(البترول الوطنية) تعمل لرفع إنتاجية غاز حقل الريشة

(البترول الوطنية) تعمل لرفع إنتاجية غاز حقل الريشة
الوقائع الاخبارية:قال مدير شركة البترول الوطنية محمد الخصاونة إن الشركة تعمل على تفعيل تشغيل حقل غاز الريشة ورفع إنتاجيته «حتى نعتمد على مصادر الغاز الطبيعية».

و أوضح الخصاونة أن الشركة رفعت الإنتاج منذ عام 2019 خمسة أضعاف، بعد توقف عن العمل دام 11 عاما، «ففي السنوات الثلاث الأخيرة حفرنا أكثر مما حفر في عشرين عاماً».

وأكد أن الشركة تسير على برنامج وصفه بـ"الجدي والمستمر»، وأمل أن تكون له آثار إيجابية على المواطن: «فالشركة الآن تقوم بحفر أربع آبار وسنزيدها ستاً أخرى هذا العام، ومن ثم سنضاعف الحفر حتى يتجاوز عشر آبار في العام».

وأشار إلى أن من الأهداف الاستراتيجية للشركة «الوصول إلى الاستغناء عن استيراد الغاز من الخارج تدريجيا»، لذلك «نعمل على رفع القدرات الإنتاجية، التي لا يمكن رفعها في سنة واحدة أو اثنتين؛ فعملية تطوير الحقول تحتاج عدة سنوات والانتقال تدريجيا بالاعتماد على المصادر والقدرات المحلية».

وتهدف خطة الشركة الاستراتيجية للأعوام (2020-2030) للوصول إلى قدرة إنتاجية تبلغ 200 مليون قدم مكعبة يومياً لزيادة نسبة مساهمة المنتج المحلي وتحقيق أمن التزود بالطاقة وتقليل الاعتماد على الاستيراد وفقاً لما تضمنته الخطة الاستراتيجية لقطاع الطاقة في الأردن.

وتقوم الشركة حاليا بعمل دراسات لتحديد «الموديل الجيولوجي» و"نحن مستمرون بالقيام بالدراسات مكثفة التي لم يقم بمثلها في المنطقة أحد من قبل».

الجدوى الاقتصادية

وعن الجدوى الاقتصادية للإنتاج قال الخصاونة أنها تختلف، وفقا للشركة التي تعمل وحجمها، فقد تجد شركات أن هناك جدوى وأخرى بأن العملية مربحة، وتقييم مسألة الجدوى يختلف عند الشركات العملاقة عن الشركات المتوسطة «فما هو مجد لنا قد لا يكون مجديا لهم».

وبين أن الجدوى الاقتصادية في الغاز عالية وبخاصة في الكلف التشغيلية والإنتاج منخفضة جدا بالمقارنة مع دول الجوار.

ونصح الخصاونة الأردنيين بالانتظار والصبر، ويقول «لا يمكن أن نكون دولة نفطية دون العمل الذي سيكون بشكل تدريجي ولن يكون سريعاً وسيستغرق سنوات، فالعمل البترولي ليس سهلا وبه مخاطرة وحتى نحقق نجاحات».

وبين الخصاونة أن العمل جار على دخول مجال الصناعات البتروكيماوية خصوصا وأن هناك شركات مهتمة بالموضوع.

ولفت إلى أن الشركة تعمل الآن بالتعاون مع وزارة الطاقة على إدخال شركات أردنية وشركة وحيدة خارجية، للعمل في الفوسفات، كما يوجد شركات مهتمة بتصنيع الأمونيا الذي يخدم الصناعات البتروكيماوية وصناعات الأسمدة تحديداً، لتصنيع غاز الأمونيا الذي تغطي المملكة حاجتها إليه بالاستيراد.

حقل الريشة

وقال الخصاونة أنه بالرغم من بساطة عدد الآبار المحفورة في حقل الريشة، وهي أقل من 53 بئرا، إلا ان انتاجها التراكمي عال، الذي بلغ ربع تريليون قدم مكعب من الغاز منذ عام 1989 وهو مؤشر جيد بانسبة لعدد الآبار القليلة.

ولفت إلى أن ما عزز جدوى العمل «أعمال الحفر التي قامت بها شركة أرامكو السعودية في منطقة طريف السعودية القريبة من الحدود مع الأردن، حيث حفرت مجموعة كبيرة من الآبار في السنوات الخمس الأخيرة ورفعت القدرة الانتاجية للحقل الذي يعد امتدادا طبيعيا للمنطقة».

ولفت الخصاونة إلى أنه في منطقة الريشة المحاذية للعراق والسعودية لم يكن هناك أي اكتشاف نفطي عندما اكتشفنا حقل الريشة بمسافة تقل عن 500 كيلو حتى أن الاكتشافات النفطية السعودية قبل ست شهور تبعد ما لا يزيد عن 400 كيلومتر عن أي حقل أردني ولا يوجد أي اكتشاف على الحدود الأردنية.

ويقع امتياز الريشة في شمال شرق المملكة، على بعد 370 كم من عمان.

وتبلغ مساحة امتياز الريشة 7500 كيلومتر مربع مع حدود العراق من الشرق وسوريا من الشمال والسعودية من الجنوب ويراوح ارتفاع السطح بشكل عام في حدود 850-950 مترا فوق مستوى سطح البحر.

وأشار الخصاونة إلى أنهم يعملون على إعادة تقدير المخزون لأن آخر دراسة أجريت هي قديمة. ويعتقد أن المنتج سيسد معظم حاجة المملكة من الغاز إن لم يصل لتغطيتها بالكامل، لذلك يجري العمل على رفع القدرة الانتاجية لسد أكبر جزء «وقد يغطي احتياجاتنا بحيث لا نحتاج الى الشراء من الخارج».

كانت نقطة انطلاقنا بعد زيادة القدرة الانتاجية من الحقل والقدرة على الاستهلاك حيث أن الكميات التي نبيعها تبلغ عشرين مليون قدم مكعب في حين تجاوزنا ثلاثين مليون متر مكعب قدرة انتاجية بشكل تدريجي.

وتسعى الشركة، وفق الخصاونة، في المقام الأول، إلى تنويع المشترين المحتملين بدلا من مشتر واحد، «وسنوقع مذكرات تفاهم مع شركات أردنية لنقل الغاز بشكل غاز مسال ومضغوط إلى وسط المملكة لتستخدمه الشركات الصناعية الصغيرة والمتوسطة».

كما عملت الشركة، وفق الخصاونة، على تثبيت أسعار الغاز ضمن معادلة تحفز القطاع الصناعي لشراء الغاز، «فالأسعار المتفق عليها ستكون محددة بين 3 إلى 6 دولارات لكل مليون وحدة حرارية، وهي أسعار ممتازة جدا مقارنة بالأسعار العالمية أو أسعار الغاز بالمنطقة وستقلل من الكلف التشغيلية على الصناعيين بالنسبة للصناعات التعدينية».

حقل الصفاوي

وأوضح الخصاونة أن حقل الصفاوي هو حقل استكشافي أجرت الشركة عليه دراسات جيولوجية. وأكد أنه لا توجد حتى الآن معلومات كافية متوافرة عن المنطقة بعد، وبأنهم يحاولون عكس الظواهر الجيولوجية الموجودة في حقل الصفاوي ونأمل ان يكون هناك امتداد طبيعي لحقل الريشة المجاور له. وأوضح أنهم لم يباشروا العمل به بعد وأنهم يحاولون الوصول الى شراكة مع شريك استراتيجي ويعملون على تطوير القدرات للتمكن من توسيع العمليات الاستكشافية والإنتاجية.

وتقع منطقة شرق الصفاوي ومساحتها 9643 كم مربع في الشمال الشرقي للمملكة ويحدها من الشرق حقل الريشة الغازي ويتوفر عن المنطقة مسوحات زلزالية ثنائية الأبعاد فقط.

وتعمل شركة البترول الوطنية في هذه المنطقة بموجب قانون اتفاقية المشاركة في الانتاج للاستكشاف عن البترول والغاز بين وزارة الطاقة (سلطة المصادر الطبيعية سابقا) والشركة.

ولفت الخصاونة إلى أن الدراسات الأولية لمنطقتي السرحان (شمال المملكة) والجفر(جنوب المملكة) تشير إلى تواجد كميات غير قليلة من النفط، وأكد أن العمل جار الآن لإجراء مزيد من الدراسات لتحديد كميات النفط المتوافرة.

ولاحظ الخصاونة جودة نوعية النفط المستخرج من حقل حمزة، وقال إنه «لا يوجد به شوائب ثاني أكسيد الكبريت المضر والسام الذي يرفع الكلف التشغيلية»، وأكد أن نوعيته مقبولة.

وعن إمكانات التوسع في أعمال الشركة وقدراتها للانطلاق خارج المملكة، قال الخصاونة إنه يمكن لها أن تنطلق خارجيا. وأشار إلى أنه سابقا «حاولت الشركة قبل أن أستلم إدارتها، الخروج من الأردن، ودرست احتمالات في العراق والسودان».

لكنه بين أن «منطقتنا الجغرافية يصعب الانتقال بها؛ وإذا أردت الخروج إلى مناطق جديدة ستكون بحاجة إلى موارد مالية ضخمة جدا».. وشركة البترول الوطنية هي شركة مساهمة عامة مملوكة بنسبة 99,92% للحكومة الأردنية. وهي بدأت عملها في حقل الريشة الغازي بعد نقل امتياز عمليات الاستكشاف والتنقيب من سلطة المصادر الطبيعية إليها عام 1995.

تابعوا الوقائع على