حل عبور الازمات
م. سليمان عبيدات
الا ان هذا الفهم قد تغير الآن، وان ادامة الحظر والحجر لم يعد هو العلاج كما كان يُعتقد في بداية الازمة. ضروري أن لا تتخلى الحكومة عن الاستماع وقبول وجهات النظر الاخرى، لتتعزز قراراتها قبل اصدارها، كي تتعزز ثقة المواطن وليبقى مُتعاونا معها بقناعة انه شريك في اتخاذ القرارات ان كانت صائبة او خاطئة، كونه من يدفع الثمن اجلاً ام عاجلا .
النتائج السلبية للفحوصات العشوائية التي اجريت، ومرور المدد الزمنية المطلوبه دون ظهور اي حالة اصابة داخل المملكة، نستطيع معها بالعلم والمنطق القول وبكل ثقة أن الاردن خالٍ من الفيروس اذا لم تتسلل اية حالة عبر المعابر والحدود.
وفي نفس الوقت لا نستطيع ولا يُمكننا اغلاق الحدود والاستمرار باجراءات التشدد على السائقين الى مالا نهاية، وليس بامكاننا أن نستمر بالاجراءات المتبعة في استقبال المواطنين المُغتربين القادمين من الخارج ليقضوا اجازتهم في الحجر .
حتى نتخلص من هذه الاجراءات وبأسرع وقت ممكن لأن الوقت لا يُسعفنا، يجب أن نبحث عن بدائل وحلول، ففي تدريب وتوعية سائقي الشاحنات على كيفية وقاية انفسهم في السفر والترحال وتعزيز قناعة الالتزام بذلك، والاهتمام بتدريب الكوادر العاملة على الحدود حول طبيعة التعامل مع المسافرين وارشادهم ورفع درجة الوعي لديهم .
واما أبناؤنا وأهلنا المقيمون في الخارج، فيمكن ايصال الارشادات لهم، حول ما يجب عليهم القيام به قبل قدومهم الى ارض الوطن، من خلال الاعلام وسفاراتنا، حتى يتمكنوا من العودة سالمين غانمين لقضاء اجازاتهم بين اهليهم وعائلاتهم دون الزامهم بفترة الحجر المعمول بها.
بنهاية المطاف وبعد خوض التجاب عدة نصل الى حقيقة واحدة للحل وهو تمكين المواطن بالوعي لماهية الوباء وتأثيره على الانسان، واسلوب وطرق الوقاية منه، فلدينا مشاهدات في اتباع الوقاية تظر اكثر ما تفيد صاحبها والمجتمع، اما اذا اتبعنا وفهمنا الاسلوب الصحيح للوقاية، عندها نصل الى السر الحقيقي لتجاوز الازمات وليس فقط بالقرارات والتعليمات والتوسع بالعقوبات .
فمثلاً هل ما نُشاهدها على شاشات التلفاز في طريقة ارتداء الكمامة صحيح وتحقق الغاية المرجوة من ارتدائها، بعد خبرة ومرور اشهر على وجود الوباء ؟
لا والله إن الكثير لا يفهم السبب والفائدة من ارتدائها.نشاهد فلما مصورا في مستشفى الامير حمزة، يُبث عبر قناة المملكة، المستغرب الم يلاحظ احد من المسؤولين عن بثه، الاخطاء المُرتكبة فيه ومخالفته لروح وقواعد السلامة، حتى انه ما يزال يُبث لغاية الآن دون تصويب، وكذلك عندما يظهر الكثير من المسؤولين على الشاشات وهم قدوة للمواطن الذي في الشارع، يضع الكمامة على دقنه والبعض تُغطي فمه مع دقنه، وكأن الحماية للدقن وعند التزود نضعها على الفم ، حتى اصبحت "موديل اردني في لبس الكمامة".
نحن بحاجة الى ان نفهم لماذا نرتدي الكمامة حتى نكون حريصين على ارتدائها بالشكل الصحيح، كما يحصل مع الكثير ممن لا يُدرك الفائدة المرجوة من ربط حزام الامان خلال قيادة السيارة، ويعتبر استعماله تفاديا لمخالفة شرطي السير له، وكذلك مع الكثير من وسائل واساليب الوقاية .
وحتى تُصبح مقولة "نعتمد على وعي المواطن" في مكانها، فهذا يتطلب تمكينه بهذا الوعي، كيف لا ونحن في عصر العلم والتعلم، وأساس استقامة سلوك المُجتمعات الوعي والعلم بالشيئ، لذلك اصبح من أهم واجبات الحكومة وضع أستراتيجية للتوعية وتثقيف الناس، بأستراتيجية مستدامة تهدف الى التوعية بكل مناحي الحياة، وتخدم كل القطاعات، وليست باسلوب الفزعة تبدأ وتنتهي مع الحدث.
عندها نستطيع القول أن وطننا قد انجز انجازاً مُتكاملاً وبالشكل الذي نتمنى.
دمتم ودام الوطن عزيزا مُعافى بصحته واقتصاده وحياة شعبه.