الحسين !! وحديثه الموزون وثقته بالمستقبل وإيمانه بقدرات الشعب الصابر المرابط

الحسين !! وحديثه الموزون وثقته بالمستقبل وإيمانه بقدرات الشعب الصابر المرابط
الوقائع الإخبارية :ـ جمال حداد

بقسماته الجميلة ورجولته الفوارة،اطل علينا البارحة سمو الأمير الحسين بن عبدالله ولي العهدـ حفظه الله ورعاه ـ،بمناسبة المئوية لتعريب الجيش الأردني الباسل..أسبغ على الأردنيين بحديثه الموزون،وثقته بالمستقبل وإيمانه بقدرات هذا الشعب الصابر المرابط على تحدي الصعوبات وتخطي التحديات،للوصول إلى الأمنيات الكبيرة.فقدر الأردن هكذا،ولقد اثبت منذ تأسيسه قبل مائة عام انه قاهر الأزمات ودولة البطولات والتضحيات.

ندعو الله للأمير،أن يمده بالعزيمة والقوة،فالمسؤولية الملقاة على أكتافه ثقيلة حيث انه يحمل على كتفيه عبء ولاية العهد واسم الحسين الذي ورثه عن جده ،الملك حسين/ الملك المؤسس الذي كان رحمه الله مفخرة ليس للأردن فحسب بل للأمة جمعاء وهو بالتالي ابن الملك عبد الله الملك المعزز وسليل آل هاشم / سادة العرب / أهل الرفادة والوفادة / ومن تنزلت عليه الرسالة المحمدية التي أضاءت العالم بالإنسانية والمحبة والأخلاق السامية.

حيث الحسين الهادئ الواثق،أعطى جرعة أمل وسكينة للناس كافة أن الأردن مرَّ قبل اليوم بظروف صعبة،لكنه استطاع بإرادة الأردنيين وحكمة القيادة تذليلها وأصبحت مجرد ذكرى في كتب التاريخ.فالأردن زاخر بالكفاءات الشبابية والعقول النيرة والطاقات الخلاقة للبناء والاعمار،لهذا يجب أن يشمر كل واحد منا عن يديه لإعلاء مداميك الوطن والارتقاء به لمواكبة العصر وركوب قطار الألفية الثالثة.وفي هذا السياق أبدى سموه إعجابه بالكادر الصحي في مواجهة الكورونا ـ تلك الجائحة ـ التي ضربت العالم. والحق أن كادرنا الأردني الطبي،أبلى بلاءً حسناً ودفع عددا لا يستهان به من الشهداء من أطباء وممرضين وفنيين من اجل حماية الآخرين.

الحسين قال حرفياً :ـ انا في الجيش المصطفوي لست اميراً بل ضابط احمل رتبة ملازم أول وكذلك والدي تدرج في الخدمة حتى أصبح برتبة لواء،أما جدي الحسين الذي عربَّ الجيش فأمضى حياته عسكريا وبين العسكر حتى انه رحمه الله كان يعرف الكثير منهم بالاسم.هكذا نحن تربينا في أحضان الجيش العربي،المشهود له بالكفاءة والتدريب والإنسانية والبطولة على المستوى الدولي.

هذا الجيش إن كان مفخرة للهاشميين فهو مفخرة للأردنيين،فيندر ان تجد بيتاً اردنياً،ليس فيه عسكرياً أو متقاعداً. لذلك حرص جلالة الملك عبد الله الثاني ايلاء شريحة المتقاعدين اهتماما خاصة ورعاية متميزة على ما قدموه على امتداد أعمارهم.فنحن أسرة عسكرية ترعرعنا في المعسكرات ونعرف معاناة العسكر وهموهم أكثر من غيرنا. لأجل هذا يحتل العسكري مكانة خاصة في قلوبنا.

ولي العهد درس القانون الدولي ونهل من علوم الغرب ،وله تجربته الخاصة في العسكرية التي هي عنوان الضبط والربط والانضباط والالتزام ناهيك عن التضحية التي تقف على راس الهرم. لكنني اعترف بكل أمانة لقد تعلمت من خلال مرافقتي لسيدي جلالة الملك عبدالله الكثير واختصر عليّ الطريق لما يمتلك من تجارب،وما مر به من أحداث حتى اصبح سيدنا ـ هو المدرسة ـ التي انهل منها دروسي وهو المرجعية التي اعود لها في القضايا الكبيرة والمهمات الصعبة،خصوصا وإنني أرافقه في الكثير من الزيارات والمجالس.

اذا كانت فلسطين قضية الامة،وهي القضية المركزية للعرب والمسلمين فانها القضية الشخصية للهاشميين،فقبور اجدادي شاهدة على ان الاقصى في قلب الهواشم.منه اسرى سيدنا محمد صلوات الله عليه الى السماء السابعة،وفيه دفن الحسين بن علي الذي اطلق رصاصة الثورة العربية الكبرى،وعلى عتباته الطاهرة استشهد الملك المؤسس عبد الله بن الحسين ـ رحمه الله ـ.ما يعني ان الوصاية الهاشمية على الاقصى ستبقى للابد،وقد اجمع على ذلك كل العرب الشرفاء.

الامير الحسين لقد آتاه الله كاريزما جذابة ومحبة عارمة عند الاردنيين وقبولاً حسناً عند الناس كافة وهذه من اعظم نعم الله على الانسان. فالكل مجمعون على الاعجاب بهذه التركيبة / التوليفة التي فطر عليها اميرنا حيث الانسانية المتدفقة والثقافة الموسوعية ونقاء السريرة،وطيبة القلب والموهبة الموروثة عن جده الحسين ـ طيب الله ثراه ـ ورجولته المتميزة التي اخذها عن سيد البلاد الملك المعزز عبد الله ـ رعاه الله ـ ....هؤلاء الهاشميون يحملون اعمق واطهر وانقى المشاعر الانسانية،جديرون بالقيادة والمحبة......

حمى الله الاردن شعباً،وارضاً،وقيادة هاشمية حكيمة.

تابعوا الوقائع على