مطلقو أمان: فعالية التطبيق ستعود فور انحسار موجة كورونا الحالية

مطلقو أمان: فعالية التطبيق ستعود فور انحسار موجة كورونا الحالية
الوقائع الإخبارية:  هل نحن على موعد نزاع إلكتروني بين جيلين؟، هذا ما يدور في ذهن من يتابع تصريح وزير الصحة، نذير عبيدات، أول من أمس، حول فعالية تطبيق "أمان” وما تلاه من رد لمطوري التطبيق.

وكان عبيدات صرح، أن تطبيق "أمان” لم يعد له جدوى في ظل الانتشار المجتمعي لفيروس كورونا، لكنه حث المواطنين في نفس الوقت على الاستمرار في متابعة إشعارات التطبيق، وعدم الاستغناء عنه.

وكانت الحكومة السابقة طالبت المواطنين بتحميل التطبيق، المخصص لمتابعة المخالطين لحالات الإصابة بـ”كورونا”، على الهواتف النقالة، كما ألزمت الموظفين في القطاعين العام والخاص، بتحميله، وكذلك المؤسسات الرسمية والخاصة، والمقاهي والمطاعم والمولات وغيرها بالتحقق من أن مراجعيها ومرتاديها يحملون التطبيق على هواتفهم النقالة.

وإثر تصريحات عبيدات، رد مطورو التطبيق عليه ببيان صحفي أمس، قالوا فيه "وزير الصحة وغيره من أصحاب القرار هم قامات علمية وأبناء جيل مثابر ومجتهد لا نستطيع إلا أن نقف احتراما لجهودهم الجبارة المبذولة اليوم في مواجهة الجائحة، فلهم من مجموعتنا كل الاحترام والتقدير. لكننا علينا أن نعترف بأنهم أبناء مرحلة زمنية أخرى كان لها أدوات وآليات مختلفة عما هو متاح اليوم”.

وجاء في البيان، "منذ أن رأينا على شاشة التلفاز مشاهد تزاحم المواطنين على باصات الخبز عند بداية الجائحة، أيقنا أننا سندفع ثمن واقع نعيشه منذ زمن، تمثّل في ضعف البنية التحتية لقطاع تكنولوجيا المعلومات وما توفره من حلول وآليات أثبتت -بالتجربة- أنها تساهم في الحد من اثر جائحة كورونا إذا استخدمت بالشكل السليم، ولا يخفى على أحد اليوم ونحن نقرأ بحسرة انخفاض تصنيف الأردن بـ19 مرتبة على سلم التحول الرقمي لحكومات دول العالم، ونسأل أنفسنا السؤال التقليدي هل علينا مواجهة هذا المصير المحتوم لتراجعنا في هذا القطاع الضروري لضمان مستقبل حياتنا الكريمة؟”.

وضمنيا يعترف المطورون أن التطبيق لم يعد له جدوى هذه الأيام، وذلك عندما قالوا في بيانهم إن "وزير الصحة أصاب في الجزئية المتعلقة بأن بانخفاض فاعلية التقصي الوبائي (اليدوي والرقمي) في ظل معطيات أهمها محدودية قدرة إجراء الفحوصات وأولوياتها التي لم تعد للفحص العشوائي كما كان في السابق وانحصارها للمخالطين ومناطق البؤر المنتشرة اليوم في كل مكان”.

لكن البيان يستدرك بأن "الفائدة المرجوة من التطبيق ستعود مع انحسار هذه الموجة (من كورونا)، وعند بداية الموجة القادمة، بالإضافة للقيمة التي يجنيها صُناع القرار من البيانات التحليلية المتأتية من التطبيق”.

القائمون على تطبيق "أمان” في بيانهم، وجهوا ردهم على تصريح عبيدات هو مدى فعالية التطبيق اليوم، لكن لم يشمل الخطاب ردا على ردود أفعال أردنيين على تصريح عبيدات، والتي ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت أغلبها تتجه نحو الإعلان عن إزالة التطبيق من هواتفهم الذكية.

لم يكن تصريح عبيدات هو الذي حفز أردنيين على إزالة التطبيق من هواتفهم، فمن يراقب مواقع التواصل الاجتماعي وفي تقرير لاحد المصادر حول ذات الموضوع، تبين أن هناك حالة شبه تامة في عدم الثقة الشعبية بالتطبيق، وذلك لأسباب تقنية تتعلق به، أهمها تأخر وصول إشعارات مخالطة مصابين بفيروس كورونا أياما كثيرة، ناهيك عن "عادة” درجت في استخدام التطبيق، عند وصول إشعار مخالطة لدى المستخدم يمكنه أن ينفي ذلك عندما ينقر كلمة "لا”، أو يقوم بمحو التطبيق ومن ثم تحميلة من جديد تفادياً للمساءلة عند دخوله لمطعم أو مول أو دوائر رسمية.

وذلك ما يؤكده الخبير التكنولوجي هيثم العياصرة في حديثه لـه الذي اعتبر أن تصريح عبيدات حول مدى فعالية تطبيق "أمان” جاء متأخراً، نظراً لأن التطبيق لا يحتاج إلى خبير تكنولوجي ليدرك عدم فعاليته الكبيرة في مواجهة أو حصر أو حماية الأشخاص من الإصابة بالفيروس.

وأشار إلى أن مثل هذه التطبيقات لا يجوز تحميلها على الهواتف الذكية دون ربطها بحسابات شخصية لصاحب الهاتف، مثل بريده الإلكتروني أو حسابه الشخصي على "فيسبوك”، بحيث تكون هناك قدرة لدى وزارة الصحة في تتبع معلومات المستخدم حول مخالطته بمصابين أو إصابته بشكل أكثر دقة.

وأضاف العياصرة، ناهيك عن أن التطبيق تصل إشعارات المخالطة منه بعد مدة طويلة من يوم المخالطة، لافتاً إلى أن هناك حالات لمصابين ومخالطين كانوا في فترة العزل المنزلي، وتصلهم إشعارات أنهم مخالطون.

بدوره، قال خبير السياسات الصحية، الدكتور يوسف الزواونة، إن تصريح عبيدات في مكانه وضروري أيضاً، ويعكس ترجمة لمطالب شعبية بضرورة قيام العاملين على متابعة ملف كورونا بمراجعة خطواتهم بشكل دوري.

وأشار إلى أن الأردن استعجل إلى حد ما في موضوع التطبيقات الصحية مثل تطبيق "أمان” حيث قامت بإعداده وإلزام المواطنين على تحميله منذ الفترة الأولى في الجائحة مثلها مثل سكوتلاند، في الوقت الذي قامته به بريطانيا منذ شهر واحد فقط بالإعلان عن تطبيق صحي لتتبع انتشار فيروس كورونا، ما يعني أنها طوال الفترة الطويلة الماضية كانت تقوم بإعداد هذا التطبيق بشكل حرفي ودقيق جداً.

وعودة إلى الآراء الشعبية الأردنية حول تطبيق "أمان”، نشر مغترب أردني قبل فترة سؤالا على صفحة "أردنيين في الإمارات” على "فيسبوك”: "شو في تطبيقات نزلتها على التليفون وحسيت إنها مفيدة وبتنصح فيها؟”، وجاء في واحدة من الردود على هذا السؤال: "تطبيق أمان كثير مفيد، ببعثلك إنك خالطت بعد ما تموت!”.

تابعوا الوقائع على