"الأردنية" تعقد اجتماعًا لمناقشة واقع وتطلعات الجامعة الأردنية فرع العقبة
الوقائع الاخبارية : بدعوى من رئيس الجامعة الأردنية الأستاذ الدكتور عبد الكريم القضاة عُقدت خلوة خاصة في العقبة مؤخرا ضمت، إلى جانب القضاة، رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة المهندس نايف بخيت والنائب عبيد ياسين والنائب حسن الرياطي والنائب روعة الغرابلي إضافة إلى رئيس الجامعة الأردنية فرع العقبة الأستاذ الدكتور رياض مناصرة ونائب رئيس الجامعة الأردنية للتخطيط والتطوير والشؤون المالية الأستاذ الدكتور عامر سلمان ومديرة وحدة الإعلام والعلاقات العامة في الجامعة الدكتورة جمانة الزعبي والإعلامي عمر الصمادي.
هذه الخلوة الهامة، التي انعقدت بعد مرور نحو أحد عشر عاما على انطلاق الفرع، وضعت مسيرته على طاولة البحث والتحليل لمناقشة طروحات شمولية لواقع الجامعة منذ تأسيسها بإرادة ملكية سامية ووضع جلالة الملك عبدالله الثاني حجر الأساس لها عام 2009 لتنطلق عملية التدريس بـ400 طالب وطالبة موزعين على 12 قسما في خمس كليات (الأعمال، السياحة والفندقة، العلوم البحرية، اللغات، نظم وتكنولوجيا المعلومات)، تناولت جميع النجاحات التي تحققت والتحديات التي واجهتها.
في البداية قدم القضاة لمحة موجزة للحاضرين حول أهمية اللجوء لإنشاء جامعة في أي منطقة يُراد لها أن تتطور وتتقدم وتنتعش فيها الحياة؛ مشيرا إلى أمثلة كثيرة لمناطق ومدن حول العالم ما كان لها أن ترتقي لولا وجود جامعة فيها، لافتا إلى أن الجامعة الأردنية الأم وجامعة اليرموك في مدينة إربد خير أمثلة على إحداث التنمية والتقدم الاقتصادي والاجتماعي.
وأضاف بأنّه تشرَّف بأن يكون شاهد عيان على ميلاد الجامعة الأردنية فرع العقبة عندما وصلت رسالة من رئيس الديوان الملكي تنقلُ تطلُّعَ جلالة الملك إلى عمل شيء لأبنائه الطلبة في محافظة العقبة. في ذلك الحين كان الدكتور خالد الكركي رئيسا للجامعة وكنت أحد نوابه. انطلقنا من الجامعة الأردنية لتشكيل خلية عمل داخلين في سباق مع الزمن انتهى الحال معهما بأن بدأت أردنية العقبة بالتدريس في العام الدراسي (2009-2010)، وهو ما كان، بفضلٍ من الله تعالى.
وها هي اليوم الجامعة الأردنية فرع العقبة تتلألأ في أعلى تاج هذه المدينة، وتزداد ألقا بانضمام ما يزيد عن ٢٢٠٠ من الطلبة لحرمها الجامعي، ترعاهم مجموعة خيرة من أعضاء هيئة التدريس والإداريين.
نعم، إنّ أردنية العقبة قصة نجاح تحققت بتوجيهات قائد الوطن حفظه الله منذ أن وضع حجر أساسها قبل نحو عقد من الزمان وها هي ثمارها تقطفها المسيرة المباركة يوما بعد يوم بجهود إدارات الجامعة المتعاقبة.
ووجه القضاة الشكر إلى سلطة المنطقة الخاصة ممثلة برئيسها المهندس بخيت وإلى محافظة العقبة وكافة أجهزتها الأمنية والمؤسسية وإلى أعيان ونواب المحافظة والمجتمع المحلي والشركات الاستثمارية في القطاع الخاص على دعمهم للجامعة حتى أصبحت اليوم رافعة مهمة في مسيرة الأردن وقلبه النابض.
كما لفت القضاة إلى أنه، رغم تحدي الموازنة المالية، فقد حققت الجامعة جملة من المشروعات التي تسهم في تحقيق النمو وتخفيف حدة العجز المالي الذي وصل العام الماضي إلى (الصفر) منوها إلى إنشاء مشروع الطاقة الشمسية في الجامعة وفي محطة العلوم البحرية، الذي جرى افتتاحه خلال هذه الزيارة، بالإضافة إلى افتتاح مشروع حضانة الجامعة النموذجية، ومشروع عزم الشباب، وتحديد مكان مبنى كلية التمريض حيث أصبح طلاب الكلية في السنة الثانية مع تزايد الطلب على هذا التخصص لزيادة الحاجة الوطنية لكوادر طبية مؤهلة وفقا لمعايير عالمية، إضافة إلى بدء برنامج تدريس تخصص الرياضيات. كما نتلطع أيضًا إلى إنشاء كلية الحقوق المعروضة حاليا على مجلس التعليم العالي. وأشار كذلك إلى إن الخطة الاستراتيجية للجامعة، التي يحول دون تنفيذها حاليا الكلف العالية جدا، تضم كليات مثل كلية للطب ومستشفى تعليمي وتخصصات طبية مساندة، لافتا إلى أن مخططات كلية الهندسة جاهزة للتنفيذ منذ زمن، إضافة إلى فكرة طرح مشروع إقامة فندق سياحي تعليمي على طاولة البحث.
وتركيزًا على الخطّة الاستراتيجيّة، شدّد القضاة على أن الجامعة تعمد إلى استقطاب نحو ثمانية آلاف طالب وطالبة من أبناء الوطن والبلدان العربية والأجنبية، موضحا النقلة التي سيحدثها وجود طلبة بهذا الحجم في مدينة العقبة وأثرهم الاقتصادي والتنموي عليها بوصفها محركا للنمو الاقتصادي المنشود، لافتا إلى أن نسبة 60% من طلبة الجامعة من خارج المحافظة وهذا يعد جانبًا مشرقًا ومعزِّزًا تنمويًّا.
واختتم القضاة حديثه بالإشادة بدعم سلطة المنطقة الخاصة وشركة تطوير العقبة للفرع منذ تأسيسه داعيا إلى تعظيم هذا الدعم وتسريع تنفيذ الاتفاقيات المبرمة لإنجاز مشاريع داخل الحرم الجامعي لا سيما المجمع الاستثماري وكلية الهندسة وسكن الطالبات والتي من شأنها تمكين الفرع من تسويق نفسه واستقبال مزيد من الطلبة وتوفير مورد مالي جيد وثابت يسهم بحل معضلة الفرع المالية.
وقال رئيس مجلس المفوضين إنّنا نتطلع إلى الجامعة الأردنية فرع العقبة على أنها ذراع استثماري اقتصادي تنموي ومحور ارتكاز استراتيجي لتعزيز انطلاقة العقبة الخاصة من جديد كما أرادها قائد الوطن جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، لها الدعم الأكيد من السلطة وذراعها التطويري شركة تطوير العقبة.
وأوضح بخيت بأن الجامعة الأردنية تعتبر فخر الجامعات العربية على الإطلاق، فهي رمز التعليم العالي في الأردن التي تَخرَّج منها حملة ألوية العلم والبناء ممن عكسوا الصورة الراقية عن الإنسان الأردني في كل مكان عملوا فيه بمهارة وجدية وإخلاص، مؤكدا استعداد السلطة التام والمطلق لتقديم كافة أوجه الدعم ضمن خطة عمل ممنهجة مبنية على دراسات واقعية.
وأكد بخيت على وقوف سلطة المنطقة الخاصة بكل إمكاناتها خلف الرؤية الملكية السامية الشاملة لمشروع منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، مبينا أن التعليم والصحة هما العنوان البارز والركيزة الهامة لاستقطاب وتوطين الاستثمار في المنطقة، لذا، وكي يلمس المجتمع المحلي ثمار التنمية ويتنعم بها فإنّنا معنيون في السلطة بدعم أردنية العقبة وإزالة العقبات التي تواجهها ومد جسور التعاون والتشارك مع مؤسسات المجتمع المدني ذات العلاقة وكبريات المشاريع الاستثمارية في المنطقة بما ينعكس على تعزيز قدرة الجامعة في كافة الجوانب وتمكينها من إيصال رسالتها وتحقيق غاياتها لخدمة المجتمع المحلي وإقليم الجنوب.
وأضاف بأن العجز المالي ما زال التحدي الأكبر أمام تنفيذ كثير من المشروعات والأفكار والطموحات، إلا أن مؤسسات التعليم العالي في العقبة يجب أن ترتقي إلى المستويات المنشودة لتأخذ بدورها القطاعات الأخرى إلى التقدم أيضا لتصبح منصات تربوية أكاديمية يُشار لها بالبنان تحفز الطلبة الأردنيين والعرب والأجانب على الانتساب إليها والنهل من علومها انسجاما مع طموح مشروع العقبة الخاصة ترجمة لرؤية جلالة الملك.
وفي مداخلتها، عبرت النائب روعة الغرابلي عن فخرها بوجود الجامعة الأردنية في العقبة؛ فهذا الاسم العريق يجعل الطلبة يعتزون بحصولهم على شهادات باسم الجامعة الأردنية، ما يمنحهم فرصة أكبر للمنافسة على فرص العمل. كما أثنت الغرابلي على كافة الطروحات الداعية إلى تعظيم مكانة أردنية العقبة مؤكدة وقوفها سندا للجامعة في كافة القضايا تحت قبة البرلمان لمزيد من التمكين والدافعية.
وأكد النائب عبيد ياسين على أن التعليم هو المنارة الحقيقية لتحقيق التقدم وإنجاح برامج ومشاريع التنمية. ووجه الشكر نيابة عن أبناء العقبة إلى جلالة الملك على هذه الهدية الثمينة لأبنائه وبناته في محافظة العقبة بإنشاء جامعة عريقة في محافظتهم، ما كان له بالغ الأثر في تمكين كثير منهم من استكمال دراساتهم العليا وتحصينهم بالعلم، ما يفتح لهم أبواب العمل والمساهمة في بناء وطنهم.
ووعد النائب ياسين بالوقوف إلى جانب الجامعة وإسنادها بالفعل ومخاطبة الحكومة بأن تتعامل مع أردنية العقبة بوصفها جامعة مستقلة بذاتها عند تخصيص الموازنات للجامعات الحكومية، لا أن يُنظر لها باعتبارها فرعًا للجامعة الأردنية الأم، مركزا على ضرورة ابتعاث الجامعة للطلبة المتفوقين من سكان المحافظة من أجل استكمال الدّراسات العليا.
وركز النائب حسن الرياطي على التعليم والصحة كذلك، مشيرًا إلى أن الحكومة معنية من خلال سلطة المنطقة الخاصة وشركة تطوير العقبة بمزيد من الاهتمام بهذه القطاعات الحيوية التي يتطلع إليها أي مستثمر أو عامل أو سائح يرغب في القدوم والسكن في المدينة.
وعليه؛ فإن وجود جامعة قوية تحمل اسم الأردنية في العقبة يعتبر محط فخر واعتزاز ودليل واضح على هذا الاهتمام، وأضاف بأنّ نواب المحافظة مطالبون بالوقوف بقوة إلى جانب قطاعي التعليم، والتعليم العالي تحديدا، لذا فإن ملف الجامعة الأردنية سيكون في مقدمة الأولويات في المرحلة القادمة.
وشدد الرياطي على أن إمكانات مدينة العقبة الطبيعية وموقعها الجغرافي يجعل بالإمكان الاتجاه نحو سياحة التعليم وهذا يتطلب توفير بيئة معيشية وأكاديمية آمنة مناسبة ما يتطلب استقطاب خبرات تعليمية تمتلك كفاءات عالية.
وقد قدم رئيس الجامعة الأردنية فرع العقبة، الدكتور رياض مناصرة، عرضا تقديميا حول واقع الفرع وتطلعاته والتحديات التي تواجهه وفي مقدمتها تحدي الطاقة الكهربائية والتي جرى حل نسبة منها، منوها إلى أن التوازن المنشود نترقب حدوثه عام 2022.
ودعا مناصرة، على غرار ياسين، إلى ضرورة معاملة الجامعة الأردنية العقبة بوصفها جامعة مستقلة بموازنتها بعيدا عن موازنة الجامعة الأردنية الأم، وأن يُنظر اليها كأخواتها من الجامعات الحكومية على امتداد الوطن وبشكل خاص شقيقاتها الموجودات في إقليم الجنوب.
وقال إنّ الجامعة شهدت تطورا لافتا خلال العامين المنصرمين طال البرامج الأكاديمية من ناحية استحداث وتجميد وتغيير مسميات البرامج لتتناسب مع احتياجات سوق العمل، حيث استُحدث برنامج العلوم الحياتية وقسم الرياضيات وكلية التمريض وفُتِح برنامج ماجستير في العلوم البحرية وثلاثة برامج في كلية الأعمال وبرنامج في اللغات وآخر في تكنولوجيا المعلومات.
وتطرق مناصرة إلى أن الجامعة تفكر بطرح مشاريع استثمارية للتنفيذ المستقبلي ومنها السكن الطلابي للذكور والإناث بإدارة كاملة من الجامعة، وإقامة مجمع استثماري على المنطقة المطلة على الشارع الرئيس بهدف تحقيق إيراد مالي ذاتي لموازنة الجامعة.
وقدم مناصرة في ختام العرض التقديمي الخلاصة والتوصيات التالية:
- الضرورة الملحة للبدء ، بإنشاء مبنى كلية التمريض، وبالسرعة الممكنة.
- ضروروة الحصول على دعم منفصل ومستمر للفرع من التعليم العالي، علما بأنه كان معمولا به لثلاث سنوات سابقة: 2014 و2015 و2016.
- التأكيد على التعليم العالي لفتح المجال بشكل أوسع ومستمر للقبول المباشر والتجسيير لخدمة أبناء العقبة.
- الدعم المستمر من الجهات ذات العلاقة للجامعة؛ فهذا من ضمن مسؤولياتها الاجتماعية والتعليمية لأبناء محافظة العقبة بشكل خاص والوطن بشكل عام.
- ضرورة التشبيك بين الجامعة وكافة الجهات ذات العلاقة كي تكون المنافع متبادلة وبالتالي الاستفادة من قدرات الجامعة في تأهيل وتدريب الكفاءات البشرية للموظفين وأبناء محافظة العقبة.
- تطوير البرامج الأكاديمية لتتناسب وحاجة السوق، وتطوير التسويق المنهجي بشتى الطرق.
وفي مداخلته، نوه الدكتور عامر سلمان إلى أن العقبة تُعدّ محط أنظار جلالة الملك والأردنيين جميعا، كما إنّنا مقبلون على الاحتفال بمئوية الدولة الأردنية التي كانت بدايتها من العقبة، وهذا مؤشر على الانطلاقة المبشرة لفرع الجامعة الأردنية في العقبة الذي نسعى كي يلحق بالجامعة الأم رغم كل التحديات، موضحا بأن هذا لا يمكن أن يتحقق إلا بتضافر كافة الجهود وبدعم من المؤسسات الوطنية وأصحاب رؤوس الأموال والهمم العالية والمؤسسات، داعيا إلى الالتفاف حول الفرع باعتباره مشروعا وطنيا اقتصاديا يهدف إلى بناء الإنسان والاستثمار في العقل البشري .
وأوضح سلمان أن العجز المالي آخذ بالتراجع بينما تتزايد أعداد الطلبة، وأغلبهم يستأجر في المدينة ويعيش فيها، داعيا إلى ضرورة إعادة صياغة استراتيجية شمولية لمنظومة التعليم العالي في محافظة العقبة بحيث تكون ذات رؤية تكاملية تستبعد التكرار في البرامج والتخصصات بحيث ترتكز البرامج المطروحة على حاجة سوق العمل وفقا لدراسة بعيدة المدى لسنوات طويلة تراعي بالدرجة الأولى المكانة التي ستصل لها مدينة العقبة بعد 30 عاما على الأقل ضمن محيطها المحلي والدولي المتنامي بشكل متسارع لقربها من حدود المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية وفلسطين.
وأشار سلمان إلى أهمية تفعيل قطاع التعليم والسياحة؛ فهو قطاع واعد جدا في مدينة العقبة القادرة على توفير بيئة مثالية جدا لانتعاشه، إضافة إلى ضرورة فتح صندوق للتبرعات الجامعية. كما أشار إلى أهمية الترويج والإعلام للجامعة الأردنية فرع العقبة بطريقة متميزة تضعها بقوة على خارطة الجامعات الأكثر تميزا في المنطقة والإقليم، وإطلاق برامج تسويق من خلال الملحقيات الثقافية للسفارات العربية والدولية العاملة في الأردن أو من خلال زيارات ترويجية لبعض البلدان المتوقع قدوم طلبة منها للدراسة في الجامعة، مع الاستفادة من موقع ومزايا مدينة العقبة.
وفي ختام الخلوة، وفي ظل هذا الواقع، فإن الإصلاح أو التحديث المطلوب إصلاح متدرج يأتي على مراحل، بخطوات محدودة ومتوازنة ومدروسة بأسلوب انتقالي ومرحلي، وذلك من أجل تحقيق مصالح وتطلعات الجامعة والمجتمع المحلي.
وختاما فإننا نقول إن أردنية العقبة أمانة برقبة الجميع والحفاظ عليها والنهوض بها مسؤولية الجميع باعتبارها مؤسسة وطنية تقدم خدماتها للمواطن والوطن.
هذه الخلوة الهامة، التي انعقدت بعد مرور نحو أحد عشر عاما على انطلاق الفرع، وضعت مسيرته على طاولة البحث والتحليل لمناقشة طروحات شمولية لواقع الجامعة منذ تأسيسها بإرادة ملكية سامية ووضع جلالة الملك عبدالله الثاني حجر الأساس لها عام 2009 لتنطلق عملية التدريس بـ400 طالب وطالبة موزعين على 12 قسما في خمس كليات (الأعمال، السياحة والفندقة، العلوم البحرية، اللغات، نظم وتكنولوجيا المعلومات)، تناولت جميع النجاحات التي تحققت والتحديات التي واجهتها.
في البداية قدم القضاة لمحة موجزة للحاضرين حول أهمية اللجوء لإنشاء جامعة في أي منطقة يُراد لها أن تتطور وتتقدم وتنتعش فيها الحياة؛ مشيرا إلى أمثلة كثيرة لمناطق ومدن حول العالم ما كان لها أن ترتقي لولا وجود جامعة فيها، لافتا إلى أن الجامعة الأردنية الأم وجامعة اليرموك في مدينة إربد خير أمثلة على إحداث التنمية والتقدم الاقتصادي والاجتماعي.
وأضاف بأنّه تشرَّف بأن يكون شاهد عيان على ميلاد الجامعة الأردنية فرع العقبة عندما وصلت رسالة من رئيس الديوان الملكي تنقلُ تطلُّعَ جلالة الملك إلى عمل شيء لأبنائه الطلبة في محافظة العقبة. في ذلك الحين كان الدكتور خالد الكركي رئيسا للجامعة وكنت أحد نوابه. انطلقنا من الجامعة الأردنية لتشكيل خلية عمل داخلين في سباق مع الزمن انتهى الحال معهما بأن بدأت أردنية العقبة بالتدريس في العام الدراسي (2009-2010)، وهو ما كان، بفضلٍ من الله تعالى.
وها هي اليوم الجامعة الأردنية فرع العقبة تتلألأ في أعلى تاج هذه المدينة، وتزداد ألقا بانضمام ما يزيد عن ٢٢٠٠ من الطلبة لحرمها الجامعي، ترعاهم مجموعة خيرة من أعضاء هيئة التدريس والإداريين.
نعم، إنّ أردنية العقبة قصة نجاح تحققت بتوجيهات قائد الوطن حفظه الله منذ أن وضع حجر أساسها قبل نحو عقد من الزمان وها هي ثمارها تقطفها المسيرة المباركة يوما بعد يوم بجهود إدارات الجامعة المتعاقبة.
ووجه القضاة الشكر إلى سلطة المنطقة الخاصة ممثلة برئيسها المهندس بخيت وإلى محافظة العقبة وكافة أجهزتها الأمنية والمؤسسية وإلى أعيان ونواب المحافظة والمجتمع المحلي والشركات الاستثمارية في القطاع الخاص على دعمهم للجامعة حتى أصبحت اليوم رافعة مهمة في مسيرة الأردن وقلبه النابض.
كما لفت القضاة إلى أنه، رغم تحدي الموازنة المالية، فقد حققت الجامعة جملة من المشروعات التي تسهم في تحقيق النمو وتخفيف حدة العجز المالي الذي وصل العام الماضي إلى (الصفر) منوها إلى إنشاء مشروع الطاقة الشمسية في الجامعة وفي محطة العلوم البحرية، الذي جرى افتتاحه خلال هذه الزيارة، بالإضافة إلى افتتاح مشروع حضانة الجامعة النموذجية، ومشروع عزم الشباب، وتحديد مكان مبنى كلية التمريض حيث أصبح طلاب الكلية في السنة الثانية مع تزايد الطلب على هذا التخصص لزيادة الحاجة الوطنية لكوادر طبية مؤهلة وفقا لمعايير عالمية، إضافة إلى بدء برنامج تدريس تخصص الرياضيات. كما نتلطع أيضًا إلى إنشاء كلية الحقوق المعروضة حاليا على مجلس التعليم العالي. وأشار كذلك إلى إن الخطة الاستراتيجية للجامعة، التي يحول دون تنفيذها حاليا الكلف العالية جدا، تضم كليات مثل كلية للطب ومستشفى تعليمي وتخصصات طبية مساندة، لافتا إلى أن مخططات كلية الهندسة جاهزة للتنفيذ منذ زمن، إضافة إلى فكرة طرح مشروع إقامة فندق سياحي تعليمي على طاولة البحث.
وتركيزًا على الخطّة الاستراتيجيّة، شدّد القضاة على أن الجامعة تعمد إلى استقطاب نحو ثمانية آلاف طالب وطالبة من أبناء الوطن والبلدان العربية والأجنبية، موضحا النقلة التي سيحدثها وجود طلبة بهذا الحجم في مدينة العقبة وأثرهم الاقتصادي والتنموي عليها بوصفها محركا للنمو الاقتصادي المنشود، لافتا إلى أن نسبة 60% من طلبة الجامعة من خارج المحافظة وهذا يعد جانبًا مشرقًا ومعزِّزًا تنمويًّا.
واختتم القضاة حديثه بالإشادة بدعم سلطة المنطقة الخاصة وشركة تطوير العقبة للفرع منذ تأسيسه داعيا إلى تعظيم هذا الدعم وتسريع تنفيذ الاتفاقيات المبرمة لإنجاز مشاريع داخل الحرم الجامعي لا سيما المجمع الاستثماري وكلية الهندسة وسكن الطالبات والتي من شأنها تمكين الفرع من تسويق نفسه واستقبال مزيد من الطلبة وتوفير مورد مالي جيد وثابت يسهم بحل معضلة الفرع المالية.
وقال رئيس مجلس المفوضين إنّنا نتطلع إلى الجامعة الأردنية فرع العقبة على أنها ذراع استثماري اقتصادي تنموي ومحور ارتكاز استراتيجي لتعزيز انطلاقة العقبة الخاصة من جديد كما أرادها قائد الوطن جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، لها الدعم الأكيد من السلطة وذراعها التطويري شركة تطوير العقبة.
وأوضح بخيت بأن الجامعة الأردنية تعتبر فخر الجامعات العربية على الإطلاق، فهي رمز التعليم العالي في الأردن التي تَخرَّج منها حملة ألوية العلم والبناء ممن عكسوا الصورة الراقية عن الإنسان الأردني في كل مكان عملوا فيه بمهارة وجدية وإخلاص، مؤكدا استعداد السلطة التام والمطلق لتقديم كافة أوجه الدعم ضمن خطة عمل ممنهجة مبنية على دراسات واقعية.
وأكد بخيت على وقوف سلطة المنطقة الخاصة بكل إمكاناتها خلف الرؤية الملكية السامية الشاملة لمشروع منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، مبينا أن التعليم والصحة هما العنوان البارز والركيزة الهامة لاستقطاب وتوطين الاستثمار في المنطقة، لذا، وكي يلمس المجتمع المحلي ثمار التنمية ويتنعم بها فإنّنا معنيون في السلطة بدعم أردنية العقبة وإزالة العقبات التي تواجهها ومد جسور التعاون والتشارك مع مؤسسات المجتمع المدني ذات العلاقة وكبريات المشاريع الاستثمارية في المنطقة بما ينعكس على تعزيز قدرة الجامعة في كافة الجوانب وتمكينها من إيصال رسالتها وتحقيق غاياتها لخدمة المجتمع المحلي وإقليم الجنوب.
وأضاف بأن العجز المالي ما زال التحدي الأكبر أمام تنفيذ كثير من المشروعات والأفكار والطموحات، إلا أن مؤسسات التعليم العالي في العقبة يجب أن ترتقي إلى المستويات المنشودة لتأخذ بدورها القطاعات الأخرى إلى التقدم أيضا لتصبح منصات تربوية أكاديمية يُشار لها بالبنان تحفز الطلبة الأردنيين والعرب والأجانب على الانتساب إليها والنهل من علومها انسجاما مع طموح مشروع العقبة الخاصة ترجمة لرؤية جلالة الملك.
وفي مداخلتها، عبرت النائب روعة الغرابلي عن فخرها بوجود الجامعة الأردنية في العقبة؛ فهذا الاسم العريق يجعل الطلبة يعتزون بحصولهم على شهادات باسم الجامعة الأردنية، ما يمنحهم فرصة أكبر للمنافسة على فرص العمل. كما أثنت الغرابلي على كافة الطروحات الداعية إلى تعظيم مكانة أردنية العقبة مؤكدة وقوفها سندا للجامعة في كافة القضايا تحت قبة البرلمان لمزيد من التمكين والدافعية.
وأكد النائب عبيد ياسين على أن التعليم هو المنارة الحقيقية لتحقيق التقدم وإنجاح برامج ومشاريع التنمية. ووجه الشكر نيابة عن أبناء العقبة إلى جلالة الملك على هذه الهدية الثمينة لأبنائه وبناته في محافظة العقبة بإنشاء جامعة عريقة في محافظتهم، ما كان له بالغ الأثر في تمكين كثير منهم من استكمال دراساتهم العليا وتحصينهم بالعلم، ما يفتح لهم أبواب العمل والمساهمة في بناء وطنهم.
ووعد النائب ياسين بالوقوف إلى جانب الجامعة وإسنادها بالفعل ومخاطبة الحكومة بأن تتعامل مع أردنية العقبة بوصفها جامعة مستقلة بذاتها عند تخصيص الموازنات للجامعات الحكومية، لا أن يُنظر لها باعتبارها فرعًا للجامعة الأردنية الأم، مركزا على ضرورة ابتعاث الجامعة للطلبة المتفوقين من سكان المحافظة من أجل استكمال الدّراسات العليا.
وركز النائب حسن الرياطي على التعليم والصحة كذلك، مشيرًا إلى أن الحكومة معنية من خلال سلطة المنطقة الخاصة وشركة تطوير العقبة بمزيد من الاهتمام بهذه القطاعات الحيوية التي يتطلع إليها أي مستثمر أو عامل أو سائح يرغب في القدوم والسكن في المدينة.
وعليه؛ فإن وجود جامعة قوية تحمل اسم الأردنية في العقبة يعتبر محط فخر واعتزاز ودليل واضح على هذا الاهتمام، وأضاف بأنّ نواب المحافظة مطالبون بالوقوف بقوة إلى جانب قطاعي التعليم، والتعليم العالي تحديدا، لذا فإن ملف الجامعة الأردنية سيكون في مقدمة الأولويات في المرحلة القادمة.
وشدد الرياطي على أن إمكانات مدينة العقبة الطبيعية وموقعها الجغرافي يجعل بالإمكان الاتجاه نحو سياحة التعليم وهذا يتطلب توفير بيئة معيشية وأكاديمية آمنة مناسبة ما يتطلب استقطاب خبرات تعليمية تمتلك كفاءات عالية.
وقد قدم رئيس الجامعة الأردنية فرع العقبة، الدكتور رياض مناصرة، عرضا تقديميا حول واقع الفرع وتطلعاته والتحديات التي تواجهه وفي مقدمتها تحدي الطاقة الكهربائية والتي جرى حل نسبة منها، منوها إلى أن التوازن المنشود نترقب حدوثه عام 2022.
ودعا مناصرة، على غرار ياسين، إلى ضرورة معاملة الجامعة الأردنية العقبة بوصفها جامعة مستقلة بموازنتها بعيدا عن موازنة الجامعة الأردنية الأم، وأن يُنظر اليها كأخواتها من الجامعات الحكومية على امتداد الوطن وبشكل خاص شقيقاتها الموجودات في إقليم الجنوب.
وقال إنّ الجامعة شهدت تطورا لافتا خلال العامين المنصرمين طال البرامج الأكاديمية من ناحية استحداث وتجميد وتغيير مسميات البرامج لتتناسب مع احتياجات سوق العمل، حيث استُحدث برنامج العلوم الحياتية وقسم الرياضيات وكلية التمريض وفُتِح برنامج ماجستير في العلوم البحرية وثلاثة برامج في كلية الأعمال وبرنامج في اللغات وآخر في تكنولوجيا المعلومات.
وتطرق مناصرة إلى أن الجامعة تفكر بطرح مشاريع استثمارية للتنفيذ المستقبلي ومنها السكن الطلابي للذكور والإناث بإدارة كاملة من الجامعة، وإقامة مجمع استثماري على المنطقة المطلة على الشارع الرئيس بهدف تحقيق إيراد مالي ذاتي لموازنة الجامعة.
وقدم مناصرة في ختام العرض التقديمي الخلاصة والتوصيات التالية:
- الضرورة الملحة للبدء ، بإنشاء مبنى كلية التمريض، وبالسرعة الممكنة.
- ضروروة الحصول على دعم منفصل ومستمر للفرع من التعليم العالي، علما بأنه كان معمولا به لثلاث سنوات سابقة: 2014 و2015 و2016.
- التأكيد على التعليم العالي لفتح المجال بشكل أوسع ومستمر للقبول المباشر والتجسيير لخدمة أبناء العقبة.
- الدعم المستمر من الجهات ذات العلاقة للجامعة؛ فهذا من ضمن مسؤولياتها الاجتماعية والتعليمية لأبناء محافظة العقبة بشكل خاص والوطن بشكل عام.
- ضرورة التشبيك بين الجامعة وكافة الجهات ذات العلاقة كي تكون المنافع متبادلة وبالتالي الاستفادة من قدرات الجامعة في تأهيل وتدريب الكفاءات البشرية للموظفين وأبناء محافظة العقبة.
- تطوير البرامج الأكاديمية لتتناسب وحاجة السوق، وتطوير التسويق المنهجي بشتى الطرق.
وفي مداخلته، نوه الدكتور عامر سلمان إلى أن العقبة تُعدّ محط أنظار جلالة الملك والأردنيين جميعا، كما إنّنا مقبلون على الاحتفال بمئوية الدولة الأردنية التي كانت بدايتها من العقبة، وهذا مؤشر على الانطلاقة المبشرة لفرع الجامعة الأردنية في العقبة الذي نسعى كي يلحق بالجامعة الأم رغم كل التحديات، موضحا بأن هذا لا يمكن أن يتحقق إلا بتضافر كافة الجهود وبدعم من المؤسسات الوطنية وأصحاب رؤوس الأموال والهمم العالية والمؤسسات، داعيا إلى الالتفاف حول الفرع باعتباره مشروعا وطنيا اقتصاديا يهدف إلى بناء الإنسان والاستثمار في العقل البشري .
وأوضح سلمان أن العجز المالي آخذ بالتراجع بينما تتزايد أعداد الطلبة، وأغلبهم يستأجر في المدينة ويعيش فيها، داعيا إلى ضرورة إعادة صياغة استراتيجية شمولية لمنظومة التعليم العالي في محافظة العقبة بحيث تكون ذات رؤية تكاملية تستبعد التكرار في البرامج والتخصصات بحيث ترتكز البرامج المطروحة على حاجة سوق العمل وفقا لدراسة بعيدة المدى لسنوات طويلة تراعي بالدرجة الأولى المكانة التي ستصل لها مدينة العقبة بعد 30 عاما على الأقل ضمن محيطها المحلي والدولي المتنامي بشكل متسارع لقربها من حدود المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية وفلسطين.
وأشار سلمان إلى أهمية تفعيل قطاع التعليم والسياحة؛ فهو قطاع واعد جدا في مدينة العقبة القادرة على توفير بيئة مثالية جدا لانتعاشه، إضافة إلى ضرورة فتح صندوق للتبرعات الجامعية. كما أشار إلى أهمية الترويج والإعلام للجامعة الأردنية فرع العقبة بطريقة متميزة تضعها بقوة على خارطة الجامعات الأكثر تميزا في المنطقة والإقليم، وإطلاق برامج تسويق من خلال الملحقيات الثقافية للسفارات العربية والدولية العاملة في الأردن أو من خلال زيارات ترويجية لبعض البلدان المتوقع قدوم طلبة منها للدراسة في الجامعة، مع الاستفادة من موقع ومزايا مدينة العقبة.
وفي ختام الخلوة، وفي ظل هذا الواقع، فإن الإصلاح أو التحديث المطلوب إصلاح متدرج يأتي على مراحل، بخطوات محدودة ومتوازنة ومدروسة بأسلوب انتقالي ومرحلي، وذلك من أجل تحقيق مصالح وتطلعات الجامعة والمجتمع المحلي.
وختاما فإننا نقول إن أردنية العقبة أمانة برقبة الجميع والحفاظ عليها والنهوض بها مسؤولية الجميع باعتبارها مؤسسة وطنية تقدم خدماتها للمواطن والوطن.