نتائج التوجيهي .. مشاعر مختلطة بين الفرحة والخيبة

نتائج التوجيهي .. مشاعر مختلطة بين الفرحة والخيبة
الوقائع الاخبارية :وسط ضجيج الشوارع العارم استقبل طلبة التوجيهي وأسرهم نتائج الثانوية العامة بين ضحكات ودموع عبّروا من خلالها عن فرحة النجاح وخيبة الأمل، وبين توقعات مرضية وغير مرضية ضجت شوارع المملكة بزوامير مواكب السيارات منذ ساعات الصباح الباكر.

يقول الطالب أنس الزعبي: «رغم أنني تفاجأت من النتيجة وتوقعت أن أحصل على معدل أفضل الإ أنني سعيد بطعم النجاح بحمد الله، فهذه فرحة أنتظرها وعائلتي منذ أن دخلت الثانوية العامة».

وبين الفرحة والدموع استقبلت سالي المعاني نتيجتها بصدمة كبيرة وتبين:«تمنيت الحصول على معدل أعلى، فلم يكن معدلي الحالي ضمن حساباتي الشخصية أبدا، وبإذن الله سأعيد بعض المواد التكميلية ليرتفع معدلي وأستطيع دراسة التخصص الذي أريده ».

وتوجه شكرا لعائلتها وأصدقائها الذين وقفوا إلى جانبها في هذا الوقت العصيب وخففوا من مصابها .

وللأسف لم يحالف بعض الطلبة النجاح، فالطالب أحمد رسب في مادة اللغة الإنجليزية وهذا ما جعل فرحة النجاح صعبة المنال لديه، فالخيبة والحزن خيما عليه طيلة حديثه مع كاتبة التقرير.

ويبدو أن لفرحة التوجيهي نكهة خاصة تميزها عن باقي المناسبات، تجتمع فيها أسمى مشاعر الفرحة والتعاطف بين ناجح وراسب.

تقول ضحى: » أظهرت النتائج نجاح أخي ورسوبي في امتحانات الثانوية العامة، الإ أنني لن أجعل الأمر يؤثر على فرحة أخي وأهلي، فهي فرحة لن تتكرر ويتمناها جميع طلبة الثانوية العامة ».

وتستنكر المواطنه فلاح جابر ما يحصل مع الطلبة من مبالغة كبيرة في وسائل التعبير عن فرحتهم وتقول: «وضعي الصحي يعد صعبا للغاية، ورغم أنني لم أذق طعم النوم طيلة الليلة الماضية ونومي بعد صلاة الفجر الإ أنني صحوت على أصوات الزوامير والأغاني المرتفعة والتي لم تنته لساعات عدة» . وتضيف: «إن من الجميل أن يعبر الناس عن فرحة النجاح لكن دون إزعاج الآخرين ». وتبين الأخصائية التربوية والإجتماعية لمى الحرباوي: «أعتقد أن طرق التعبير عن فرحة نتائج الثانوية العامة ما هي الإ نتاج للضغوط النفسية التي مررنا بها أجمع خلال هذا العام وخصوصا إثر جائحة الكورونا، فكثير من الطلبة لم يتوقع النجاح فكان خبر نجاحه خبراً ساراً أدى إلى التعبير عنه بطريقة مبالغة وربما توصف بالجنونية» .

وتضيف: «في البيت المجاور لم يتوقع سائد نجاحه بالتوجيهي، وحينما علم بذلك توجه إلى سيارة أبيه مسرعا وبدأ بإطلاق الزوامير ورفع الهتافات رغبة منه في إبلاغ الجميع بأنه قد حصد النجاح ».

وتؤكد الحرباوي على: » ضرورة الأخذ بالإعتبار الأشخاص الذين لم يحالفهم الحظ ومراعاة شعورهم، خاصة بأن نتائج الثانوية العامة تعد مرحلة مصيرية لأولئك الطلبة وتحدد المسارهم المستقبلي ».

وتقول: » سمعت عن عدد من الطلاب ممن كانوا يتميزون في مسيرتهم التعليمية طيلة الأعوام الماضية الإ ان الحظ لم يحالفهم هذا العام، إذ أن مرورهم بأوضاع نفسية صعبة وبعض الظروف الطارئة أدى إلى رسوبهم في امتحانات الثانوية العامة رغم حصولهم على معدلات عالية في السنوات السابقة ». وتوجه الحرباوي نصيحة ثمنية لأولئك الطلبة: » الفشل لا يعني توقف الحياة، وعلى الطلبة الذين لم يوافقهم الحظ هذا العام أن يبحثوا عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى الإخفاق وأن يجتهدوا لتقديم الإمتحانات التكميلية لتحسين نتائجهم والحصول على خيارات ير?بون بها ».

وتدعو الأهل إلى التعامل مع نتائج الثانوية العامة باتزان وروية ومراعاة شعورأبنائهم خاصة ممن لم يحالفهم الحظ، فالحياة لا تنتهي بالإخفاق في امتحان وعليهم بذل المزيد من الجهد والتعب والدراسة والمثابرة.

تابعوا الوقائع على