نداء للإسراع في علاجهم !! بخلاء المال والوطنيه من أثرياء الأردن

نداء للإسراع في علاجهم !! بخلاء المال والوطنيه من أثرياء الأردن
الوقائع الإخبارية :ـ جمال حداد

هناك أبطال حقيقيون في كل مرحلة،يتفوقون على أنفسهم ويبزون اقرانهم.فالرجال تتجلي معادنهم في الملمات الصعبة،وتنفجر طاقاتهم الدفينة أيام الأزمات، عندها تظهر للعيان قدراتهم اللا محدودة في العطاء والتضحية.هؤلاء تراهم في ميادين القتال فرسان لا يهبون الموت ،فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدى. هم لا يعبأون بحياتهم ،طالما أنهم يدافعون عن الأرض،العرض،الإنسان.أولئك هم أبناؤنا،أبناء الجيش الأردني توأم البنادق والخنادق وفي ساحات السلم هم النصير والعون،هم الملاذ الآمن والحض الدافيء.

بالتوازي مع ربع الكفافي الحمر، يقف بشجاعة نادرة الجيش الأبيض، ملائكة الرحمة في خط الدفاع الأول في مواجهة يومية مع فايروس الموت،الذي يتشكل كالشيطان بكل الأشكال ليغزو الإنسان ويقتله، لكن كوادرنا الطبية :ـ من أطباء،ممرضين،عاملين في المختبرات والصيدليات، وفرق متابعة في الشوارع لمطاردة الداء وسحب عينات دم من الناس، نقولهم من قلوبنا وملء أفواهنا :ـ لهم ترفع القبعات وتنحني الهامات.لم ينسحبوا للوراء قيد أنملة، بل تقدموا بشجاعة نادرة لتطويق الجائحة، فطوبى لهم بأنهم سجلوا نجاحات باهرة في ضد الفايروس القاتل في حين لم تستطع أمريكا وأوروبا عليه و عجزت " إسرائيل الكاذبة " أمامه التي كانت تدعي أنها أم العلم والعلماء وإذا هي تتهاوى وتطلب العون والمساعدة من كل دول الدنيا حتى أنها كانت تفتقر للكمامات. هنا نقول للخاصة والعامة : عاش الأردن وأهله وحمى الله ناسه وجيشه وقيادته.

وفي السياق ذاته لا بد من التعريج على أجهزتنا الأمنية بكل تشكيلاتها،التي ضبطت الشارع وقدمت الخدمات لكل محتاج،وقدمت الحماية والأمن لكل المؤسسات والبنوك والمحلات التجارية،وضبطت في الأيام الأخيرة سرقات كبيرة بأوقات قياسية. ذلك يعني أن العين اليقظة لا تنام وان العيون الساهرة تسهر لكي ننام و لننعم بأحلى الأحلام، هذه هي الأسرة الأردنية الواحدة الموحدة المتماسكة،الصابرة على البلاء والمتكافلة أيام الضيق والشدة ضربت المثل الأعلى بين الأمم على مستوى الدنيا.ورغم هذا يبقى الكمال لله وحده.

للأسف يبقى بيننا نشاز افسد فرحتنا وسمم سعادتنا.أولئك هم اثرياؤنا الذين يجب ان يكونوا السند والمدد ،ان يكونوا الذخيرة الحية في معركتنا مع قاتل لا يرحم...ان يكونوا رأس الحربة في هذه الحرب الضروس مع عدو يتطلب إمكانيات مادية استثنائية فوق العادية وهي مهمة تقع على عاتق الأثرياء ممن اثروا على حساب البلد وراكموا أرصدتهم بفضل أبناء البلد.فالثروة لم تهبط عليهم من السماء والسماء لا تمطر ذهباً ولا فضة. الفضل لله أولا وللأردن وأهله ثانياً واقل الوفاء ان لم يكن ديناً في أعناقهم دفع ما عليهم من التزامات مالية للخروج من عنق الزجاجة خاصة ان الآف الشباب متعطلون عن العمل وأكثر من مليون فقير بين ظهرانيينا ان يقدموا باسم الوطنية باسم الإنسانية،باسم الدين.أما ان تدير غالبيتهم ظهرها، وتتخلى عن الوطن وتدوس على الإخوة والجيرة و الوطنية فتلك جريمة لا تغتفر.

مجتمعنا اليوم مليء بهذا المرض العضال من مرضى الأنانية وحب الذات والانكفاء على النفس، ما ترتب على هذا ظلم كبير وشر مستطير؛ حيث أخذ الغني حق الفقير، وأخذ الجاهل حق المتعلم، واستأثر أصحاب الجاه والغلبة بكل شيء، وحرموا منها من يستحقها.استحوذوا على كل شيء حتى الفقراء الفتات و لم يجدوه في حاويات بعض الأغنياء الذين لا يخافون الله.

من الزاوية العلمية ،البخيل مريض نفسياً،حيث أجمعت كل الدراسات السيكولوجية انه يعاني من وسواس الاستحواذ وعلى رأسها وسواس الاستحواذ على المال ومراكمته والشح في صرفه،أضف إلى ذلك ان بخيل المال شحيح في مشاعره وعواطفه ووطنيته وهذا يستدعي الاسراع في علاجه.

اما من الناحية الشرعية فامساك المال صفة تتناقض مع الايمان. قال رسولنا صلوات الله عليه ان الكذب والبخل لا يجتمعان في مؤمن. الأصل كما جاء في القران الكريم :ـ " واما بنعمة ربك فحدث " لكن البخيل يعكسها فهو يٌقتر ناهيك انه جشع وطماع.فالإنفاق في سبيل الله تزكية للنفس وتطهير لها من الأنانية وارتقاء بها الى معارج الكمال.بينما البخل عبودية للمال. من هنا اقسم الله بعزته وجلاله ان لا يجاورني في الجنة بخيل وهذا يدل على كراهية الله لهذا المخلوق الحقير.

في هذا السياق ،لا بد من استذكار علم من أعلام الكرم وصحابي جليل عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه .ذلك الذي قام بتجهيز ثلث جيش العسرة وانفق نفقة كبيرة بمقاييس تلك الأيام وألقى المال في حجر الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ليكسب رضا الله ورسوله ويفوز بالجنة....هذا الصحابي يجب ان يكون القدوة والمثل الأعلى في العطاء والبذل.اما سيدنا عبد الرحمن بن عوف فحدث ولا حرج عن مكارمه ،فقد كان تاجراً بارعاً إلا ان المال لم يحتل قلبه ولم يستحوذ على مشاعره كان سخيًّا كريمًا، لكنه رضي الله عنه وظف امواله لنفع المسلمين، وذكر البخاري أنّه حمّل خمسمائة فرس وخمسمائة راحلة في سبيل الله.

اختم بالقول ان الحمد لله الذي حَثَّ عَلَى البَذْلِ، ونَهَى عَنِ البُخْلِ.فالسعادة لا تكون بمراكمة المال انما في ما ينفع الناس اذ ان احب الناس الى الله انفعهم لعباده.


تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير