هل نتجاوز آثار الفيضانات والأمطار المفاجئة؟

هل نتجاوز آثار الفيضانات والأمطار المفاجئة؟
الوقائع الإخبارية: مع حلول فصل الشتاء، يتساءل كثيرون عن مدى استعدادات الأجهزة المعنية للتكيف مع التغيرات المناخية، وتلافي آثار الفيضانات التي أصبحت ظاهرة متكررة خلال الأعوام الماضية.

وبحسب تقرير جديد للبنك الدولي، فإن نحو 11% من سكان الأردن تعرضوا لأضرار مباشرة من الفيضانات التي شهدتها البلاد خلال الأعوام الماضية، التي أدت إلى تعطل حياة الناس وسبل عيشهم، وخسائر مالية.

وأظهر التقرير، أن المخاطر المتطورة للفيضانات تتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة، إذ يتوقع في الأعوام المقبلة، أن يؤدي التوسع الحضري السريع وتغير المناخ إلى زيادة وتيرة الفيضانات.

ويقول مدير إدارة الأرصاد الجوية في وزارة النقل المهندس رائد آل خطاب «إن هذه الفيضانات تسمى الفيضانات الوميضية والتي تكون مرافقة لحالات عدم الاستقرار الجوي وليس المنخفضات».

وأوضح آل خطاب في حديث الى $، أن المنخفضات الجوية عادة ما تكون سهلة التنبؤ لأسباب علمية ومعروفة بالنسبة للمختصين الذين يتمكنون من التنبؤ بساعة تأثيرها وذروتها وأماكن الهطول بالإضافة للكميات المطرية، في حين أن حالات عدم الاستقرار الجوي تكون أصعب في التنبؤ لأسباب فنية بحتة.

واشار الى أن حالات عدم الاستقرار الجوي تكون عادة مصحوبة بأمطار مفاجئة وغزيرة وتشكل السيول، وتعمل الكوادر الفنية ضمن حسابات ومعاملات رياضية معينة لمعرفة قوة هذه الأمطار الوميضية وبناء عليه يتم إرسال التحذيرات المطلوبة.

وعلى الجانب الآخر، يرى الباحث الأكاديمي والخبير في علوم البيئة الطبيعية والأرصاد الجوية رئيس جمعية التنمية للإنسان والبيئة الأردنية الدكتور أحمد الشريدة، أن الفيضانات الناتجة عما يسمى الأمطار الوميضية–وهي الأمطار الغزيرة التي ترافق حالات عدم الاستقرار الجوي -، تتعاظم تأثيراتها بسبب الزحف العمراني باتجاه الأودية بالإضافة لتراخي السلطات المعنية في منع البناء بجوار مجاري السيول بالإضافة إلى وجود مشكلة في ترخيص تلك المباني حيث ان معظمها يكون خارج التنظيم.

ووفق تقرير تغير المناخ والحد من مخاطر الكوارث في المنطقة العربية الذي أصدره البنك الدولي، فان الأردن تكبد خسائر اقتصادية، قدرت بنحو 29.5 مليون دولار نتيجة ما شهده من كوارث طبيعية في الـ30 عاما الماضية.

وشكلت العواصف الثلجية الكوارث الكبرى والأكثر تواترا في الأردن، وقد بلغ عددها 163 عاصفة في الفترة ذاتها، ما يمثل أكثر من الربع، يليها الصقيع والفيضانات والجفاف.

فيما أكد آل خطاب أن إدارة الأرصاد وضمن قدراتها الفنية تعطي التحذيرات المطلوبة بشكل مسبق وحسب كل حالة جوية وبحسب إمكانية رادار الطقس المتوفر، مبينا أن الإدارة طورت من خدماتها، وأن غرفة العمليات متاحة على مدار الساعة بالإضافة إلى وجود ضباط ارتباط مع كافة الجهات المعنية تقوم الإدارة بإرسال كافة البيانات والمعلومات والنشرات والتحذيرات لهم على مدار الساعة.

وبين أنه وخلال الأحوال الجوية الطارئة تقوم الإدارة من خلال غرفة العمليات بتحديث النشرة الجوية على مدار الساعة وإرسال كافة المعلومات بشكل لحظي لكافة المعنيين بالإضافة إلى وسائل الإعلام.

وأشار إلى أن الإدارة تمتلك خطة طموحة فيما يتعلق بامتلاك الأجهزة والرادارات الحديثة، مبينا أن رؤية الأرصاد الجوية تحظى بدعم وتفهم من قبل وزير النقل المهندس مروان الخيطان، خاصة وأن الإدارة تمتلك الطاقات البشرية ذات الكفاءة وأنها تسعى لتعزيز قدراتها الفنية من الأجهزة والمعدات الحديثة التي تمكنها من مواكبة احدث التكنولوجيا.

وهنا يشدد الباحث الشريدة، على ضرورة تحديث منظومة الرصد الجوي من خلال استيراد معدات ورادارات حديثة وإنشاء منظومة إنذار مبكر بالإضافة إلى تعزيز التشبيك بين المؤسسات الحكومية المعنية.

وطالب الشريدة، بضرورة تحديث البنية التحتية في المناطق الأكثر عرضة للفيضانات وعمل قاعدة بيانات شاملة باستخدام نظام المعلومات الجغرافية وتحديث هذه البيانات بشكل دوري، وضرورة استشارة المختصين في الجامعات الأردنية.


تابعوا الوقائع على