فهم منظومة الريادة لتعزيز مساهمتها في التنمية

فهم منظومة الريادة لتعزيز مساهمتها في التنمية
الوقائع الإخبارية: تشكل ريادة الأعمال في مختلف أنحاء العالم منظومة حيوية غنية بقصص النجاح الملهمة، إذ تتيح للشباب أصحاب الأفكار المبتكرة فرصة إنشاء شركات قابلة للنمو والتوسّع بما ينعكس إيجابياً على استحداث الوظائف ورفد الاقتصاد الوطني وتشجيع الإبداع وروح المبادرة ومواكبة التغيرات السريعة في مختلف القطاعات بل واستباقها، ولم يغفل الأردن بشبابه ومبادراته الداعمة للتقدّم عن أهمّية هذا القطاع.

يتطلّب تطوير قطاع الريادة في المملكة فهم القطاعات التي تحظى بإمكانيات واعدة، والاطلاع على المجالات التي تتجه لها الشركات الناشئة الأردنية، الأمر الذي حققته دراسة حديثة أعدّتها جمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات "إنتاج" وأورنج الأردن ومجلس "StartupsJo”بعنوان "خريطة الشركات الناشئة الأردنية" نيابةً عن مشروع "مساحة الابتكار"، برنامج مدته ثلاث سنوات يتم تنفيذه بدعم ﻣﻦ الاتحاد الأوروبي من خلال برنامج الابتكار ﻣﻦ أجل نمو المشاريع وفرص العمل "ابتكار اﻷردن".

وسارت الدراسة نحو بناء قاعدة بيانات تضم الشركات الأردنية حسب المرحلة التي وصلت إليه، وتصنيفها ضمن قطاعات رئيسية لكل منها قطاعات فرعية وفق المعايير الدولية، لتسترشد بها أطراف منظومة ريادة الأعمال في المملكة.

ولضمان شمولية هذه المبادرة، حظيت الدراسة بلجنة استشارية مكونة من مؤسسة ولي العهد ووزارات الاقتصاد الرقمي والريادة، والتخطيط والتعاون الدولي، والشباب، وشؤون الاستثمار، بالإضافة إلى الصندوق الأردني للريادة وهيئة الاستثمار الأردنية.

وتكمن أهمية نتائج الدراسة كونها تصبّ في أهداف مشروع مساحة الابتكار المشترك بين أورنج الأردن والاتحاد الأوروبي والذي يسعى لرعاية قطاع الريادة من خلال تحديد الفرص المهمة التي من شأنها تعزيز نمو الاقتصاد الرقمي، وقد تبيّن أن 275 شركة محلية ناشئة أوجدت 2618 وظيفة جديدة مباشرة لشابات وشباب طموحين، فضلاً عن أن مشاركة الإناث في الشركات الريادية بلغت 40%.

ولعلّ أبرز ما خلصت إليه الدراسة هو تركّز الشركات الناشئة التي تنطبق عليها المعايير في قطاعات تشهد نمواً وتواجداً رقمياً متزايداً، إذ أن 57% منها يعمل في 5 قطاعات رئيسية هي التجارة الإلكترونية بواقع 25%، التعليم الإلكتروني التي وصلت نسبتها إلى 12%، الصناعات الإبداعية والتصميم والإعلام بنسبة 8%، المالية التقنية "الفينتيك" بنسبة 7% والرعاية الصحية الإلكترونية بنسبة 5%.

وبالإضافة إلى القطاعات الرئيسية، شكّلت الشركات الناشئة في كلّ من القطاع السياحي والقطاع الزراعي 4% من إجمالي عدد الشركات الناشئة، وشركات الألعاب الإلكترونية وشركات منصات التواصل الاجتماعي 3%، وإنترنت الأشياء 2%، وأمن المعلومات 2%، في حين بلغت نسبة الشركات العاملة في مجال البلوكتشين "Blockchain” 1%.

تقدّم الدراسة فهماً شمولياً للقطاعات التي تعمل فيها الشركات الناشئة الأردنية ومدى فعاليتها في تشغيل الشباب، خاصة في ظلّ تنوّع المشاريع الريادية التي أصبحت تستبق المتطلبات والاحتياجات في المجتمع المحلي وتتيح حلول مبتكرة كثير منها قائم على التقنيات الحديثة، لتصبح نماذج تميّز تعزز مكانة المملكة وترفد التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

يأتي حرص أورنج الأردن على تنفيذ هذه الدراسة الهامّة ضمن جهودها للارتقاء بقطاع الريادة وتشجيع الرياديين، خاصة بعد إجرائها دراسة سابقة بالشراكة مع "إنتاج" حول مساهمة الشركات الناشئة القائمة على التكنولوجيا في الناتج الإجمالي المحلي، فهذه الدراسات تعد دليلاً لداعمي الابتكار وخارطة طريق للمزيد من الشركات الناشئة الأردنية تساعدهم في تحويل أفكارهم إلى مشاريع مؤثّرة.

النهج التكاملي والمستدام ميّز أورنج في دعم منظومة ريادة الأعمال بما فيه شراكاتها الفاعلة مع المؤسسات الريادية وبرنامج الشركة الموجّه لتسريع نمو الأعمال الريادية "BIG” الذي يواصل موسمه الثامن بعد مساهمته في تعزيز مسيرة أكثر من 40 شركة ناشئة، بفضل ما يقدّمه للشركات المنضمة من دعم تقني وإعلامي وتسويقي وفرص تشبيك ومشاركة في الفعاليات العالمية.

وستكثف أورنج الأردن جهودها في مجال الريادة ودعم الابتكار ضمن مشروع "مساحة الابتكار"، وهو برنامج مدته ﺛﻼث سنوات ﻣﻦ ﺧﻼل برنامج "الابتكار ﻣﻦ أجل نمو المشاريع وفرص العمل "ابتكار اﻷردن"Innovate Jordan -، وتعد هذه المبادرة الممولة من الاتحاد الأوروبي مشروعاً رائداً على مستوى الأردن ووجهة تجمع كل ما يلزم للإبداع الرقمي والدعم الريادي، حيث ستعمل على تعريف المزيد من الأردنيين على الثقافة الرقمية وتطوير مهاراتهم الرقمية وخاصة بين النساء والشباب، بالإضافة إلى رعاية قطاع الريادة من خلال تحديد الفرص الهامة التي من شأنها تعزيز نمو الاقتصاد الرقمي.



تابعوا الوقائع على