وجوه سمراء ... لاخترناكم من جديد
الوقائع الاخبارية :تطلق صافرة الإنذار صوتها الذي يذكرنا بأحداث عام يخيل إلينا أحياناً كأنه مضى فينا كألف عام مما تعدون، تبادلنا فيه كل المجاملات والإشادات والاتهامات والإشاعات، وتقمصنا فيه كل الأدوار ولبسنا فيه كل الأقنعة.
و يبقون هم بوجوههم السمراء كالحقيقة بلا أقنعة يخرجون من الزحام كقاسم مشترك في كل الأشياء، يقفون هنا ويركضون هناك، يطاردون أشباح الحقيقة والوهم، يفعلون كل شيء ولا يتوقفون عن العمل لإنقاذ مريض، أو الأخذ بيد امرأة مسنة، أو طفل صغير، أو يتواجدون على الطريق لمنع حادث أو التعامل مع آخر، ويدخلون في مواجهة الموت مع المجرمين وتجار الموت وقطاع الطريق.
ثم نأتي نحن ونفشل في الالتزام حتى بوضع كمامة على أفواهنا، وننتظر منهم أن يتعاملوا مع فشلنا ومرضنا الجسدي والنفسي الذي استفحل حتى صار أول ما ننطق به على ناصية كل شارع: "مش عارف مع مين بتحكي"... ثم نجدهم يتحملون ويمضون لمتابعة عملهم في جمع أدلة تخلفنا ورفضنا الوقوف معهم في حربهم ضد المشحطين والمستهترين والمتحذلقين ودعاة الفتنة والتحريض.
فما لنا اليوم لا نلقي عن وجوهنا الأقنعة الكاذبة، ونمضي شركاء معهم في حمل المغارم كما تقاسمنا قبلهم المغانم، أم آن لنا أن نشد على أيديهم ولو بشق كلمة.
نشامى الأمن العام لله دركم ما أجبننا وما أشجعكم في مواجهة قلوب صدأت ونفوس مرضت، لله دركم ما أقسانا وما أطيبكم في تحمل لومنا وكلماتنا، التي ما زادتكم إلا عملاً وجهدا كعود زاده الإحراق طيبا.
أنتم رجال القائد الذي عهد إليكم ووثق بكم وأحبكم وأحببتموه، وأنتم رجال الوطن الذي حضنكم وحضنتموه، هنيئاً لكم بسيرة طيبة وقلب شجاع وضمير مخلص أمين، وتحية لكم من قلب أم حميتم صغارها وحرستم دارها وكنتم سبباً بعثه الله لها ولنا لمنع شر قيل فيه : "لو اطلعتم على الغيب لاخترتم الحاضر".
انتم حاضرنا بصغيركم وكبيركم – وكلكم كبار- فشكرا لكم، ولو خيرنا ألف مرة لاخترناكم من جديد تحت قيادة هاشمية حكيمة التففتم حولها ففاخرنا بها وبكم الدنيا.