على وقع اشتباكات ميدانية في دونباس.. مباحثات أميركية روسية وقمة ثلاثية بين رؤساء أوكرانيا وبولندا وليتوانيا
الوقائع الاخبارية : كشف الكرملين اليوم الاثنين أن يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية بحث هاتفيا مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الضمانات الأمنية الروسية، في حين التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم نظيريه، البولندي والليتواني على وقع الأزمة المتصاعدة مع روسيا.
وأضاف الكرملين أن أوشاكوف وسوليفان تبادلا الآراء بشأن المقترحات الأمنية الروسية بشكل مهني وواقعي، وأنهما اتفقا على استمرار التواصل.
وكانت روسيا قد طالبت اليوم الاثنين برد أميركي عاجل على مطالبها الأمنية، وحذرت مجددا من رد عسكري ما لم يكن هناك تحرك سياسي لمعالجة مخاوفها.
وفي رد على سؤال بشأن اقتراح بيلاروسي لاستضافة أسلحة نووية روسية، أوضح الكرملين أن نشر القوات والأسلحة بالقرب من الحدود الروسية يتطلب اتخاذ خطوات لموازنة الوضع.
وبشأن العلاقة مع حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO)، قال رئيس الوفد الروسي في مفاوضات فيينا بشأن الأمن العسكري والحد من التسلح، قسطنطين غافريلوف، إن حلف الناتو يدرك أن الحوار مع روسيا أمر ضروري.
وأضاف -في تصريحات لقناة روسية- أن تصريحات الأمين العام للناتو وآخرين بشأن بلاده مبالغ فيها، مؤكدا أنه لا يمكن ممارسة أي ضغط على موسكو، وأنه يجب اتخاذ إجراءات سياسية، وإلا فإن البديل هو رد عسكري روسي.
والأسبوع الماضي كشفت موسكو -التي أثارت قلق الغرب بحشد قواتها بالقرب من أوكرانيا- عن قائمة من الطلبات الأمنية التي تريد التفاوض بشأنها، ومنها تعهد الناتو بالتخلي عن أي نشاط عسكري في شرق أوروبا وأوكرانيا.
وقالت واشنطن إن بعض المقترحات الروسية غير مقبولة، ولكنها سترد في وقت ما هذا الأسبوع بمقترحات أكثر تحديدا حول شكل أي محادثات.
وقال دبلوماسي روسي في فيينا إن طبيعة العلاقات بين موسكو وحلف الناتو وصلت إلى "لحظة حاسمة".
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عنه قوله "يجب أن يكون النقاش جادا وأن يفهم الجميع في حلف شمال الأطلسي أنه على الرغم من قوتهم ونفوذهم، فإنه يجب اتخاذ إجراء سياسي ملموس، وإلا فسيكون البديل ردا عسكريا من جانب روسيا".
وقال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي إن موسكو لم تتسلم حتى الآن أي رد من الولايات المتحدة.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عنه قوله "أعتقد أنهم سيحاولون تحويل ذلك إلى عملية بطيئة، لكننا نحتاج إلى أن تكون عاجلة، لأن الوضع صعب جدا وخطير وقد يصبح أكثر تعقيدا".
وفي السياق ذاته، ذكرت وكالة "إنترفاكس" أن موسكو استدعت سفير ألمانيا وطردت دبلوماسيين ألمانيين، ردا على طرد برلين دبلوماسييها.
قمة ثلاثية
وفي السياق نفسه، التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم نظيريه، البولندي أندريه دودا، والليتواني غيتاناس ناوسيدا، في قمة في بلدة "غوتا" الأوكرانية، خصصت لبحث التوتر الحالي مع روسيا.
وناقش الرؤساء الثلاثة الأزمة على حدود أوكرانيا الشرقية، والحشود العسكرية الروسية، كما بحثوا تنسيق المواقف بينهم إزاء هذه التطورات.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أهمية تعزيز الجهود وتنسيق الخطوات لدعم اندماج أوكرانيا الأوروبي للعام القادم، وحماية أوروبا مما وصفها بسياسة روسيا العدوانية.
وأضاف "مهمتنا المشتركة هي احتواء التهديد من روسيا، وحماية أوروبا من سياسة روسيا العدوانية. اليوم، أوكرانيا وبولندا وليتوانيا في طليعة هذا الردع".
وأكد زيلينسكي أن أوكرانيا تعمل مع أصدقائها وشركائها بنشاط، لتوحيد المجتمع الدولي والحلفاء حول أفكار الأمن والسلام والاستقرار في أوروبا وحول العالم.
أما على الصعيد الميداني، فقد تبادل الجيش الأوكراني والانفصاليون الموالون لموسكو إطلاق النار؛ مما أسفر عن سقوط قتلى من الجانبين.
وبينما أعلنت كييف أنها أعدت خطة مفصلة لمواجهة أي غزو روسي، تسود حالة من الترقب والحذر مدينة ماريوبل، إحدى أكبر مدن البلاد.
وأفادت تقارير استخباراتية أوكرانية وأجنبية بأن المدينة قد تكون محور هجوم من جانب القوات الروسية، في حال اتخذت موسكو قرارا بهذا الشأن.
وقال السكرتير العام لمجلس ماريوبل إنه طلب من وزارة الدفاع إقامة وحدات عسكرية دائمة حول المدينة، لتوفير ما سماه "الشعور بالحماية".
خطة أوكرانية
وتأتي هذه التطورات بعد يوم واحد من إعلان سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أليكسي دانيلوف أن بلاده أعدت خطة عمل مفصلة تشارك فيها جميع الوكالات وقطاعات الجيش، لأول مرة في تاريخ البلاد، تحسبا لأي غزو من قبل روسيا، على حد تعبيره.
غير أن المسؤول الأوكراني أشار إلى أن هناك ممثلين للولايات المتحدة وبولندا وليتوانيا والمملكة المتحدة ودول أخرى يقومون بتدريب الجيش الأوكراني حاليا.
وقال دانيلوف إن هؤلاء العسكريين يقيمون بشكل دائم على الأراضي الأوكرانية، وإن بلاده ممتنة لهم.
وكانت أوكرانيا اتهمت روسيا بأنها حشدت ما يصل إلى 100 ألف جندي قرب حدودها تمهيدا لمهاجمتها بحلول نهاية يناير/كانون الثاني المقبل، كما تواترت تصريحات غربية عن حشود عسكرية روسية غير عادية على الحدود مع أوكرانيا.
بيد أن روسيا نفت أنها تخطط لغزو أوكرانيا، ووصفت التقارير عن غزو محتمل لأوكرانيا بأنها دعاية كاذبة، متهمة كييف بالتخطيط للتصعيد عسكريا في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، وتشهد هذه المنطقة منذ عام 2014 صراعا عسكريا بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا.