مدير الدفاع المدني: تعاملنا مع 8506 حرائق أعشاب وغابات في 6 أشهر
الوقائع الاخبارية: أكد مدير الدفاع المدني العميد أنور سلامة الطراونة، ان حرائق الغابات والأشجار والأعشاب الجافة هي أحد أهم المشكلات الموسمية خلال فصل الصيف، وتزداد يوميا بسبب جفاف الأعشاب، مشيرا الى "عامل الاستهانة بمتطلبات السلامة أو الأخذ بالأسباب الاحترازية والوقائية الكفيلة بالحد من هذه الحوادث”.
وقال العميد الطراونة إن حرائق الغابات والأعشاب الجافة تشكل النسبة الأكبر إلى المجموع الكلي للحوادث التي يتعامل معها الدفاع المدني في فصل الصيف، موضحا أن ارتفاع درجات الحرارة وجفاف الأعشاب "يشكلان ظرفاً ملائماً لنشوب الحرائق لاسيما في ظل غياب أو عدم التقيد بمتطلبات السلامة العامة في مواقع التنزه.
وأشار بهذا الخصوص الى بعض السلوكيات الخاطئة والتي تكون نتائجها مؤسفة ومن هذه السلوكيات الخاطئة رمي أعقاب السجائر وترك البعض مواقد النار مشتعلة، وعدم مراقبة الأطفال والسماح لهم بإشعال النيران.
وقال، ان الدفاع المدني وباعتباره الذراع الإنسانية لمديرية الأمن العام والمستجيب الأول لهذه الحرائق، تعامل منذ بداية هذا العام ولغاية منتصف شهر حزيران (يونيو) مع 8506 حرائق أعشاب جافة وغابات، مستذكرا الشهيد الوكيل قيس العودات الذي توفاه الله في شهر رمضان المبارك الماضي أثناء عملية مكافحة الحرائق، وكذلك ما تتعرض له مرتبات الدفاع المدني من إصابات مختلفة.
وأشار العميد الطراونة الى أن حرائق الأعشاب والغابات وما يرافقها من جهود كبيرة ومضنية أثناء التعامل معها من قبل كوادر الدفاع المدني تشكل استنزافا للثروة الزراعية والأشجار الحرجية الأمر الذي يحتم علينا جميعا وضع خطط وبرامج للتقليل من هذه الحرائق منها الحملة الوطنية لمكافحة حرائق الأعشاب والغابات التي انطلقت الأسبوع الماضي وبتوجيهات من مدير الأمن العام بالتشارك مع الجهات ذات العلاقة.
وبين أن الحملة تشتمل على العديد من الاجتماعات واللقاءات الهادفة إلى زيادة الوعي لدى الجميع بأهمية المحافظة على هذه الثروة وحمايتها ووضع خطط عملياتية على ارض الواقع منها عمل حملات تفتيشية على الغابات الحرجية ومراقبة الرحلات التنزهية من خلال طائرات مسيرة، بالإضافة إلى تقييم حجم الحرائق وتوزيع العديد من المنشورات والبوسترات على أبناء المجتمع المحلي، وبالتعاون مع وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لإيصال هذه الرسالة.
كما اشتملت الحملة، بحسب العميد الطراونة، على برامج ونشاطات يومية بالتعاون مع جمعيات ومراكز شبابية تعمل على اجتثاث الأعشاب الجافة عن جوانب الطرق أو تلك الموجودة بالقرب من الأشجار المثمرة والحرجية أو بينها، إضافة الى تقليم الأشجار، وإنشاء برك للمياه في المواقع الساخنة وعمل خطوط نار وطرق داخل الغابات لتسهيل حركة آليات الدفاع المدني حال حدوث حريق، وتكثيف التواصل والتنسيق مع الشركاء للحد من حرائق الغابات والأعشاب.
وأضاف أن مديرية الدفاع المدني قامت بإجراءات عديدة منها توفير آليات إطفاء متخصصة لمعاجلة حرائق الغابات والأعشاب الجافة وبأعداد مناسبة وزعت على المراكز المنتشرة بالقرب من المناطق الحرجية، وفرق متخصصة بمكافحة هذه الحرائق وذلك لتحقيق سرعة الاستجابة والتعامل معها، فضلاً عن التشارك مع القوات المسلحة من خلال الطائرات العامودية التي تحمل غارفات مياه للمساعدة في واجب مكافحة حرائق الغابات.
ودعا العميد الطراونة أصحاب المزارع الى تنظيف مزارعهم واجتثاث الأعشاب عن جوانبها وحراثتها، مؤكدا أن حماية هذه المساحات الخضراء هي مسؤولية مجتمعية تحتاج منا جميعاً الى تضافر الجهود ليبقى الأردن واحة خضراء ننعم بمناظره الخلابة.
وأشار العميد الطراونة الى ان الدمج بين مخلف الاجهزة الامنية عمل على زيادة التشاركية البناءة، وتوحيد القوى والإمكانيات المتاحة والجهود العملياتية ما انعكس ايجاباً على سرعة تقديم خدمات الدفاع المدني الإنسانية لمديرية الأمن العام بأسرع وأفضل مما كانت عليه.
وأشار الى أن الدفاع المدني يقدم خدماته من خلال 209 مواقع منتشرة في كافة محافظات المملكة، وهناك أيضا 17 مديرية تعمل على تعزيز هذه المواقع، عدا عن النقاط المتواجدة على الطرق الصحراوية والطرق الخارجية، موضحا أن توحيد العمليات بين أذرع مديرية الأمن العام للعمل كفريق واحد يحقق زيادة في الانتشار وسرعة الاستجابة بمعدل 8.5 دقيقة.
وأشار الى جهود الدفاع المدني الملموسة خلال جائحة كورونا استجابة وترجمة للتوجيهات الملكية للتعامل مع الأزمة بحرفية عالية حيث تم تزويدنا بالإمكانيات اللازمة لسير العمل.
وأوضح أنه تم خلال الجائحة تشكيل خليتين، واحدة في مديرية الأمن العام والأخرى داخل الدفاع المدني وكانت الانطلاقة من خلال صافرات الإنذار التي كانت تنطلق يومياً، وتسخير سيارات الإسعاف البالغ عددها 416 وتخصيص 46 سيارة إسعاف أخرى للتعامل مع حالات اشتباه كورونا.
وبموازاة ذلك، يشير العميد الطراونة الى عمليات التطهير المستمرة لعدد من المواقع وبالتنسيق مع خلية الأزمة بهدف الحفاظ على سلامة المواطنين، فضلاً عن خدمات 210 عيادات متنقلة من خلال سيارات إسعاف مجهزة بكوادر من الأطباء المتطوعين لتقليل العبء على المستشفيات ما ساهم في تخفيف العبء عن المستشفيات.