الجامعات الذكية... مقترح ناجح

الجامعات الذكية... مقترح ناجح
الوقائع الإخبارية: بقلم:أ.د.يونس مقدادي – جامعة عمان العربية

مازلنا نشهد الغزو الهائل للتكنولوجيا في كافة مناحي حياتنا وعلى مختلف الأصعدة والذي فرض نفسه على مؤسساتنا العاملة في مختلف القطاعات حيث أصبح من أهم المدخلات الرئيسة في كافة العمليات سعياً لتحقيق التطور ومواكبة تحديات العصر وإيجاد نقلة نوعية تُسهم وبفاعلية في إنجاح تلك المؤسسات ومنها الجامعات على أعتبارها من أهم المؤسسات الخدمية الرامية لتقديم خدمات تعليمية وبتخصصات متنوعة للعديد من الفئات المستهدفة منها محلياً وأقليمياً ودولياً.
وقد شهد قطاع التعليم الجامعي الأردني أهتماماً كبيراً بتوظيف التكنولوجيا في كافة مفاصل العملية التعليمية ليتسنى لها مواكبة التطور العلمي والمعرفي وبشكلٍ خاص عبر شبكة الأنترنت والتي بدورها أصبحت من أهم مصادر المعرفة وبإستخدام نظم وبرمجيات وتطبيقات تكنولوجية متخصصة بالتعليم الجامعي للعمل على إثراء مدخلات الجامعات التعليمية وتحسين مخرجاتها وفقاً للمعايير الدولية بدلاً من الأساليب التقليدية والتي أعتدنا عليها منذ عقود مما لا شك من جدوها ولكن التطور التكنولوجي والمعرفي قد أصبح من أهتمامات المفكرين في قطاع التعليم الجامعي حيث شكل حيزاً ملحوظاً في منهجيات وإستراتيجيات الجامعات الأردنية وصولاً للمعرفة بشتئ مصادرها المحلية والعالمية في ظل العولمة بإبعادها، وأشير هناك إلى رؤية جلالة الملك عبدالله بن الحسين حفظه الله بإحدى أوراقه النقاشية ومضمونها الطلب من الجميع التفكير بالبحث عن خيارات أفضل متطلعين إلى مواكبة متطلبات العولمة كي لا نكون منعزلين عن العالم والعمل على مواكبة التطورات في كافة المجالات بجدية وبرؤى ثاقبة.
مما لاشك فيه بإن العديد من أصحاب القرار في قطاع التعليم الجامعي قد بدأو بالتفكير نحو إعادة النظر بشكل وطريقة وهيكل التعليم الجامعي حرصاً على سلامة المنظومة التعليمية والحفاظ على مكانتها وسمعتها، وذلك من خلال التوجه نحو الخروج من الكيانات الكبيرة المغلقة بالغة التكاليف من حيث أوجه الأنفاق على البنية التحتية والمرافق المساندة إلى سيناريو الجامعات الذكية أو ما يسمى بالتعليم المفتوح وبإستخدام منظومة تكنولوجية تقوم على تقديم كافة الخدمات التعليمية وبجودة عالية وضمن المعايير الأكاديمية الدولية لإتاحة الفرصة للجامعات في تنويع خدماتها التعليمية من حيث عدد التخصصات والبرامج الأكاديمية ، بالأضافة إلى توسيع عملية الاستقطاب للطلبة ومن فئات مختلفة محلياً وأقليمياً ودولياً بالالتحاق ببرامج هذه الجامعات.
أن فكرة الجامعات الذكية ليست بجديدة وقد تم العمل بها بالعديد من دول العالم المتقدم والتي حققت نجاحات باهرة في التعليم والمعرفة وتخريج الكفاءات المؤهلة بالأضافة إلى قدرتها على الحصول على الإعتمادات الدولية بكل سهولة ويسر.
والسؤال الذي يطرح نفسه، هل مجالس الحاكمية في الجامعات الحكومية والخاصة حاولت فعلياً التفكير خارج الصندوق وبجدية بهذا السيناريو للتوجه نحو الجامعات الذكية لما يتمتع به هذا السيناريو من مزايا كبيرة تخدم مصلحة كافة الأطراف وأهمها مصلحة الوطن بتخفيض حجم الأنفاق الهائل وتخفيض العجز المالي في موازنات تلك الجامعات، وتوسيع عملية الاستقطاب للطلبة الراغبين بالألتحاق بهذه الجامعات ، ناهيك عن قدرتها على التطور الأكاديمي والمعرفي السريع بما يخدم مصلحة الطلبة. حمى الله الوطن وقيادته الحكيمة وشعبنا من كل مكروه.


تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير