تزامنا مع إجرائها تجربة صاروخية ومحادثات مع واشنطن.. بوتين: روسيا سترد بقسوة على أي خطوات عدائية
الوقائع الاخبارية : قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده تريد ضمانات أمنية قانونية طويلة الأمد من قبل الغرب وليس وعودا شفهية، وذلك تزامنا مع إجراء تجربة صاروخية وصفت بالناجحة، ومع بدء محادثات مع واشنطن بشأن أوكرانيا.
وأضاف بوتين أن روسيا قلقة من مناورات الناتو قرب حدودها ونشر الدرع الصاروخية الأميركية في شرق أوروبا، وأنها لا تطالب بشروط خاصة لها، محذرا من أن بلاده سترد بقسوة على أي خطوات عدائية بحقها.
من جهته، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن "أميركا تزيد وجودها العسكري بالقرب من حدودنا"، واعتبر أن نشاط القوات المسلحة الأوكرانية قرب حدود بلاده يمثل تهديدا للأمن الروسي.
وأوضح شويغو أن أكثر من 120 عنصرا من شركات عسكرية أميركية خاصة يعملون في دونباس الأوكرانية، مؤكدا أن أميركا والناتو يستخدمان الطيران الإستراتيجي بشكل أوسع في مناوراتهما قرب الحدود الروسية.
تجربة صاروخية
في الأثناء كشف المكتب الإعلامي لأسطول المحيط الهادي الروسي عن إجراء تجربة صاروخية وصفها بالناجحة، وتحدث عن إطلاق صاروخ باليستي من طراز "كاليبر" من غواصة في بحر اليابان ليصيب هدفا على الأرض على مسافة ألف كيلومتر.
وجاء في بيان الأسطول أن أحدث الغواصات العاملة بالديزل والكهرباء أطلقت من وضعية تحت الماء في بحر اليابان الصاروخ الذي أصاب هدفا أرضيا في إقليم خاباروفسك، بالشرق الأقصى الروسي على بعد ألف كيلومتر.
وكانت قطعات بحرية تابعة لأسطول المحيط الهادي الروسي نفذت أمس عمليات إطلاق من مختلف أنواع الأسلحة في محاكاة لأهداف بحرية فوق وتحت الماء.
وجاءت التجربة الصاروخية قبيل مشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باجتماع لقيادة القوات المسلحة يستمع خلاله لعرض عن الأوضاع العسكرية، وإستراتيجية الجيش الروسي للعام المقبل.
مباحثات
وفي سياق التوتر بين موسكو وكييف، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن رئيس الوفد الروسي في مفاوضات فيينا، قوله إن اتصالات بدأت بين روسيا والولايات المتحدة حول قضية الضمانات الأمنية التي طلبتها موسكو، وإن التوصل إلى تفاهم بهذا الشأن أمر ممكن.
وشدد رئيس الوفد الروسي في مفاوضات فيينا بشأن الأمن العسكري كونستانتين غافريلوف، على أنه ليس من الممكن ممارسة ضغط على موسكو، وأنه يجب اتخاذ إجراءات سياسية، إذ لا بديل عن ذلك سوى رد عسكري روسي.
وقال غافريلوف إن روسيا لم تقرر حتى الآن الخطوات التي ستتخذها إذا رفض حلف شمال الأطلسي (الناتو) بقيادة واشنطن بحث الأمر.
وكان الكرملين قال إن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ويوري أشاكوف مساعد الرئيس الروسي، بحثا هاتفيا الضمانات الأمنية الروسية، وأضاف أن الجانبين تبادلا الآراء بشكل مهني وبراغماتي، واتفقا على استمرار التواصل.
والأسبوع الماضي كشفت موسكو -التي أثارت قلق الغرب بحشد قواتها قرب أوكرانيا- عن قائمة من الطلبات الأمنية التي تريد التفاوض بشأنها، ومنها تعهد الناتو بالتخلي عن أي نشاط عسكري في شرق أوروبا وأوكرانيا.
وقالت واشنطن إن بعض المقترحات الروسية غير مقبولة، ولكنها سترد في وقت ما هذا الأسبوع بمقترحات أكثر تحديدا حول شكل أي محادثات.
وفي رد على سؤال بشأن اقتراح بيلاروسي استضافة أسلحة نووية روسية، أوضح الكرملين أن نشر القوات والأسلحة بالقرب من الحدود الروسية يتطلب اتخاذ خطوات لموازنة الوضع.
في المقابل أعلن البيت الأبيض أن سوليفان تحدث مع المستشار الرئاسي الروسي للشؤون الخارجية، وأكد استعداد واشنطن للدبلوماسية عبر عدة قنوات، وأن يكون الحوار مبنياً على المعاملة بالمثل وبالتنسيق الكامل مع الشركاء والحلفاء الأوروبيين.
قمة ثلاثية
في هذا السياق، دعا رؤساء كل من أوكرانيا وبولندا وليتوانيا المجتمع الدولي إلى تصعيد العقوبات على روسيا، ردا على ما يصفونه بعدوانها المستمر ضد أوكرانيا.
وأعرب الرؤساء في بيان صادر عن القمة الثلاثية التي عقدوها أمس الاثنين في غرب أوكرانيا، عن قلقهم إزاء استمرار تدهور الأمن في المنطقة وتطور التهديدات.
وأفاد البيان بأن هذه الدول اتفقت على الحاجة إلى بذل جهود مشتركة لتعزيز صمودها، ومواجهة التهديدات بطريقة أكثر كفاءة وتنسيقًا.
واتهم الرؤساء الثلاثة بيلاروسيا بخلق أزمة اللاجئين على الحدود البولندية، واعتبروا تلك الأزمة تهديدا مباشرا لأمن أوروبا كلها.
من جهته، أكد رئيس ليتوانيا جيتاناس نوسيدا خلال هذه القمة دعم بلاده لأوكرانيا، واتهم موسكو بمحاولة الضغط على كييف، وبأنها تشكل تهديدًا لعلاقات كييف الوثيقة مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
بدوره، قال الرئيس البولندي أندريه دودا إنه يَجري حاليا التعاون لإعداد الجيش الأوكراني لعضوية الناتو، وفقا لمعايير الحلف.
على الصعيد الميداني، تبادل الجيش الأوكراني والانفصاليون الموالون لموسكو إطلاق النار، مما أسفر عن سقوط قتلى من الجانبين.
وبينما أعلنت كييف أنها أعدت خطة مفصلة لمواجهة أي غزو روسي، تسود حالة من الترقب والحذر مدينة ماريوبول، إحدى أكبر مدن أوكرانيا.