كورونا يفجع الأردنيين بخمسة أطباء

كورونا يفجع الأردنيين بخمسة أطباء
الوقائع الإخبارية: فجع الأردن برحيل كوكبة من شهداء الواجب (شهداء كورونا) وهم من ابرز اعلام الطب في الاردن، وكانوا يرحمهم الله، ابطالا حقيقيين واجهوا الفيروس بشجاعة دون ان يثنيهم شيء عن اداء مهمتهم الانسانية فكانوا بحق شهداء (الجيش الأبيض) المدافعين عن حياة الناس.

وفقد الأردن هذا الأسبوع كلا من الدكتور حميد ابو عبيلة والدكتور محمد عبد الرحمن الشرع والدكتور محمد عبد المنعم الدويري والدكتور هيثم الخشمان والدكتور عباس منصور وآخرين يرحمهم الله جميعا.

ويقدم الأردن مزيدا من هؤلاء الكبار العظماء اضافة الى مئات الاصابات في صفوف الذين يقدمون من الرسالة الانسانية أنبلها وأعظمها خدمة للوطن وأبنائه وحماية لهم.

في الأثناء، نقل رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي، تعازي جلالة الملك عبدالله الثاني إلى عشيرة العبادي بوفاة اللواء المتقاعد محمد توهان العبادي، وإلى عشيرة الخشمان بوفاة العميد المتقاعد الطبيب هيثم الخشمان، والى عشيرة الدويري بوفاة الطبيب محمد عبد المنعم الدويري.

وأعرب العيسوي في اتصالات هاتفية مع ذوي المتوفين، عن مواساة جلالة الملك لأسر الفقداء، سائلا الله أن يتغمدهم بواسع رحمته ورضوانه، وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان.

واطمأن العيسوي، مندوبا عن جلالة الملك على الوضع الصحي للفريق المتقاعد نصوح محي الدين، مدير الأمن العام ومدير الاحوال المدنية والجوازات السابق، الذي يرقد على سرير الشفاء.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه العيسوي امس مع اسرة الفريق نصوح محي الدين، حيث اعرب لهم عن تمنيات جلالة الملك بالشفاء العاجل للفريق محي الدين.

وتشكل زيادة اعداد الوفيات بين الكوادر الطبية والتمريضية وذويهم مأساة كبيرة للقطاع الطبي الاردني وتدق بالفعل ناقوس الخطر حيث يداهم الفيروس "كوفيد 19” خط الدفاع الاول والحقيقي عن ابنائنا وحياتهم وهم الاطباء والكوادر الصحية، ما يتطلب من الدولة حماية هؤلاء الجنود والدفاع عن وجودهم وحياتهم.

وتبرز في هذا السياق العديد من الاسئلة والتي ربما تكون العنوان العريض في محاربة الفيروس وهي: ما مدى تطبيق المؤسسات الطبية لبروتوكول واجراءات ضبط العدوى؟ وهل وفرت وزارة الصحة والقطاعات الطبية آليات واجهزة ضبط العدوى والاجراءات الكفيلة بحمايتهم.

ثم ما مدى قدرة وزارة الصحة والقطاع الطبي على الاستمرار في ظل ارتقاء شهداء الجيش الابيض واحدا تلو الآخر اضافة الى مئات من المصابين اسبوعيا بين صفوفهم وهو ما يشكل خطرا على استمرار جهود الدولة في مكافحة الفيروس. فمن هؤلاء من دخل المستشفى وبقي فترة طويلة حتى اصبحت فاتورة علاجه تتجاوز 25 ألف دينار دون ان تتعرف الجهات الرسمية عليها وتوفاه الله وما يزال ذووه ينتظرون اعفاء طبيا لدفع فاتورة المستشفى. أليس من حق هؤلاء ان نؤمنهم بالعلاج حال اصابتهم وأن نتكفل بعلاجهم واقامتهم واسرهم وهم من قدموا انفسهم دفاعا عن حياتنا وحياة ابنائنا.

ألم يكن من المناسب وتقديرا لأرواحهم الزكية التي قدموها دفاعا عن وجودنا ان نكرم هؤلاء بما يليق بهم ونساند اسرهم وابناءهم.

هؤلاء بدأت معاركهم الملحمية قبل عدة أشهر وما تزال مستمرة حتى الآن ودون توقف سواء داخل مستشفيات العزل أو ممن يتعاملون مع المرضى يوميًا لعلاجهم من أمراض أخرى، ولكن القاسم المشترك بينهم هو انتقال عدوى "كوفيد 19” إلى البعض منهم، ففريق نجا وآخر كتبت له الشهادة في رحلته على يد هذا الوباء الذي اجتاح العالم.

بالأمس أعلنت نقابة الأطباء اسماء خمسة شهداء لحقوا بركب زملائهم الى مثواهم الاخير إثر اصابتهم بفيروس كورونا المستجد لنرى غدا موقف وزارة الصحة ازاء ما قدمه هؤلاء للوطن واهله. أليس الأجدر بنا وضع اسمائهم على لوحة شرف او اطلاق اسمائهم على الشوارع والمدارس تخليدا لذكراهم وما قدموه للاردن وأبنائه لما قدموه والذي سيبقى غارا يزين صدورنا وصدور الاردنيين.

هذه الفاجعة ربما لن تكون الأخيرة، لكن علينا ان نتعلم الدرس جيدا كي نحافظ على هذه الفئة التي تقف وجها لوجه في معركة محاربة الفيروس حماية للوطن.


تابعوا الوقائع على