أمطروهم بالحجّــارة !! فردوا عليهم رد أهل التسامح وعشاق الوطن !!

أمطروهم بالحجّــارة !! فردوا عليهم رد أهل التسامح وعشاق الوطن !!
الوقائع الإخبارية :ـ جمال حداد

في الحديث الصحيح عن النبي محمد صلوات الله عليه :ـ " حوضي من عدن إلى عمان البلقاء، ماؤه أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، وأكاوبه عدد نجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً، أول الناس وروداً فقراء المهاجرين، الشعث رؤوساً الدنس ثياباً، الذين لا ينكحون المتنعمات، ولا يفتح لهم السدد" .

وقال عليه السلام الصادق المصدوق :ـ "لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: "بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ".

أي تشريف وأي تكريم للأردن والأردنيين،جاء على لسان عربي فصيح ومن لدن اطهر الطاهرين،النبي الهاشمي الصادق الأمين ؟!. وأي تخصيص يخص به نبي الله المبعوث رحمة للأمم كافة،هذا البلد المرابط على الجبهات الأربع بمفرده،و ليس له الا عزائم أهله وبسالة جنده وتفاني رجال أمنه.

بلد مؤتة واليرموك، محروس بعين الله التي لا تنام ويقظة أبنائه المخلصين.هم ولا غيرهم، ولا مكان لغيرهم بينهم، لمن لا ينتمي لأردنهم، ولا يحس بأوجاعهم. لا مكان بينهم لمن يعبث بأمنهم واستقرارهم و يؤرق ليلهم ويسعى لتمزيق لحمتهم ويشتت وحدتهم.وفوق هذا كله يرمي زينة رجالهم، رجال أمنهم بالحجارة بدل أن يستقبلهم بالورود وأجمل التحايا ويفتحوا لهم أبواب بيوتهم.

لكن سامحهم الله أمطروهم بالحجارة ولا نقول لهم،ـ هذه الشريحة الضيقة ـ الخارجة عن طباع الأردنيين وعاداتهم وأعرافهم، الا ما قاله سيدنا وقدوتنا ورسولنا :ـ " اللهم انا نعوذ بك من شرورهم " .ونضيف اللهم أهدهم واعدهم إلى صوابهم.

أي أردني أو إنسان شريف ينتمي لوطنه ويحب أهله لا يرضى ولا يقبل بالمشهد المؤلم الذي انتشر بين الناس عن رمي حفنة قليلة من الشباب رجال الامن العام بالحجارة ومحاولة تحطيم سياراتهم، مما أسفر عن إصابة سبعة أفراد من كوادر الامن العام.
المفارقة المدهشة أن أفراد الامن العام كانوا يلتقطون الحجارة التي تنهال عليهم ويرفعونها عن الطريق العام حتى لا تتضرر المركبات العامة ولا تتعطل حركة السير ومن ثم تنظيف البيئة .مشهد جميل للأمن العام ترفع له القبعات،ورد أخلاقي / حضاري، لا يقدر عليه الا أهل التسامح وعشاق الوطن،المنتمون للحمى الأردني العظيم.
رجال الامن أهل الحماية والأمن، الذين اثبتوا أنهم فوق الجراح والتفوا حول الوطن وقيادته.دافعهم التمسك بالأمن والعمل بكل طاقاتهم على الحفاظ على استقرار الوطن وسعادة إنسانه.فيا رب أحفظ امن الوطن واستقراره وشعبه وكل ذرة من ترابه.

من حق المعلم ان يطالب بحقوقه،وهو والعسكري ركيزة من ركائز الدولة الأردنية،كما أن من حق النقابة أن تدافع عن أعضائها ولكن تحت مظلة القانون لا بالشارع ولا بتعطيل التعليم وتحريض الطلبة على الدولة ورفع شعارات ما انزل الله بها من سلطان.
أبواب المحاكم مفتوحة للعامة،وقضاءنا مشهود له بالنزاهة والحياد والعدالة ومن شعر بظلم فله حق اللجوء للمحاكم،مع أننا نعرف أن الحكومة لم تنكر الزيادة ولا العلاوة وقالت امام الملأ أنها ستفي بالتزامها في أوائل السنة القادمة. وسيأخذ المعلمون حقوقهم كاملة غير منقوصة مع ـ بوسة لحية ـ على الطريقة الأردنية الودودة.

لقد لاحظ الجميع أن الشعارات والهتافات خرجت عن المطالب المهنية في اعتصامات المعلمين،والخوف أنها أصبحت مسيسة وتخدم أجندات خارجة عن ما تطالب به نقابة المعلمين،فالتمادي بالمطالب في أزمة الكورونا وما بعد الكورونا تشي بان الأمور تعجيزية وتسعى إلى لي ذراع الدولة.ما يوحي ان مطالب النقابة ليست مهنية انما القضية مناطحة ومكاسرة وتهدف النقابة الى كسر ارادة الحكومة والانتصار عليها وكأننا في معركة مصيرية أما ـ قاتل أو مقتول ـ وهذا لعمري مسألة تثير الشك،إذا أن المعلم صاحب رسالة ورسالته تقوم على التربية والتهذيب والتعليم وغرس القيم النبيلة والإنسانية.

في كارثة بيروت كان الأردن من السباقين لنداء الواجب القومي والإنساني والأخوي ،فاصدر جلالة الملك أوامره بإرسال مستشفى ميدانيا للتخفيف من مصاب اللبنانيين واسعاف الجرحى وتقديم العلاج والدواء. وهناك في غزة العزة في غزة هاشم عندما قصف الاحتلال قبل سنوات القطاع وقتل البشر والحجر كان الأردن الأول إن لم يكن الاوحد يضمد الجراح ويسعف المرضى ويقدم العلاج ويجري العمليات الدقيقة والصعبة ويقدم الاطراف الصناعية للمعاقين.
هذا داب الاردن والاردنيين. فكل ادعاء على ان الامن يعتدي وهو المكلف بالحماية فهو حديث منكور ومرفوض.ناهيك ان النقابة رفعت كلفة الامن اضعافا مضاعفة فبدل من ان يقوم بمهماته الاساسية والمعروفة،تفرغ الان لمواكبة المظاهرات وحمايتها وتنظيمها.

الاردن هو الابقى والاحلى والاغلى ولا يختلف اردنيان شريفان على ذلك،ولا نقبل غير ذلك.لا مزايدات على الوطن ولا عنتريات على الدولة، فالاردن فوق الجميع وللجميع، ولا احد يستأثر به.المتاجرة بالوطنية انتهت للابد،والتلاعب بعواطف الناس وخداعهم لعبة سقطت بالوعي ولا احد في زمن العلم والتنوير يستطيع ان يخدع احد معسول الكلام .فاتقوا الله باردنكم اردن الكرامة والعزة، وعودوا الى رشدكم.

والله ليس لنا بعد الله الا هذا الوطن الشامخ الناهض الصابر المرابط.الحكمة ضالة المؤمن والعقلانية طريق السداد والرشاد، والحوار الحضاري دليل قوة لا ضعف والحجة بالحجة والدليل بالدليل.فالشعب طافح بالمرارة والغضب وما تفعله النقابة عواقبة غير مأمونة.فعودوا لحضن الوطن فالعود اسلم،وسجلوا في سجلكم صفحة ترضي الله ويصفق لها الناس وتنفع مستقبل الطلبة " والخير في أمتي إلى يوم الدين"

 
تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير