الرفاعي يجدد التأكيد من "اليرموك": الملك هو الضامن لمخرجات "لجنة الإصلاح"
الوقائع الاخبارية: جدد رئيس الوزراء الأسبق – رئيس اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية العين سمير الرفاعي، التأكيد على أن جلالة الملك عبد الله الثاني هو الضامن لمخرجات اللجنة وتوصياتها.
وأضاف خلال رعايته المؤتمر الوطني "أردن الشباب 2030 – رؤية الشباب الأردني حول مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية" الذي نظمته عمادة شؤون الطلبة في جامعة اليرموك بالتعاون مع مركز الحياة – راصد، بحضور وزير الشؤون السياسية و البرلمانية المهندس موسى المعايطة، ورئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مساد، أن تطوير وتحديث المنظومة السياسية مسؤولية جماعية من مختلف القطاعات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية من حكومة وأحزاب وبرلمان ومؤسسات مجتمع مدني وجامعات وشباب وسيدات، وهذه المسؤولية الجماعية تحتم علينا أن نتكاتف مع بعضنا البعض والعمل سوياً من أجل مصلحة الأردن الذي نريد.
وأكد الرفاعي رفضه للتوقيفات الأمنية ضد أي نشاط للتعبير عن الرأي، طالما أن هذا النشاط منضبط بالقانون والدستور، وكذلك الحال فيما يختص التوقيف في قضايا الرأي عموما، وكذلك من غير المفهوم مسألة الربط بالكفالات الكبيرة في هذا النوع من القضايا، وذلك يتضمن التوقيفات الأخيرة التي طالت عددا من طلاب الجامعات، خاصة وأنها ثبطت عزيمة الشباب، وترسل رسائل خاطئة للجميع حول مسيرتنا الديمقراطية، والرغبة الملكية بتحقيق التحديث السياسي المنشود، فكيف سنقنع الشباب بالثقة في العملية السياسية وهم يخشون التهديد والتوقيف.
وأوضح الرفاعي في هذا السياق أن الشجاعة في اتخاذ القرار، لا تتصل بقرار بعينه، بل هي الشجاعة الأدبية في تحمل المسؤولية العامة، ومواجهة الرأي العام، الذي من حقه أن يكون مطلعا على جميع التفاصيل التي تمس وطنه، وقضاياه الكبرى، كما من حق الأردنيين التعبير عن رأيهم في أي مسائل تمس قناعاتهم وما يؤمنون به، وبالنسبة للأردنيين فقضية فلسطين على رأس أولوياتهم دائما، ومن حقهم التعبير عن رفضهم لكل ما من شأنه أن يمس بالحل العادل للقضية الفلسطينية الذي يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة، وحول مسألة مذكرة التفاهم التي تمت التوقيفات على خلفيتها، قال الرفاعي أن الجهات المختصة لم تصرح بمعلومات كافية حول هذه المسألة، لكن حسب المعلن فهي مذكرة تفاهم، قد تفضي او قد لا تفضي لأي نتائج، لكن في جميع الاحوال فمعارضتها مطروحة ويجب ان تكون مقبولة.
وأكد الرفاعي أن الهوية الأردنية، هي الهوية الوطنية، وهي الهوية الجامعة، بغض النظر عن المسميات والمصطلحات، وهي قوية وثابتة ومصونة، واختلاف المسمى لا يغير شيئا من الجوهر، مؤكدا أن اللجنة لم تعمل ضمن فكرة (الرابحون والخاسرون)، بل عملت لأجل مصلحة الأردن، ضمن تفاهمات وأسس حوار بناء وفعال، وكانت الركيزة الأساسية هي التعددية والشمولية والاستماع لجميع الآراء والابتعاد عن أية تجاذبات سياسية إقصائية، لأن الوطن يضم الجميع ولا يمكن له أن يقصي أحد، وهذا كان نهجاً في عمل اللجنة.
وأكد الرفاعي أهمية دور الشباب والمرأة الأردنية في المرحلة المقبلة، وضرورة انخراطهم وتمكينهم في العملية السياسية، خاصة وأنهم كتلة كبيرة جدا من المجتمع، ضاربا مثالا على ذلك بأنه من غير المعقول أنه خلال الأعوام من 1974 إلى 1993 لم تنجح سوى سيدة واحدة في الانتخابات البرلمانية، قبل الكوتا، ثم تلتها 11 سيدة بعد ادخال الكوتا، فيما نجح 830 مرشحا من الرجال خلال هذه السنوات، في مجتمع نصفه من السيدات.
من جهته أكد المعايطة أن الحكومة تضطلع بدور هام في تعزيز الوعي حول مخرجات اللجنة التي تبنتها الحكومة وأرسلتها إلى مجلس النواب، وهذا سيشمل مجموعة من المبادرات تنفذها الوزارة في كافة المحافظات تستهدف كافة الفئات المجتمعية.
وأضاف أن الحكومة ستعمل على الدفاع عن المقترحات التي أرسلتها لمجلس النواب خلال اجتماعات اللجان الدائمة في المجلس والنقاشات مع البرلمانيات والبرلمانيين، مشددا على ضرورة تبني الحوار كركيزة في عملية التحديث السياسي، لكونه يقودنا إلى استكمال عملية البناء الديمقراطي الأردني، حتى نصل لنموذج وطني أساسه رأي ومشاركة المواطنين الأردنيين، مؤكدا أن دولتنا الأردنية ماضية في عملية التحديث والتطوير انسجاماً مع تطلعات الشعب الأردني ورؤية القيادة الحكيمة.
من جانبه ، رحب مساد في كلمته بالضيوف المشاركين في هذا المؤتمر في رحاب الجامعة، وهي المؤسسة الأكاديميّة الرّائدة التي كانت على الدوام بيتاً مِن بُيوتِ الخِبرة، وَمَقاماً لِنشامى العطاء مِن أصحابِ الفِكرِ وَالعِلمِ والإنجاز.
واشار إلى أن لقائنا اليوم يأتي بِجلَساتِهِ وَطُروحاتِهِ وَأفكارِهِ نَهجاً يُعظِّمُ التّشارُكيَّةَ والتَبادُليّة بينَ الخِبراتِ والمعارِف، وُيعمّقُ الإفادَةَ بينَ الرُّموزِ الوطنيّةِ التي نفتخِرُ بها وبينَ الجّسمِ الأكاديمي والطُّلابيِّ تحديداً، سيّما ونحنُ نُعَنْوِّنُ ومَنا هذا بـــ"رؤيَةِ الشّبابِ الأردنيِّ لمُخرجاتِ اللجنةِ الملكيةِ لتحديثِ المنظومةِ السياسية" وامتِدادِها في إِطارِ المؤتَمَرِ الوطنيّ "أُردُنّ الشّباب 2030".
وتابع : أن هذه المبادرة التي تُنظمها عمادة شؤون الطلبة في جامعة اليرموك بالتعاون مع مركز الحياة راصد تهدف إلى تعزيزِ الوعيِ بِمُخرَجاتِ اللجنَةِ الملكيّة لِتحديثِ المنظومَةِ السّياسيّة، وَمعرِفةِ توجُّهاتِ الشّبابِ الأردنيّ في مِحْوَرِ الإِصلاحِ السّياسيّ، وَتفعيلِ عمليّةِ إِشراكِ الشّبابِ في عمليّةِ صُنعِ القَرار؛ لِنُثْبِتَ أَنَّ هذا الحِوار البَنّاء وهذهِ الطُّروحاتِ القيِّمة التي سَتُناقَشُ مَعَ طَلَبَتِنا اليوم مِن هذهِ النُّخبَةِ النّوعيّة ما هِيَ إلا نِتاجُ جُهدِ وَحِرصِ المُحبّينَ للأُردُن، السّاعينَ دوماً لِثَباتِهِ وَاستِدامَتِهِ أُنموذَجاً خَيِّراً مِعطاءً، فَالتحديثُ وَالتّطوير مِن سِماتِ الدُّوَلِ وَالشُّعوبِ الحَيَّةِ النَّابِضَة، وَشَعبِنا الأُردُنيّ كما أشارَ جلالة الملك يأتي في مُقدّمَةِ الشُّعوبِ الطّامِحَةِ للتّقَدُّمِ وَالإِصلاح.
ولفت مساد إلى أن ما قَدَّمَتْهُ اللجنةُ الملكيّة لِتحديثِ المنظومَةِ السّياسِيّةِ مِن جُهودِ وعلى رَأسِها دولة الأُستاذ سمير الرّفاعي ما هِيَ إِلا نَهجٌ وَمَنهَجيّة تُشكِّلُ إِضافَةً وَمعنىً وَقِيمَةً تُرجِمَت في وَثيقَةٍ مَرْجِعِيّةٍ وَرُؤيَةٍ وَطَنِيّةٍ استِشرافيّة للحالَةِ السّياسية على مُستوى مَشروعَيْ قانونِ الانتِخابِ وَالأَحزابِ السّياسيّة، وَالتّعديلاتِ الدُّستورِيَّةِ المُتّصِلَةِ حُكماً بالقانونَيْن وَآليّاتِ العَمَلِ النّيابيّ، إِضافَةً إِلى التّوصياتِ المُتعَلِّقَةِ بِتطويرِ التّشريعاتِ النّاظِمَةِ للإِدارَةِ المَحلِّيَّة، وَتهيِئَةِ البيئَةِ التّشريعيَّةِ وَالسّياسِيّةِ الضّامِنَةِ لِدَوْرِ الشّبابِ وَالمَرأَةِ في الحياةِ العامّة، واضِعَةً الملامِحَ الرّئيسةِ للتّدَرُّجِ المَنشودِ للوصولِ إلى النّموذَجِ الدّيمقُراطِيّ الأُردُنِيّ.
وقال إن مَا قَدَّمَتْهُ اللجنةُ الملكيّة التي اشتَمَلَت على تمثيلٍ واضِحٍ لِأَلوانِ الطّيفِ السّياسيِّ والفِكرِيِّ وَالحِزبِيِّ الأُردُنيّ وَعَدَدٍ آخَر مِنَ القِطاعاتِ المُتنَوِّعَةِ الأُخرى كانَ إِثراءً وَفُرصَةً وَطنِيّةً عَزّزَت التّغييرَ النّوعِيَّ وَالتّطويرَ الإِيجابيّ بِما أَفرَزَتْهُ مِن مُخرَجاتٍ كانَ بِها الهاجِسُ والهَمُّ الوَطنِيّ حاضِراً وَعلى رأسِ الأولويّاتِ وَالمَهمَات، وَقدَّمَت تَصوُّراً حقيقيّاً وَمَنهجِيّاً عَبرَ مُخرَجاتِها لِتَضَعَنا على أَوّلِ الطّريق الصّحيح الذي يُؤسِّسُ لِعمليَّةِ تطوُّرٍ سياسيٍّ جادّةٍ وَمُتَدَرِّجَةٍ من الوضعِ القائِمِ نحوَ وَضعٍ أكثرَ استقراراً وازدهاراً وتطوّراً للأُردُنِّ الذي يَنشُدُهُ كُلُّ الأُردُنيين.
واكد على اننا نَفتَخِرُ بِما أَنتَجَتْهُ وما استَكمَلَتْهُ اللجنةُ الملكية في هذهِ المنظومة عبرَ جُهودٍ وَطنيّةٍ سَعَت لِتطويرِ الحياةِ السّياسيّةِ ممّا شَكّلَ مرحلةً جديدةً وَمِفصليّةً ضِمنَ مساراتِ تحديثِ الدولةِ الأُردُنيّة، خاصةً وهوَ يتزامَنُ مَعَ مَطلَعِ مِئويّتِها الثّانية، إِذ يمضي الأُردُنُّ بِشَكلٍ مُتوازٍ مَعَ الإِصلاحاتِ الاقتصاديّةِ والإِداريّةِ التي تعملُ الحُكومةُ على تنفيذِها، وما جُهودُ اللجنةِ الملكيّة إلا امتداداً واستِناداً إلى مجموعةٍ مِنَ المبادِئِ والمعايير، المُستمَدَّةِ مِنَ الرّسالةِ الملكيّةِ السّامية ومِنَ الرُّؤيةِ الوطنيّةِ المُشترَكَةِ لأعضائِها وأبرزُ هذهِ المبادئ: الاستِرشادُ بالأوراقِ النقاشيّةِ الملكيّةِ السّبع.
وتمنى مساد أنْ يحمِلَ هذا اللقاء، وَأن يُكرِّسَ جُلَّ الإِفادَةِ لأبنائِنا الطّلبة لاسيما وانهم جيلُ المُستقبَلِ وبُناتِهِ الذين نُعَوِّلُ عليهِم الكثيرَ في بُنيانِ مُجتَمَعِنا الأُردُني، وَتطويرِ الحالَةِ السياسيّةِ فيهِ بِما يعكِسُ فِكراً نابِضاً، وَعَملاً نافِعاً، يخدِمُ الأُردُنَّ الأَغلى بِقيادَةِ صاحِبِ الجلالةِ الهاشمية الملك عبدُ الله الثاني ابن الحسين، الذي نُعاهِدُهُ جَميعاً الوفاءَ وَالانتِماء وَالإِخلاصَ للرّسالة، ماضِينَ قُدُماً بِذاتِ الرُّوحِ، وَذاتِ الإرادة، لا تراجُعَ ولا التفاتَ ولا نُكوص، لِيكونَ الأُردُن الأَغلى والأَبهى على الدوام في ظل مليكنا المُفدى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.
و قال مدير مركز الحياة – راصد، الدكتور عامر بني عامر، إن هذه المبادرة التي ينفذها المركز تأتي إيماناً بضرورة تعزيز مساحة الحوار الآمنة للشباب الأردني والتعبير عن رأيه في اتخاذ القرارات التي تعنى بشأن دولته.
وأكد بني عامر على ضرورة تعريف الشباب بالمخرجات وسماع آرائهم والتعرف على التحديات الممكن مواجهتها عند التطبيق، معبرا عن فخره بالشباب المشاركين في مثل هذه المبادرات والتي من شأنها تحسين أي مخرجات تعنى بالشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
وعلى هامش حفل الافتتاح، قلد مساد الرفاعي قلادة جامعة اليرموك، التي تعتبر من أرفع أوسمة الجامعة الاكاديمية، كما وقدم درع الجامعة لكل من المعايطة وبني عامر.
كما والتقى الرفاعي بحضور المعايطة ومساد، عمداء الكليات ومدراء المراكز العلمية في الجامعة بقاعة الحسين بن طلال، في نقاش عام وموسع حول مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية.
وتضمن برنامج المؤتمر الوطني جلسة نقاشية بعنوان "أولويات الإصلاح السياسي في الأردن" تحدث فيها كل من رئيس لجنة الانتخاب في اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية الدكتور خالد البكار، وامين عام الحزب الوطني الدستوري الدكتور أحمد الشناق، وعضو لجنة المرأة في "اللجنة الملكية" الدكتورة ريم أبو دلبوح، وعضو لجنة الشباب في اللجنة الملكية لينا العالول.
كما واشتمل المؤتمر على مجموعات العمل الإصلاح السياسي "رؤية الشباب الأردني حول توصيات اللجنة الملكية" اشتملت على نقاش حول توصيات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، وأولويات الإصلاح السياسي في الأردن.