صحيفة عربية: صراع الأسد و ابن خاله "مخلوف"... هل هو مؤشر لنهاية النظام؟

صحيفة عربية: صراع الأسد و ابن خاله مخلوف... هل هو مؤشر لنهاية النظام؟
الوقائع الإخبارية: تفجُّر صراع الأجنحة داخل النظام السوري إلى العلن مع رفض رجل الأعمال رامي مخلوف ممارسات النظام ضد شركاته والتطورات الدراماتيكية اللاحقة في العلاقة بين مخلوف والرئيس بشار الأسد، طرح علامات استفهام حول ما يجري ومصير النظام وسط تكهنات بتغيير جذري في مواقف روسيا وإيران تجاه بقاء الأسد.
وفي السياق رأى المعارض ميشال كيلو في حديث لصحيفة القبس الكويتية أن النظام لم تعد لديه موارد لتشغيل آلته، بعد أن استولت إيران وروسيا وأميركا على المقدرات، فصوّب على الأثرياء، مثل رامي مخلوف، فأتاه الجواب: «لا، هذا جني عمرنا وأنتم أخذتم حصتكم».
وقال كيلو إن الأسد مد يده على «قدس الأقداس»، والمسألة بدأت تأخذ أبعاداً سياسية واجتماعية وأخرى تتعلق بتوزيع القوى في الطائفة العلوية، إذ إن تسجيلات مخلوف تعد رسائل خفية للعلويين تسببت بانقسام كبير داخل الطائفة، كما أن الصراع دخل في مسننات إقليمية ودولية، طرف معه إيران وطرف معه الروس. ولفت كيلو إلى أن الصراع لا يمكن حسمه لمصلحة مخلوف بالعوامل الداخلية فقط وهو مهم في حسابات طهران وموسكو التي باتت مقتنعة بأنه ليس من مصلحتها أن تحمل نظاماً مفلساً صنع أزمة في العلاقات الدولية.
وأشار إلى أن قانون «قيصر» الأميركي لمعاقبة رموز النظام سيدخل حيز التنفيذ في يونيو المقبل، وهو يوفر لواشنطن وسيلة جديدة لعقوبات تعيق حشد روسيا الدعم العالمي لإعادة الإعمار.
ويرى كيلو أن أثرياء سوريا يقولون: «نحن لا ننقذ دولة مفلسة»، لا سيما أن الكلام عن تغيير بشار على قدم وساق، فلماذا نخسر ثرواتنا وهو قد يرحل؟! وفي حديثه لـ القبس قال د. خطار أبوذياب أستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس إن اعتراض مخلوف يعني تشققاً في النظام، لافتاً إلى تسارع الترتيبات قبل استخدام واشنطن لورقة «قانون قيصر»، لمنع أي تصور لمستقبل الحكم في سوريا مع بقاء رأس المنظومة.
من جهته، قال الإعلامي السوري المعارض قتيبة ياسين لـ القبس: ان «أسماء الأسد أيّدت دعم روسيا لإنهاء رامي كإصبع من أصابع إيران يجري قطعها من دون صراع مباشر، فيبدو الأمر وكأنه صراع ضمن العائلة، ولا دخل لايران وروسيا به»، فيما يلي التفاصيل الكاملة تعيش سوريا منذ صيف 2019 صراع أجنحة داخل بيت حكم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، متمثلة بالاقتصاد والسياسة والعسكر، وبدأت تتفجر إلى العلن منذ بداية أبريل الماضي، مع أول تسجيل نشره رجل الأعمال رامي مخلوف، ابن خال الأسد، ينتقد فيه ممارسات النظام ضد شركاته، مطالباً الرئيس بالتدخل.
غير أن التطورات الدراماتيكية اللاحقة في العلاقة بين الرجلين تطرح علامات استفهام كبيرة حول ما يجري ومن وراءه، وتوقيته، ومصير النظام، لاسيما وسط تكهنات بتغيير جذري في مواقف روسيا وإيران تجاه بقاء الأسد على رأسه، رغم نفي الدولتين العلني حدوث أي تغير في الموقف من الأسد، كان آخرها، الأحد الماضي، على لسان حسين أمير عبداللهيان، مستشار رئيس البرلمان الإيراني، الذي اعتبر أن «مشروع إطاحة بشار الأسد كذبة أميركية كبيرة، وأن الأسد هو الرئيس الشرعي والقائد العظيم لمحاربة الإرهاب».
القبس استطلعت ما يجري داخل بيت الحكم السوري، وسبرت المواقف التي واكبت الحرب الضروس بين الأسد ومخلوف، والأسباب التي ستقود الأمور إلى تغيير في المستقبل القريب.
رأى المعارض السوري ميشال كيلو في حديث لـ القبس أن ما يجري في بيت الحكم السوري هو أن النظام لم تعد لديه موارد داخلية، لأن وضع الثروات والمرافق التي قد تكون منتجة لثروة أو لها عوائد مجزية مقسَّمة بين الإيرانيين والروس، ولاسيما المرافئ، أما النفط فقد استولت عليه أميركا عبر «قوات سوريا الديموقراطية» (قسد) التي يقودها الأكراد، وأخذ الإيرانيون حصتهم، والروس أخذوا الفوسفات والقمح والحنطة والقطن، وبالتالي كل الموارد الاساسية أصبحت مبعثرة، ولم تعد تدر على النظام، والشعب لم يعد مادة للنهب، لأنه لم يبق له شيء، فمتوسط الأجور 35 ألف ليرة سورية، أصبحت لا تشتري «كيلو كنافة مبرومة».
ونتيجة لذلك، صوّب النظام على الذين تركهم ينهبون على مدى عقدين من حكمه، مثل رامي مخلوف، الذي يملك تقريبا %60 من الاقتصاد السوري، ويطالبهم، قائلاً «ساعدوني فلم يعد لدي أموال». وبوفق كيلو، فإن المصرف المركزي السوري قبل شهر كانت موجوداته 100 مليون دولار فقط.
ولم يعد النظام يملك شيئاً ويتحدث عن انتصار عظيم، بينما هو لم يعد عنده جيش ولا اقتصاد ولا مصارف ولا ثروات ولا مرافئ ولا مطارات. ولفت كيلو إلى أن المعارضة منذ اليوم الأول، اتهمت الاسد بأنه يقوم بتدمير الدولة والمجتمع لمصلحة الكيان الصهيوني، وهذا ما جرى، حيث لم يعد هناك لا دولة ولا مجتمع، و%60 من السوريين أصبحوا إما مشردين في الخارج أو مشردين في الداخل، بينما يقول الاسد لأثرياء نظامه اليوم «أعطونا أموالكم لكي نفي الروس قسماً من ثمن الأسلحة ونستجلب بعض الأشياء»، وأتاه الجواب منهم على لسان مخلوف «لا، هذه الثروات هي جني عمرنا وأنتم كنتم تأخذون حصتكم منها، وأهل زوجة الرئيس هم آخر أثرياء سوريا الكبار الذين جاؤوا في زمن الثورة وكسبوا المليارات، خذ منهم».
قدس الأقداس والأبعاد السياسية وقال كيلو إن الامور تؤخذ بهذا الشكل: سلطة لم يبق لديها ما يمكن أن تستخدمه لتسيير آليتها، والاثرياء لا يريدون أن يدفعوا، فقد جمع النظام 69 من الأثرياء الجدد وطلب منهم أن يدفعوا 10 ملايين دولار في مرحلة أولى، والذين أعلنوا استعداداً للدفع هم ثلاثة فقط، لم يكن يسمع عنهم أحد قبل سنتين، وأصبحوا من أصحاب المليارات. وأضاف كيلو أن الأسد مد يده على «قدس الأقداس» رامي مخلوف، الذي هو الشريك الرئيس الذي يشتغل عند النظام، والذي كان ينهب عن طريقه البلد من كل مرافقه، فلمخلوف 43 شركة، وهذه المسألة بدأت تأخذ أبعاداً سياسية، لأنه من منطقة غالبيتها تنتمي إلى «الحزب السوري القومي الاجتماعي»، ويقال إنه أقسم يمين الولاء لهذا الحزب قبل ثلاث سنوات، كما أنه من أسرة نافذة لها حضور قوي في منطقة الساحل السوري بين الطائفة العلوية.
ويروي كيلو أنه منذ فترة نشر أحد أقرباء رامي رسالة الى بشار الأسد تبدأ بأنه «عندما طلب والدك (الرئيس الراحل حافظ الأسد) خالتي أنيسة، رفض والدها بشكل قطعي، بسبب فارق النسب والمكانة بين العائلتين».
وكان الأسد بدأ في تفكيك شبكات مخلوف منذ أغسطس 2019 عندما اتخذ إجراءات صارمة شملت «جمعية البستان» وحل جناحها العسكري، حيث تبلّغ عناصر في «الحزب السوري القومي الاجتماعي» تعليمات بفقدان مميزات كانت قد مُنحت لهم في الفترة الأخيرة، بسبب مخلوف.
وبفقدان الحزب إلى جانبه، سيفقد الأسد أحد أبرز القوى العسكرية الرديفة لنظامه. ويرى كيلو أن القضية أخذت هذه الأبعاد ودخلت في السياسة وفي العلاقات الاجتماعية وبتوزيع القوى داخل الطائفة العلوية، وأن أثرياء سوريا يقولون «نحن لا ننقذ دولة مفلسة»، لاسيما أن الكلام عن تغيير بشار الأسد على قدم وساق، فلماذا نخسر ثرواتنا وهو قد يرحل خلال أشهر؟.
موقفا روسيا وإيران ولفت كيلو إلى البيان الموجه إلى الروس، الذي أصدره بهجت سليمان وخالد عبود، وقالا إن 303 من الشخصيات العربية وقعت عليه، بينهم خالد جمال عبدالناصر والدكتور حسن نافعة، ويطلب من موسكو وقف الحملة المهينة على الرئيس السوري.
وأضاف أن اللافت في الموضوع ان الإيرانيين وقفوا مع هذه المبادرة ضد موسكو، في وقت أرسل الروس رسائل يستفاد منها بأنهم يريدون ثمناً من اميركا وتركيا كي يعلنوا بصريح العبارة ما هم يؤمنون به وراغبون فيه، بأن الاسد لا يصلح للقيادة، لأنه فاسد وضعيف، وفق ما نُشر من أوساط قريبة جداً من الرئيس الروسي في وسائل إعلام يملكها يفغيني بريغوزين الملقب بـ«طباخ بوتين».
ومن هذا المنطلق، قال كيلو إن صراع الاسد - مخلوف دخل في مسننات إقليمية ودولية، طرف معه ايران وطرف معه الروس، وأن الروس شاركوا في الاستيلاء على ممتلكات شركة اتصالات «سيرياتل» ووثائقها، وشاركوا بتدابير الأسد ضد مخلوف، لأنهم في النهاية يريدون أموالهم التي صرفوها لدعم الأسد منذ عام 2015، ومخلوف أمواله في الخارج، وليس لديه في سوريا إلا موجودات لشركاته، فأمواله في الإمارات وروسيا وبيلاروسيا والمجر والملاذات الآمنة في المحيط الأطلسي.
ولفت كيلو إلى أن النظام يريد حالياً ان يصادر موجودات هذه الشركات، لكنه بذلك سيقع في مشكلة كبيرة، كون مخلوف يوظف عشرات آلاف الناس ويمنحهم امتيازات، واذا تم تسريحهم فستقع مشكلة اجتماعية، وليس فقط مشكلة سياسية وطائفية وحزبية، أو حتى دولية واقليمية، فالبلد مفلس، وعليه التزامات، بينما يضخ النظام مليارات من الاوراق النقدية من الليرة السورية مطبوعة على «ورق جرائد». وقال كيلو إن الأسد دمر سوريا أرضاً وشعباً، دولة ومجتمعاً، ويحكي انه انتصر على الارهاب بتشتيت 15 مليون سوري وقتل 53 ألف طفل وعشرات آلاف النساء.
مستقبل الأمور وقال كيلو ان الصراع بين مخلوف والاسد لا يمكن ان يحسم لمصلحة مخلوف، إذا ما اخذنا العوامل الداخلية فقط، لكن بالعوامل الخارجية والإقليمية التي هي مقررة لمصير النظام، فيمكن ان يكون الذي جرى عاملا مهما جداً في حسابات الروس والايرانيين، وأيضا الاميركيين، الذين قالوا بصريح العبارة ان هذا الذي يجري في بيت الحكم السوري يعطي فكرة لأي درجة يمكن له ان يذهب ولأي درجة يمكن ان يكون مرفوضاً دولياً.
وأبدى كيلو اعتقاده بان الروس اصبحوا مقتنعين أكثر فأكثر بأنه ليس من مصلحتهم ان يحملوا على أكتافهم نظاماً معزولاً ومفلساً ادارياً واقتصادياً وسياسياً، ورئيساً قتل مليون سوري وصنع أزمة في العلاقات الدولية، تتطلب سنوات لحلها، في وقت تحتاج إعادة إعمار سوريا 400 مليار دولار، ولا دولة مستعدة في ظل هذه الظروف، للدفع لإعمار بلده دمره رئيسه، إذا كان هذا الرئيس سيبقى. ضوء أخضر روسي كلام كيلو يتقاطع مع تصريحات روسية، ففي 17 أبريل، نشر السفير الروسي السابق لدى دمشق ونائب الرئيس الحالي للمجلس الروسي للشؤون الدولية، ألكسندر أكسنينوك، تقييما متشائما للوضع في سوريا، شكك فيه في قدرة قيادتها على حله، قائلاً إن «حدوث تسوية دائمة أمر مستحيل ما لم يتم القضاء على الأسباب الاجتماعية والاقتصادية الرئيسية للنزاع والعقلية التي تسببت فيه»، ما يشي بأن هذه الحملة المنظمة على الأسد وما يجري على الارض لم تكن لتتم الا بضوء أخضر من بوتين، الذي يسعى الى حفظ مكاسب روسيا، وهو يسعى للسيطرة على قطاع الاتصالات وغيره كغنائم حرب. Volume 0% ويرى محللون أن موسكو تشعر باستياء إزاء تصرفات مخلوف الذي يُعرف عنه ترويجه للتجارة مع إيران، مهمشاً المصالح الروسية.
قانون «قيصر» كما أن قانون «قيصر» الذي أطلقته الولايات المتحدة للضغط على النظام، يدخل في يونيو حيز التنفيذ، وسيوفر لواشنطن وسيلة للمساعدة في إنهاء الصراع وسيكون له آثار اقتصادية مؤلمة على الأسد وحلفائه. وكتبت صحيفة لوس أنجلوس تايمز في 8 مايو أن «هناك أملاً ضئيلاً في أن روسيا وإيران، وكلتاهما تواجهان عقوبات ودماراً اقتصادياً الآن بسبب فيروس كورونا، تستطيعان القيام بالكثير لإبقاء الأسد. ووفق التكهنات، فقد توصلت موسكو وطهران إلى اتفاق لإطاحة الأسد وتدمير إمبراطورية مخلوف المالية.
«مذبحة» داخلية وينذر صراع العروش الجديد داخل الاسرة الحاكمة بأزمة ترعب المراقبين الذين يرون فيه اتجاها إلى مواجهة لا تحمد عقباها بين عائلة الأسد وعائلة مخلوف، ما قد ينذر بـ«مذبحة» بين الطرفين وداخل الطائفة العلوية. الليرة السورية، كانت بدورها أولى ضحايا الأزمة، حيث هبطت إلى مستوى قياسي، لتسجل انخفاضاً كبيراً أمام الدولار، الذي وصل سعر صرفه إلى 1805 ليرات.
أَرِهم فعلك يا الله وهذا الانشقاق الواضح ترجمه رد مخلوف على قرار النظام بالحجز على أمواله، مهدداً بشكل مبطن بالتصعيد في الأيام المقبلة، فبعد قوله في الرسالة الاولى «أنا داعم النظام الأكبر ورزقي من الله»، عاد ليقول أمس «لقد فعلت كل استطاعتي يا ربي، فلا حول ولا قوة إلا بك يا الله، فهذا فعلي وقد اسْـتُنزِف، وأنت المُمد».
وأضاف «فأرهم فعلك يا الله، فقد حان موعد ظهوره ولك الأمر، فقد قلت إن لله رجالاً إذا أرادوا أراد، فبعزتك وجلالتك سيُذهَلون من فعلك». توقع خطِر وصادم إذاً، الصراع وصل إلى مرحلة اللاعودة، وفي هذا الإطار، روّج رجل الاعمال والصناعي السوري فراس طلاس، نجل وزير الدفاع الأسبق مصطفى طلاس، لحدث صادم في دمشق ولقرار أميركي قادم، معتبرا أن رسائل مخلوف هي رسائل مخفية إلى العلويين وليست إلى بشار، وسببت انقساماً داخل الطائفة. بدوره، رأى الكاتب ماهر شرف الدين في تغريدات «لديَّ شعور بأن سنة 2020 لن تنتهي قبل زوال عائلة الأسد من المشهد السوري».
قتيبة ياسين: أسماء الأسد دعمت روسيا لإنهاء مخلوف
قال الإعلامي السوري المعارض قتيبة ياسين لـ القبس إن «رامي مخلوف واجهة لبشار الأسد.. استثمر في سوريا كل ما ليس له رأسمال وجمع منه المليارات.. افتتح شركة من قوت الشعب وتحكم بالاتصالات وباع السوريين الهواء بأغلى فاتورة في العالم».
واضاف ان «رامي دخل في الطائفة دينياً، وروج لنفسه على أنه متدين، وكان يجمع في قصوره مشايخ الطائفة، وخصص لهم رواتب، ومن خلالهم أصبح له أتباع، ثم دخل من خلالهم على التقارب مع الشيعة، بدأ ذلك في نهاية التسعينات، وقوّى علاقاته بإيران، وهو حتى الآن يعتبر رجل إيران الأقرب ضمن الطائفة.
قد يسخر السوريون الآن بتلقيبه شيخ رامي نظراً لخطاباته التي خرج بها.. لكن ما لا يعرفه السوريون أنه يعتبر متديناً جداً في طائفته ويجبر أولاده على الالتزام بالتعاليم العلوية».
وأكمل ياسين أن «أسماء الأسد أيّدت دعم روسيا لإنهاء رامي كإصبع من أصابع إيران يجري قطعها من دون صراع مباشر، فيبدو الأمر وكأنه صراع ضمن العائلة، ولا دخل لايران وروسيا به»، مردفاً «المليارات التي ستؤخذ من مخلوف لن تكون للشعب ولا حتى لأسماء والأسد، بل للروس، وستؤخذ بطرق عدة، وعلى المدى البعيد. بخروج رامي عبر التسجيلات 3 مرات انهارت العملة السورية للضعف والسبب ليس رامي وأسماء بل من خلفهما».
وأفاد ياسين بأنه لا يعتقد بسقوط النظام، إلا إن زاد الصراع الروسي - الإيراني، وهذا مرهون بزيادة الانهيار الاقتصادي في سوريا «قانون قيصر في يونيو سيزيد الامور سوءاً، حيث ان الشعب على حافة مجاعة بالمعنى الحرفي، وراتب الموظف يطعمه لخمسة أيام فقط، واصبح يساوي بين 20 إلى 28 دولارا شهريا.
الأمر المتأكد منه أن سوريا بعد قانون قيصر ليست كسوريا قبله، سيرى السوريون في شهور ما لم يروه في 9 سنوات». خطار أبو ذياب لـ القبس: اعتراض مخلوف تشقُّق في النظام في حديثه لـ القبس، قال د. خطار أبو ذياب، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس: «نحن امام مناخ جديد ومحاولة جمع عملة صعبة منذ صيف 2019 نظرا للانهيار الاقتصادي الذي ازدادت حدته مع تأزم لبنان»، مضيفاً ان اعتراض رامي مخلوف يعني تشققاً ضمن المنظومة الحاكمة وبيئتها الحاضنة، سيجري احتواؤه، لكن تداعياته ستبقى حول روسيا وإيران. ولفت إلى أن «التنافس الروسي - الإيراني» يعيد تشكيل المشهد السوري، بينما تدخل المحنة السورية عامها العاشر بصراع متعدد الأقطاب والأبعاد.
وقال إن التجارب التاريخية تعلمنا صعوبة التعايش بين قوتين خارجيتين محتلتين أو متحكمتين في مكان واحد، والمواقف التي برزت في الفترة الأخيرة توحي بالتباعد أكثر فأكثر بين الجانبين، ويتضح أن روسيا وإيران لا تتفقان على الرأي حيال عدد من المسائل الأساسية: مصير بشار الأسد على رأس السلطة، وتركيبة سوريا ما بعد الحرب، ودور الأكراد.
كما أن ايران تسعى إلى طريق يؤمن لها موطئ قدم على البحر المتوسط من خلال العراق وسوريا ولبنان، الذي ينافس اهتمام موسكو بالساحة السورية وموقعها الإستراتيجي في شرق البحر الأبيض المتوسط وفي قلب العالم العربي.
ولفت إلى ان تطورات برزت في الأسابيع الأخيرة تشي بتحولات يمكن أن تغير الوضع القائم، وأهمها انسحاب الحرس الثوري وإخلائه بعض قواعده بعد تكثيف الغارات الإسرائيلية، وكذلك تسجيل تجاذب روسي مع النظام السوري، ولا يمكن التقليل من انعكاسات الحراك الإيراني وسعي طهران للتأقلم مع الضغوط الاميركية والدولية، وكذلك يمكن ربط الانتقادات الروسية لنظام الاسد بترتيبات تتسارع بلورتها بالتزامن مع تناغم موضعي بين روسيا وتركيا في الشمال السوري، وقبل استخدام واشنطن لورقة «قانون قيصر»، لمنع أي تصور لمستقبل الحكم في سوريا مع بقاء رأس المنظومة متربعاً على سدة الحكم.

تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير