الأكثر تضررا من أوميكرون.. هذه أسباب البريطانيين لرفض الإغلاق الشامل

الأكثر تضررا من أوميكرون.. هذه أسباب البريطانيين لرفض الإغلاق الشامل
الوقائع الاخبارية : تحافظ بريطانيا على حالتها الاستثنائية في التعامل مع وباء كورونا، فدائما ما تكون من بين أكثر دول العالم تضررا من ظهور أي متحور جديد من فيروس كوفيد-19، وهو ما يحدث حاليا مع المتحور الجديد "أوميكرون" (Omicron)، حيث سجلت البلاد أرقاما قياسية في أعداد الإصابات لم يسبق تسجيلها منذ بداية الجائحة.

وعلى امتداد 3 أيام، سجلت بريطانيا إصابات يومية تتجاوز 90 ألف حالة، في حين بلغ عدد الإصابات بمتحور "أوميكرون" حوالي 37 ألف حالة جديدة، مع توقعات بأن يصبح هذا المتحور هو السائد في البلاد مع بداية العام الجديد.

سيناريو مخيف
في هذه الأجواء، سرّبت وسائل إعلام بريطانية وثيقة أسندتها للجنة العلمية للطوارئ، تظهر أنه من دون إقرار إجراءات جديدة بالإغلاق، فإن عدد الحالات التي ستحتاج الدخول للمستشفيات بشكل يومي سيصل إلى 3 آلاف حالة، وهو رقم قياسي قد يؤدي إلى انهيار النظام الصحي البريطاني في أسابيع القليلة.

وأوصت اللجنة العلمية بفرض تقييد جديد على التجمعات، وتشديد إجراءات التباعد الاجتماعي، والتقليص من عدد الأسر المسموح لها أن تجتمع خلال أعياد الميلاد.

وينظر رئيس الوزراء بوريس جونسون إلى أزمة ارتفاع الإصابات بكورونا، من 3 زوايا: الأولى صحية، حيث يخشى من انهيار المنظومة الصحية في أسابيع قليلة في حال استمرت الأرقام على ما هي عليه، مع توقع ارتفاع الإصابات لأكثر من 100 ألف في اليوم.

أما الزاوية الثانية فهي سياسية، وذلك لأنه يواجه ضغوطا كبيرة لعدم إقرار أي إغلاق جديد في البلاد، وهو الأمر الذي كلفه تمرد 100 من نواب حزبه ضده في البرلمان، واستقالة وزيره المكلف بملف البريكست لورد فروست، مع تهديد وزير آخر بالاستقالة في حال إقرار إغلاق جديد.

أما الزاوية الثالثة فهي اقتصادية، وذلك لأن البلاد تعوّل على احتفالات أعياد الميلاد من أجل التعافي قليلا من أضرار الجائحة، وأي إغلاق في هذا الوقت سيشكل ضربة قاضية لقطاع المطاعم والسياحة.

وجد جونسون نفسه بين 3 خيارات للتعامل مع المتحور الجديد: الأول بقاء الوضع على ما هو عليه حاليا إلى حين مرور أعياد الميلاد، والثاني العودة للإغلاق الشامل، والثالث هو تقليص عدد الأشخاص المسموح لهم بالاختلاط، وإغلاق المطاعم والحانات عند الساعة الثامنة ليلا والعودة لقواعد التباعد الاجتماعي.

وبحسب صحيفة "تلغراف" (Telegraph) البريطانية، فإن جونسون اختار الخيار الأخير، وهو العودة لإجراءات التباعد، لكن دون فرض إغلاق على البلاد.

يتعامل البريطانيون مع أعياد الميلاد بالكثير من الحساسية، ولهذا هناك حالة رفض متزايدة سياسيا وشعبيا لأي إغلاق قبل الاحتفالات.

وتزيد فضيحة حفلة أعياد الميلاد التي تم الكشف عنها في ظل الإغلاق الشامل، وكان مسرحها مقر رئاسة الوزراء في العام الماضي، من حالة الرفض الشعبية لأي إغلاق جديد.

كما أن حملة التلقيح قامت على شعار العودة للحياة الطبيعية، وأي تراجع عن هذا الشعار سيشكك في نجاعة اللقاحات. وقد أظهرت بعض الدراسات أن 13% من الذين حصلوا على جرعتين، يترددون الآن في الحصول على الجرعة الثالثة.

شبح الانهيار
وأعلنت هيئة الصحة البريطانية أن عدد الغيابات في صفوفها بسبب المرض تضاعف خلال الأسبوع الماضي، وارتفع من 1900 موظف إلى 4700 يتغيبون عن العمل بسبب المرض أو لعزل أنفسهم بسبب مخالطة مصابين بفيروس كورونا.

وبحسب الجمعية البريطانية للطب، فإن هذا العدد قد يرتفع إلى 130 ألف شخص بحلول أعياد الميلاد، وهو ما يعني غياب 10% من الأطر الطبية عن المستشفيات خلال هذه الفترة الحرجة.

ويحاول الأطباء والعلماء الضغط على الحكومة لإقرار إجراءات إغلاق جديدة قبل الأعياد، أو إقرار خطة "كسر السلسلة" التي تقوم على إغلاق البلاد لمدة أسبوعين مباشرة بعد أعياد الميلاد.

خسائر اقتصادية
ويسابق وزير الخزانة ريشي سوناك الزمن من أجل تهدئة مخاوف أصحاب المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية، حيث حذرت الجمعية البريطانية لخدمات الترفيه من أن أكثر من 10 آلاف مطعم وحانة مهددة بالإغلاق التام في حال أعلن جونسون عن إغلاق جديد للبلاد.

وتعهد وزير الخزانة بإعفاء المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية من ضريبة القيمة المضافة، وأيضا بمنح مالية تساعدهم على دفع رواتب الموظفين الذين قد يتغيبون بسبب الإصابة بفيروس كورونا.

لندن ولعبة الأرقام
وأظهرت إحصاءات طبية أن ثلث سكان العاصمة لندن لم يحصلوا على تلقيح كامل، علما بأنها المدينة الكبرى والأهم في البلاد، ولعل هذا ما يفسر الانتشار السريع للفيروس بين سكانها وإعلان عمدتها حالة الطوارئ.

في المقابل، أعلن وزير الصحة ساجيد جافيد أن 26 مليون شخص حصلوا على الجرعة الثالثة، وأن بلاده نجحت في منح مليون حقنة من اللقاح المعزز في يوم واحد.

ويحاجج رافضو الإغلاق بالأرقام، وبقولهم إن البلاد تسير نحو تلقيح الجميع بالجرعة المعززة، وإن الإغلاق لن يوقف انتشار الفيروس، مقابل وجهة نظر طبية تقول إن الإغلاق سيمنح فرصة زمنية للوصول إلى المناعة الجماعية.

تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير