سينتصر ... ويا محلى النصر بعون الله
نضال العمرو
لا يخفى عن المتبصرين بالتوجه العالمي تقنياً؛ بأن العالم بات في خضم حرب عالمية ثالثة لا عسكرية فيها ولا قصف للطائرات والمدافع؛ وانما هي حرب من نوع آخر مبنية على تكنولوجيا الأرقام المحوسبة والتجسس والتسريبات الملفقة لنشر الاشاعات بما يعرف بالحرب النفسية الرقمية؛ ويعرف الاختصاصيون العرب القدرة الصهيونية المتفوقة في هذا المجال؛ إلا ان مساهمة الاعلام الصهيوني في الحرب النفسية ضد شعب الامة العربية للنيل من معنوياته بإشاعة أجواء عدم الاستقرار الأمني والاقتصادي والاجتماعي كان لها للأسف اثر كبير، وسهّلت الكثير من الدمار والخراب في العديد من الدول العربية دون تدخل الآلة العسكرية الصهيونية بشكل مباشر؛ ويسعى اعلام العدو الى زراعة اليأس في نفس المواطن العربي من إمكانية تحقيق أي فائدة من فكرة المواجهة مع الكيان الصهيوني؛ لا بل ان أقلام الاعلام الصهيوني (المستعربة) في الحرب النفسية ذهبوا لأبعد من ذلك لحد الاثبات للمتلقي ان العرب خاسرون لا محالة في حال اصروا على مواصلة التمسك بخيار القوة والمقاومة في المواجهة.
يتذكر الجميع الفترة التي تواجد فيها جلالة الملك في اجازته السنوية في واشنطن؛ وكيف مارس الاعلام الصهيوني حربه النفسية ضد أبناء الشعب الأردني بنشر معلومات مضللة عن الوضع الصحي لجلالته؛ تارة ينشر فيديوهات مصورة وتارة ينشرون تغريدات عبر منصات التواصل الاجتماعي اشاعات وصلت لحد الاستعانة بصور لأصحاب السمو الامراء؛ ينشرون من خلالها سمومهم وحقدهم لسعيهم لخلق حالة من الرعب والارتباك والفوضى في البلد؛ وكان ذلك من سبيل الضغط على القيادة الهاشمية للتخلي عن الوصاية على المقدسات الإسلامية و المسيحية في القدس؛ وفي مواجهة هذه الصور المتعددة من الضغط النفسي على الشعب الاردني؛ عاد جلالة الملك للوطن بيُمن الله ورعايته يقول قوله المشهود امام الشعب وعلى مرأى وسائل الاعلام العالمية كرسالة مضادة للعدو "عمري ما رح أغير موقفي بالنسبة للقدس، فموقف الهاشميين من القدس واضح، ونحن في المملكة الأردنية الهاشمية علينا واجب تاريخي تجاه القدس والمقدسات"؛ وتابع جلالته قائلا "بالنسبة لي القدس خط أحمر، وشعبي كله معي." وشدد جلالته حينها "لا أحد يستطيع أن يضغط على الأردن في هذا الموضوع والجواب سيكون "كلا"، لأن كل الأردنيين في موضوع القدس يقفون معي صفا واحدا، وفي النهاية العرب والمسلمون سيقفون معنا؛ مُشدداً بقوله "بالنسبة لي القدس خط أحمر"، ونحن كدولة أردنية هاشمية واجبنا أن نحمي المقدسات الإسلامية والمسيحية.
ان كل ما سبق من عرض لأساليب وأدوات بالأمثلة للحرب النفسية التي يقودها العدو الصهيوني في اعلامه وفرقه السرية عبر منصات التواصل الاجتماعي لإستهداف المملكة الأردنية الهاشمية ورموزها؛ لا يختلف الان قيد أُنملة عما يتعرض له رئيس مجلس النواب الأردني المهندس عاطف الطراونة من حرب تستهدف شخصه كرمز سلطة تشريعية شعبية في المجتمع الأردني والعربي لكونه رئيس البرلمانيين العرب؛ لدفاعه المستميت خلف القيادة الهاشمية عن القدس والوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية هناك.
واهمٌ هو من يستبعد الحرب النفسية الصهيونية التي يتعرض لها المهندس عاطف الطراونة؛ فالأدوات المستخدمة هي نفسها التي استخدمت سابقاً من قبل مع جلالة الملك؛ وهي نفسها التي استخدمت وتستخدم مع السيد مرزوق الغانم رئيس مجلس الامة الكويتي؛ وهناك صور كثيرة ومتعددة لممارسة هذه الضغوط، مثل الحديث عن الأوضاع الصحية للزعماء العرب، والعلاقات في الدوائر الضيقة التي تحيط بهم، والادعاء كذباً بكشف كل ما يمكن أن يسبب إحراجاً لهم، فضلاً عن التطرق لما قد يوصف أنه فضائح من اشاعات يطلقونها عبر منصات التواصل الاجتماعي.
يتعرض المهندس عاطف الطراونة لحملة تستهدفه واشقائه لمواقفه القومية العروبية تجاه القضايا العربية كلها وخاصة القضية المركزية أردنياً وهي القضية الفلسطينية والوصاية الهاشمية على القدس الشريف بمقدساتها الإسلامية والمسيحية؛ وذهب البعض من أدوات الشيطان بإستغلال إجراءات حكومية ستشمل الجميع؛ بكيل الاتهامات جزافاً مُهمشين دور القضاء الأردني النزيه في هذه القضايا؛ ونصبوا انفسهم قضاة يحكمون على الاحرار المناضلين خلف جلالة الملك دفاعاً عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين؛ وها هي البشائر تظهر تباعاً بدءً بقرار فك الحجز عن الأموال؛ ولسان حال العدل الإلهي يذهب بنا لإنتظار الحكم من القضاء الأردني النزيه فإن كان هناك خلل سيصوب.
العدالة السماوية تفرض سلطتها على الأرض؛ فمن له المواقف البطولية خلف قيادته، وفي ماله نصيب للأرامل والأيتام وعابري السبيل واللاجئين والذين تتقطع بهم السُبل؛ وطلبة العلم وعلاج المرضى الفقراء؛ ويسعى بكل ما يملك لتقدم وتطور وتنمية وطنه ... لا تستبعدون أن تنصره العدالة السماوية.
نعم سننتظر القرار النهائي من القضاء الأردني العادل والنزيه؛ وسنقبل به ويا حياهم الله بأي أمر خطأ لتصويبه؛ ولكن على ابواق الشيطان وأدوات الحرب النفسية الصهيونية ان يعلموا بأن عاطف الطراونة كقائده كلما تمارسون الضغط عليه سيزيد قوة وصلابة لإحقاق الحق؛ وسيستمر في نضاله لأجل فلسطين والتأكيد مدافعاً عن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس؛ وسينتصر بإذن الله ... ويا محلى النصر بعون الله.