صحافة المواطن والمسؤولية المجتمعية

صحافة المواطن  والمسؤولية المجتمعية
بديعة الصوان
صحافة المواطن مصطلح ليس بالجديد، فقد بدأنا نسمع عنه في وقت الثورات العربية، كنت أتابع التغطية الإعلامية وقتها وكيف انقلبت مقاييس الإعلام العربي، هذا المواطن الذي قاد الثورة على الأرض، ونقلها عبر الصفحات الإلكترونية شكل في الوقت نفسه مصدرا أساسيا للإعلام، وأصبح ما ينقله من صوت وصورة مادة أساسية يُعتمد عليها في نقل معظم مجريات الثورات، كما واعتمدتها الكثير من وسائل الإعلام العربية.

في الأردن ومن خلال تجربتي السابقة برصد أبرز الأخبار المتداولة، وكيفية تعاطي المجتمع معها ونقلها، ومن خلال الأحداث التي شهدتها الأردن كانفلونزا الخنازير قبل أشهر قليلة، والمنخفضات الجوية هذه العام، وفي كل عام، ولعل الحدث الأبرز الآن جائحة كورونا، حيث ثبت أن هذه النوع من الصحافة قد يكون مشوهاً في الأردن، وبحاجة لإعادة تنظيم، فليس عند البعض الوعي الكافي حول طبيعة المعلومات التي يملكها بين يديه، أو حتى معرفة أن هل هذه المعلومة قابلة للنشر، أو تنتهك حقوق الآخرين.

ومن ناحية أخرى - وقد يكون الوجه الأكثر أشراقاً للمواطن الصحفي- كسره للصورة النمطية، وأحتكار الحكومات للأعلام فالمواطن أصبح الآن مصدرا للمعلومة؛ فبمجرد رؤية حدث أمامه يستطيع تصويره، ونشره بكل بساطة، وكذلك المساهمة في كشف الحقائق، وبناء على ما سبق فلا بد للأطراف المعنية أن تعد وتنفذ برامج لرفع وعي المواطن حول كيفية نقل المعلومة، ونشرها، بحيث تضمن أن لا يتعرض لملاحقة قانونية بواسطة القوانيين الناظمة للمهنة.

المجلة الأردنية للعلوم الاجتماعية عام 2017 قامت بأجراء "دراسة مسحية"، تحت عنوان صحافة المواطن كمصدر للمعلومات من وجهة نظر الصحفيين الأردنيين، على عينة قوامها (200) مفردة من الصحفيين الأردنيين العاملين في الصحف الأردنية اليومية (الدستور والرأي والغد والأنباط والديار والسبيل)، ووكالة الأنباء الأردنية (بترا)، والمسجلة عضويتهم في نقابة الصحفيين الأردنيين، حيث تم استخدام (الاستبانة) كأداة للدراسة. وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج، أهمها:
لقد احتل سبب "التحولات السياسية في المنطقة العربية" قائمة أسباب ظهور صحافة المواطن من وجهة نظر الصحفيين الأردنيين بنسبة (20.7%)، تلاه "المساهمة في حل مشكلات المجتمع"، بنسبة (19.4%). كما اتفق ما نسبته (86%) من أفراد عينة الدراسة على أن عمل المواطن الصحفي أثر على طبيعة عمل الصحفي المحترف في الوسيلة الإعلامية. وتبين أن (60%) من أفراد عينة الدراسة رأوا أن على وسائل الإعلام تبنى المواطن الصحفي (أحياناً)، بينما الذين يرون أن عليها أن تتبناهم (دائماً) بلغت نسبتهم (18%). ولقد رأى (80%) من أفراد العينة المبحوثة أن على وسائل الإعلام أن تقوم أولاً بمراجعة وتحرير المواد المرسلة من المواطن الصحفي ثم نشرها. وأخيراً تبين من خلال بيانات الدراسة أن ما نسبته (45%) من أفراد العينة المبحوثة يقرؤون صحافة المواطن ويتابعونها (أحياناً) بينما الذين يتابعونها بشكل قليل ونادر بلغت نسبتهم (30%).

في تقرير لمرصد "أكيد" كشف أن معدل انتشار الهواتف الذكية في الأردن يصل إلى 80%، لتكون هذه الوسيلة في متناول الأغلبية، إضافة إلى انتشار الإنترنت الذي يصل إلى نسبة 100%. اليوم وفي عام 2020 ومع حجم المعلومات اللامنتناهية التي تصلنا بعضها بشكل ناقص، وبعضها الآخر مغلوط، وقد يفتقد بعضها للمصادر المعرفة، والسؤال الأكثر جدلا إلى أين نتجه؟ سؤال برسم الأجابة!!
تابعوا الوقائع على