رسالتي الاخيرة الى رئيس الوزراء د.عمر الرزاز

رسالتي الاخيرة الى رئيس الوزراء د.عمر الرزاز
الوقائع الاخبارية : خليل النظامي

يبدو ان حالك اصبح كـ حال الشعب الاردني, قابع في غرفة مظلمة وموحشة بردها قارس ووحدتها قاتله, ومن الواضح جدا لنا كـ مراقبين ان معظم الكوادر التي تعمل معك سواء الاعلامية او الفنية او التنفيذية ليس لديها حكمة في التعامل مع ساحة تسارع الاحداث بما يتعلق بالشأن المحلي والعالمي، حتى ان معظم مستشاريك سواء المعلن عنهم ام مستشاري الغرف المغلقة ليس بيدهم اي حلول، واختيارك لهم لم يكن في محله حيث تبين انهم اصحاب صيت استطاعوا تسويق انفسهم كمستشارين ولكن على ارض الواقع لا يملكون ادنى معرفة وخبرة في تقديم الحلول والاقتراحات والخطط والاستراتيجيات لاحقاق التوازن بين السلطات وبين الشعب والتوفيق بين الشعب والنظام السياسي من خلال السلطة.

ربما ابالغ عندما اقول ان السواد اصبح يطالب برحيلك، ولا ابالغ حين اقول انك تمتلك من المهارات العلمية والادارية والاستراتيجية ما لم يمتلكه رئيس وزراء قبل، واعلم بنفس الوقت ان اليد الواحده لا تصفق، واعلم انك تدرك ان غالبية من حولك لا يأبهون للعمل وفق خطتك، وانما يعملون وفق خططهم وأهواءهم وامزجتهم الخاصة، حتى ان هناك معلومات تتوارد لدينا بشكل شبه يومي عن عدم تجانس فريقك الوزاري مع بعضه البعض منذ اول يوم شكلت فيه الحكومة، حتى اصبح المواطن العادي يلحظ هذا الامر الذي تتضح معالمه في ردود الافعال من قبل الحكومة على ما يحدث في الداخل المحلي.

انت كشخص لن تستطيع تغيير شيء، ومحاولة التعديل لن تضيف لك شيئا جديدا مختلفا، فقد سبق ان عملت تعديلا لم يكن موفقا بحسب الخبراء والمراقبين، وعليه انا اعود لما قلته اول يوم شكلت فيه حكومتك بأنها "حكومة الفرصة الاخيرة للأردن"، ويبدو ان ما توقعته كان صائبا كالعادة وان حكومتك هي حكومة الفرصة الاخيرة، والشواهد والدلائل على حديثي هذا واضحة امامك فـ بمجرد مسح بسيط ورصد لوسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ستدرك ان الامر بات مقلق على الدولة وليس على الحكومة فقط، ناهيك عن الحرب الباردة التي تحاك ضدنا يوميا من الخارج والتي تعلمها جيدا خاصة من الاطراف.

وعليه أنا انصحك باعادة ترتيب بيتك الداخلي في الحكومة للمرة الاخيرة ونزع وجه الباحث والدكتور الاستاذ الجامعي، وارتداء الوجه الحقيقي لـ منصب رئيس الوزراء قبل فوات الاوان، فنحن في دولة ولسنا في معهد جامعي، ويعلم الله انك كـ شخص وباحث ودكتور اكاديمي محط احترام وتقدير الجميع.  
تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير