وسط توتر بطرابلس.. العملية الانتخابية في ليبيا تعود لنقطة البداية ومرشحون للرئاسة يلتقون ببنغازي
الوقائع الاخبارية : أصدر رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا عماد السايح قرارا بحلّ اللجان الانتخابية وإنهاء أعمالها، والرجوع إلى وضع ما قبل العملية الانتخابية، في خطوة تشير إلى استحالة تنظيم الاقتراع الرئاسي في الموعد المحدد، في حين أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من التوترات الأمنية في العاصمة طرابلس.
ونصّ قرار السايح على عدم تجديد كافة العقود الموسمية في جميع المكاتب والفروع، مع تسوية كافة المستحقات والالتزامات المالية التي ترتبت على العملية الانتخابية بحلول نهاية العام الجاري.
ويأتي قرار رئيس المفوضية بعد تعثر عقد الانتخابات الرئاسية في ليبيا، التي كانت مقررة في 24 من الشهر الجاري.
وكانت هناك توقعات بأن يعلن مجلس النواب الليبي أو مفوضية الانتخابات رسميا عن استحالة إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، ومن ثم تأجيلها بضعة أسابيع أو أشهر من أجل تهيئة الأجواء الملائمة لها.
ويأتي تعذر إجراء الانتخابات وسط خلافات حول إطارها القانوني والدستوري، وأيضا في ظل حالة من عدم الاستقرار السياسي مع انتهاء ولاية حكومة الوحدة الوطنية، وتواتر الاضطرابات الأمنية في بعض المناطق.
لقاء في بنغازي
وقد التقت مجموعة من المترشحين للانتخابات الرئاسية اليوم الثلاثاء بمدينة بنغازي (شرق)، ومن أبرزهم اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ووزير الداخلية السابق فتحي باشاغا، وعضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني السابق أحمد معيتيق.
وقالت مصادر للجزيرة إن اللقاء عقد بهدف بحث مصير العملية الانتخابية والتنسيق فيما بينهم حول سير العملية السياسية.
وفي القاهرة، بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الثلاثاء التطورات السياسية في ليبيا مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي.
وقال بيان للرئاسة المصرية إن السيسي أكد دعم مصر لكل ما يحقق المصلحة العليا لليبيا ويحافظ على وحدة وسيادة أراضيها.
وأضاف البيان أنه تم التوافق على تكثيف التشاور والتنسيق بين الجانبين خلال الفترة المقبلة لمتابعة مستجدات العملية السياسية والإجراءات الخاصة بإدارة المرحلة الانتقالية.
وأمس الاثنين، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند إنه لا عوائق فنية أمام إجراء الانتخابات الليبية في موعدها، ولكن العقبات سياسية وقانونية.
وأضاف نورلاند -خلال مؤتمر صحفي بطرابلس على هامش زيارة أجراها للمدينة ليوم واحد- أن من الواضح أن الجانب الفني لتنظيم الانتخابات بموعدها يعتبر موجودا وجاهزا، ولكن هناك عقبات أخرى منها قانونية وأخرى سياسية، دون توضيح أكثر.
مسار التعثر
وبدأت مظاهر التعثر في ملف الانتخابات الليبية بالبروز بعد إقرار مجلس النواب في طبرق قانون الانتخابات في 4 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهو القانون الذي رفضه المجلس الأعلى للدولة معتبرا إياه خرقا لاتفاق الصخيرات من باب عدم توافقه المسبق مع المجلس.
وفي 24 نوفمبر/تشرين الثاني، استبعدت مفوضية الانتخابات 25 مرشحا للانتخابات الرئاسية من بينهم سيف الإسلام القذافي المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية.
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول، شكّل مجلس النواب لجنة مؤقتة لمتابعة العملية الانتخابية على خلفية ما قال إنها عيوب قانونية شابت العملية.
وفي 11 ديسمبر/كانون الأول، أعلنت مفوضية الانتخابات تأجيل نشر القوائم النهائية للمترشحين للانتخابات الرئاسية، بهدف تبني إجراءات قضائية وأخرى قانونية قبل إعلان القائمة النهائية.
وبعد يومين، أعلنت المفوضية أيضا تأجيل الإعلان عن القوائم الأولية لمترشحي انتخابات مجلس النواب لفترة وجيزة، بعدما فاق عددهم ما هو متوقع.
وفي اليوم نفسه، طالب أعضاء في مجلس النواب المفوضية بتوضيح ما وصفوه بأسباب عدم التزامها بالقوانين الانتخابية وعوائق تنفيذ الجدول الزمني المحدد، قبل أن تصدر المفوضية اليوم قرارا بحل اللجان الانتخابية والرجوع إلى وضع ما قبل العملية الانتخابية، وهو إجراء اعتبر في ليبيا بمثابة إعلان رسمي لتأجيل الانتخابات.
قلق أممي
في هذه الأثناء، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها إزاء التطورات الأمنية الجارية في طرابلس، مؤكدة أن تحركات القوات التابعة لمجموعات مختلفة تخلق حالة من التوتر، وتعزز خطر الصدامات التي قد تتحول إلى صراع.
ودعت البعثة -في بيان- جميع الجهات الليبية الفاعلة إلى ممارسة ضبط النفس والعمل لتهيئة مناخ أمني وسياسي يمكن من إجراء انتخابات سلمية وعملية انتقال ناجحة.
وشددت على أنه يتعين حل أي خلافات بشأن المسائل السياسية أو العسكرية عبر الحوار، خاصة في هذه المرحلة التي تمر فيها البلاد بعملية انتخابية يرجى أن تؤدي إلى انتقال سلمي.
وقالت البعثة الأممية إن التطورات الراهنة في طرابلس لا تتماشى مع الجهود الجارية للحفاظ على الاستقرار وتهيئة الظروف الأمنية والسياسية المواتية لإجراء انتخابات سلمية وشاملة وحرة ونزيهة وذات مصداقية.
يأتي ذلك بينما قالت وسائل إعلام ليبية إن تعزيزات عسكرية وصلت للعاصمة طرابلس قادمة من مدينة الزنتان (جنوب غرب طرابلس) إثر توترات أمنية في العاصمة وانتشار لفصائل مسلحة داخلها وإغلاق للطرقات جنوبي المدينة.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها صفحات إعلامية على فيسبوك توافد الآليات العسكرية حاملة مقاتلين وأسلحة خفيفة ومتوسطة.