى العظمى بل ضربها ـ بفايروس مجهري ـ ليذل كبريائها. في السياق ذاته،يُذكر ان الخليفة " ابو جعفرالمنصور" كان في مجلسه،فوقع عليه الذباب.ذبه عن وجهه فعاد اليه الذباب العنيد كعادته.فاستاء الخليفة وغضب.في الاثناء دخل عليه احد الصالحين فسأله الخليفة :ـ لِمَ خلق الله الذباب ؟!. فرد عليه :ـ " ليذل الجبابرة "،كذلك الكورونا.
غزوة الكورونا، عبرة لمن يعتبر،فلا تغتر بنفسك مهما كنت ولا تقل لنفسك " انا " .لا تستصغر غيرك بسؤال استنكاري :ـ من انت ؟!. بل عليك ان تسأل نفسك " من انا " فان كنت عبداً ربانيا فانك تستحق التكريم اما ان كنت نرجسياً من ذوي الاعاقات النفسية و" الاناوات المتورمة"،فانت بحاجة للحجر فوراً في مصحة نفسية، للتحرر من فايروساتك ؟!. الله طيب كريم. كرمّ الانسان التقي النقي بتنصيبه خليفة له، وطلب من الملائكة السجود له مع انهم نورانيون وهو طيني التكوين.ابليس اللعين، ابى السجود. تمرد على الامر الالهي قائلاً :ـ " انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين "، فلعنه الله وطرده من رحمته.كذلك فرعون طغى كباقي الطغاة يوم قال :ـ " انا ربكم الاعلى " واسترسل في غيه متبجحاً :ـ " أليس لي مُلك مصر وهذه الانهار تجري من تحتي ". عاقبه الله كما ورد بالقران الكريم :ـ " فارسلنا عليهم الطوفان والجراد والقُمّل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوماً مجرمين ". فكانت سوء الخاتمة.هذا يقودنا الى ان لا شيء خارج ارادة الله إحياءً وإماتة...تعذيباً وإثابة.
انا وانت،هم ونحن،هؤلاء واؤلئك...جميعاً اجزاء في منظومة كونية مقدسة.لذا يستحيل ان تكون شيئاً ذا قيمة ان لم ترفع من سوية نفسك وغيرك ـ بحدود قدرتك ـ بالتوازي مع كبح جماح ذاتك الامارة بالسوء الى النفس المطمئنة صعوداً للنفس الراضية المرضية ان استطعت الى ذلك سبيلا.انت و ما تملك من املاك مؤقتة الى زوال، مهما امتد عمرك.لهذا ان لم تتخلَ عن الانا الضيقة وتتعلق بالنورالالهي وتُعلي قيم الحب،التسامح،الكرم،الاعتدال،لتكون قريباً من الله ونافعاً للناس،فانت من شياطين الانس،رغم ما يقوله حمضك النووي و بصمتك الشخصية. فلا يغرنكَّ حجمك او وزنك او طول قامتك ،فخضراء الدمن لا تترعرع الا على القمامة.
الماضي ذكرى والمستقبل خيال في الذاكرة.انت الآن ابن اللحظة،فتحرر من سجنك الدنيوي وتخلص من هلع جائحة الكورونا بالاخلاد الى الله،والاعتصام بحبله،والاعتماد على فضله.عندئذٍ سيغمرك فيض من نور،وستلتقط اشارات ربانية تدهشك بانك على صراط مستقيم وان الله اقرب اليك من حبل الوريد.مدونة بسام الياسين