الملكية لحماية الطبيعة: يوم الأرض فرصة لإعادة صياغة علاقة صحية مع الطبيعة

الملكية لحماية الطبيعة: يوم الأرض فرصة لإعادة صياغة علاقة صحية مع الطبيعة
الوقائع الإخبارية : يحتفل العالم اليوم في 22 نيسان بيوم الأرض، وهو الاحتفال الذي يهدف إلى الدعوة لبيئة صحية وآمنة وعادلة وعالم مستقر، وينطلق للعام الحالي تحت شعار "لنستعيد أرضنا".

وتتزامن احتفالات العالم بيوم الأرض للعام الحالي، وسط جائحة كورونا، التي فرضت نمط حياة مختلفا على كل المستويات، سواء في التعامل مع الطبيعة أو البشر بسبب تراجع جميع الأنشطة البشرية إلى حدها الأدنى.

وترى الجمعية الملكية لحماية الطبيعة أن هذا اليوم يجب أن "يذكرنا بأهمية صياغة علاقة صحية مع البيئة والطبيعة، وأن تكون هذه العلاقة مبينة على التوازن والاستدامة واحترام الطبيعة والأنظمة البيئية تحت قاعدة نستعيد أرضنا لتكون أكثر استدامة".

واعتبرت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة أن جائحة كورونا ما هي إلا انعكاس لعلاقة غير صحية بين البشر والأرض والموائل الطبيعية، إذ طالت الاعتداءات البشرية الموائل الطبيعية وغزت النشاطات البشرية أماكن تواجد الأنواع البرية، لتختل الروابط التي تربط بين الإنسان وهذه الأنواع البرية.

وقال مدير عام الجمعية الملكية لحماية الطبيعة يحيى خالد، أن "تغير المناخ والتدهور البيئي أثر على أنظمتنا الطبيعية، مما أدى إلى ظهور أمراض جديدة وقاتلة، وأثر أيضا على الاقتصاد العالمي تأثيرا كبيرا"، مبينا أن "تغير المناخ وفيروس كورونا يذكرانا بالضرر الذي تسبب به الانسان للطبيعة، وبضرورة استعادة الارض لتكون مرة أخرى بعيدة عن التدخلات البشرية غير المستدامة".

واعتبر خالد أن شعار العام " لنستعيد أرضنا" يأتي للتأكيد على ضرورة عدم العبث بالأراضي الطبيعية والموائل والغابات والأنظمة الأيكولوجية، معتبرا أن جائحة الكورونا "ذكرتنا بأهمية النظر إلى كوكب الأرض بطريقة مختلفة، ودعم النظم البيئية التي توفر كل سبل الحياة على الأرض.

وأضاف خالد أنه "كلما كانت نظمنا البيئية أكثر صحة، كانت الأرض وسكانها أكثر صحة"، معتبرا أن اختلال العلاقة بين الإنسان والأرض عموما سيدمر الموائل البيئية والأنظمة الطبيعية، ولذا يجعل كثيرا من الحيوانات البرية تقترب من البشر أو حيواناتها الداجنة وتنقل لها أمراضا جديدة.

واعتبر خالد أن ما خلفته جائحة الكورونا من آثار على الطبيعة وحماية الطبيعة ستبقى لفترة طويلة، مبينا أنه وفي حين تعافت الأنظمة الحيوية جزئيا بسبب تراجع النشاط البشري، إلا أن السياحة البيئية والمجتمعات المحلية التي تعتمد عليها اعتمادا كبيرا أيضا تأثرت على نحو كبير.

وأشار خالد إلى أن تأثير النشاطات البشرية على التنوع البيولوجي وتغيره، سيؤدي بالضرورة إلى تغيرات في عمل النظام الإيكولوجي ووقوع اختلالات كبيرة في النظم الإيكولوجية، مما يؤثر على السلع والخدمات التي تتيحها لاستمرار الحياة.

وبين خالد أنه وفي حين يطلق الاحتفال بيوم الأرض للعام الحالي جرس الإنذار لتشكيل حماية أكبر للأرض والطبيعة والنظم الحيوية، التي أيضا ترتبط بسلامة وأن واستدامة حياة البشر، "فإننا في الجمعية ننظر إلى هذا اليوم باعتباره يوما لتجيد الوعد للعمل بشكل مختلف ومنسجم مع التحديات، خاصة ونحن نلج مئوية الدولة الثانية لنكون أكثر إصرارا على مواصلة المسيرة في حماية إرثنا الوطني والطبيعي والإنساني".

يذكر أن الاحتفالات بيوم الأرض بدأت منذ عام 1970، وأطلق هذا اليوم السيناتور الأمريكي غايلورد نيلسون كيوم لأول مرة في 22 إبريل/نيسان 1970، فعندما زار ومساعده، سانتا باربارا، بولاية كاليفورنيا عام 1969، شاهدا كميات النفط الكبيرة التي تلوث مياه المحيط الهادي بالقرب من السواحل الأمريكية لمسافة عدة أميال بشكل يهدد حياة الأسماك والطيور المائية.

وخرج 20 مليون شخص ليعبروا عن حالة الغضب إلى الشوارع من انسكابات النفط والضباب الدخاني والأنهار الملوثة احتجاجاً على ما اعتبروه أزمة بيئية. كان أكبر حدث مدني على كوكب الأرض في ذلك الوقت والذي أجبر الحكومات على اتخاذ إجراءات ملموسة، بما في ذلك إصدار قوانين بيئية وإنشاء وكالات بيئية. بالإضافة إلى هذه النتائج العملية، أظهر الحدث مدى ما يمكن تحقيقه عندما يجتمع الناس ويطالبون باتخاذ إجراء.


تابعوا الوقائع على