أ.د.علي جبار يكتب: ملاحظات حول مقترح اشراك التكسي الأصفر في مواجهة جائحة كورونا
الوقائع الإخبارية:
كانت طريقة مواجهة المملكة الأردنية الهاشمية لأزمة كورونا من بين الأفضل حتى على مستوى الدول الأكثر تقدماً ولا نملك الا رفع اكف الدعاء الى الباري عز وجل ان يحفظ الجميع وتنحسر الأزمة تاركة أقل الخسائر وأن تتعافى الأنشطة التي لحقها بعض الضرر مقابل عظيم الأثر على سلامة الوطن والمواطنين.
لقد بدأ المجتمع يلمس إيجابية الإجراءات ويأمل بالمزيد منها للتخفيف من القيود وإيجاد البديل المناسب، الذي يخفف عن المواطن من خلال مشاركة قطاعات مهنية في تقديم التسهيلات والحصول على الخدمات، بالحد الأدنى من الاختلاط حرصا على التباعد الاجتماعي في هذه المرحلة كأجراء وقائي غير دوائي لمواجهة الجائحة.
يتم تداول معلومات عن قرب زجّ التكسي الأصفر واستخدامه ليسهم في إيصال طلبات المواد الى المواطنين، ونود، هنا، ومن منطلق الحرص على تقليص الآثار الجانبية وغير المتوقعة لإجراءات الطوارئ، أن نشير الى أهمية الانتباه إلى جعل التواصل بالحد الأدنى بين موفر الخدمة (سائق التكسي) والمستفيد منها الذي هو المواطن الموجود في داره التزاماً بالتوجيهات وحرصا على سلامة سائر المواطنين، نطرح مجموعة من الملاحظات وكالاتي:
فئة سواق التكسي الأصفر فئة كبيرة العدد ومتفاوتة بالانحدار الثقافي والاجتماعي وحتى في السلوك والمعاملة والإعمار.
انهم سوف يكلفون بمهمة لم يتم تأهيلهم للنهوض بها.. مهمة ظاهرها بسيط لكنها تنطوي على ابعاد كبيرة.
إن المهمة لا تتوافق، إن لم تجر السيطرة عليها مع فكرة التباعد الاجتماعي ومعادلتها الهادفة الى تقليص متوسط عديد الاشخاص، الذين يتكلمون مع بعضهم بعضاً وهذا ما تهدف إليه الإجراءات المتخذة والتي نجحت، حقاً، نجاحا يحسب فضله للجميع من القيادة إلى أفراد الشعب فالجميع أظهر روحا للمسؤولية يستحق الفخر.
إن تكليف هذه الفئة، التي هي سواق التاكسي الأصفر، سوف تؤدي، بالضرورة، إذا لم يلتزموا بضوابط صارمة في تنفيذ المهمة، الى زيادة احتمال العدوى نتيجة لتحركهم في فضاء غير مسيطر عليه بين مجموعة موفري المنتجات، التي يحتاجها المواطن ونقلها الى المواطن في محل سكناه، وهم بهذا سوف يكونون أداة وصل ونقل للعدوى، لا سمح الله.
مع التفاوت في المستوى وفي درجة الوعي وفي الالتزام يمكن ان ينجم عن تطبيق هذا الإجراء عواقب مجتمعية، الان او في المستقبل، غير مرغوب بها.
ولهذا فان حكمة قيادة الأزمة اعتمدت في تنفيذ خطة مواجهة الجائحة على فئات عالية التدريب والانضباط والالتزام هي قوات الجيش العربي وقوى الأمن.
لما تقدم نأمل مراجعة الفكرة إما بإيجاد بديل عنها أو أن تكون العملية كلها مسيطر عليها وتوثقها جهة مركزية كطرف ثالث لاعتبارات الخصوصية والحماية تفادياً للمخاطر، وعلى غرار ما هو حاصل مع خدمة سواق التاكسي كريم وأوبر.
لا يزال هاجس التخفيف عن فئات المجتمع من تأثير الإجراءات الواجبة على حياتهم المعاشية يحظى بالأهمية ويحتاج الى مقترحات فيها ابتكار وتمتع بروح التضحية والمسؤولية الاجتماعية ولهذا فان اطراف الأنشطة الاقتصادية كلها مطالبة بتطوير أساليبها وتقديم مبادراتها تجاوزا للمحنة التي نأمل أن لا تطول ليخرج المجتمع وهو اكثر عافية واكثر وحدة وأصلب عودا بأذن الله.
إن ما يدعونا إلى هذا الطرح هو الحرص على تجاوز ما قد يحصل ولا تحمد عقباه نتيجة لإطلاق الخدمة لكل اصحاب التكسي الأصفر والله من وراء القصد.
*الأستاذ الدكتور / علي جبار صالح
* عميد كلية القانون في جامعة جدارا
كانت طريقة مواجهة المملكة الأردنية الهاشمية لأزمة كورونا من بين الأفضل حتى على مستوى الدول الأكثر تقدماً ولا نملك الا رفع اكف الدعاء الى الباري عز وجل ان يحفظ الجميع وتنحسر الأزمة تاركة أقل الخسائر وأن تتعافى الأنشطة التي لحقها بعض الضرر مقابل عظيم الأثر على سلامة الوطن والمواطنين.
لقد بدأ المجتمع يلمس إيجابية الإجراءات ويأمل بالمزيد منها للتخفيف من القيود وإيجاد البديل المناسب، الذي يخفف عن المواطن من خلال مشاركة قطاعات مهنية في تقديم التسهيلات والحصول على الخدمات، بالحد الأدنى من الاختلاط حرصا على التباعد الاجتماعي في هذه المرحلة كأجراء وقائي غير دوائي لمواجهة الجائحة.
يتم تداول معلومات عن قرب زجّ التكسي الأصفر واستخدامه ليسهم في إيصال طلبات المواد الى المواطنين، ونود، هنا، ومن منطلق الحرص على تقليص الآثار الجانبية وغير المتوقعة لإجراءات الطوارئ، أن نشير الى أهمية الانتباه إلى جعل التواصل بالحد الأدنى بين موفر الخدمة (سائق التكسي) والمستفيد منها الذي هو المواطن الموجود في داره التزاماً بالتوجيهات وحرصا على سلامة سائر المواطنين، نطرح مجموعة من الملاحظات وكالاتي:
فئة سواق التكسي الأصفر فئة كبيرة العدد ومتفاوتة بالانحدار الثقافي والاجتماعي وحتى في السلوك والمعاملة والإعمار.
انهم سوف يكلفون بمهمة لم يتم تأهيلهم للنهوض بها.. مهمة ظاهرها بسيط لكنها تنطوي على ابعاد كبيرة.
إن المهمة لا تتوافق، إن لم تجر السيطرة عليها مع فكرة التباعد الاجتماعي ومعادلتها الهادفة الى تقليص متوسط عديد الاشخاص، الذين يتكلمون مع بعضهم بعضاً وهذا ما تهدف إليه الإجراءات المتخذة والتي نجحت، حقاً، نجاحا يحسب فضله للجميع من القيادة إلى أفراد الشعب فالجميع أظهر روحا للمسؤولية يستحق الفخر.
إن تكليف هذه الفئة، التي هي سواق التاكسي الأصفر، سوف تؤدي، بالضرورة، إذا لم يلتزموا بضوابط صارمة في تنفيذ المهمة، الى زيادة احتمال العدوى نتيجة لتحركهم في فضاء غير مسيطر عليه بين مجموعة موفري المنتجات، التي يحتاجها المواطن ونقلها الى المواطن في محل سكناه، وهم بهذا سوف يكونون أداة وصل ونقل للعدوى، لا سمح الله.
مع التفاوت في المستوى وفي درجة الوعي وفي الالتزام يمكن ان ينجم عن تطبيق هذا الإجراء عواقب مجتمعية، الان او في المستقبل، غير مرغوب بها.
ولهذا فان حكمة قيادة الأزمة اعتمدت في تنفيذ خطة مواجهة الجائحة على فئات عالية التدريب والانضباط والالتزام هي قوات الجيش العربي وقوى الأمن.
لما تقدم نأمل مراجعة الفكرة إما بإيجاد بديل عنها أو أن تكون العملية كلها مسيطر عليها وتوثقها جهة مركزية كطرف ثالث لاعتبارات الخصوصية والحماية تفادياً للمخاطر، وعلى غرار ما هو حاصل مع خدمة سواق التاكسي كريم وأوبر.
لا يزال هاجس التخفيف عن فئات المجتمع من تأثير الإجراءات الواجبة على حياتهم المعاشية يحظى بالأهمية ويحتاج الى مقترحات فيها ابتكار وتمتع بروح التضحية والمسؤولية الاجتماعية ولهذا فان اطراف الأنشطة الاقتصادية كلها مطالبة بتطوير أساليبها وتقديم مبادراتها تجاوزا للمحنة التي نأمل أن لا تطول ليخرج المجتمع وهو اكثر عافية واكثر وحدة وأصلب عودا بأذن الله.
إن ما يدعونا إلى هذا الطرح هو الحرص على تجاوز ما قد يحصل ولا تحمد عقباه نتيجة لإطلاق الخدمة لكل اصحاب التكسي الأصفر والله من وراء القصد.
*الأستاذ الدكتور / علي جبار صالح
* عميد كلية القانون في جامعة جدارا