البطانة حول المسؤول

البطانة حول المسؤول
العميد المتقاعد سامي الهميسات
نسمع وندعو الله عز وجل ان يرزق المسؤول البطانة الصالحة ، التي تعينه وتنصحه وتدله على الخير والحق لخدمة الوطن والمواطن وخدمة الدين ، وأن تقدم له العون والمشورة وأن تخاف الله وتقول كلمة حق حتى يستطيع أن يتخذ القرار الصحيح، ولكن ما يحدث ونسمع عكس ما نتمنى وندعو،فعندما تكون الأمور ليست بخير وتجد من هم حول المسؤول يرددون ما دام انت بخير احنا بخير، صحيح انتم بخير لأنكم مستفيدين من عطايا المسؤول وتتمنون أيضا الخير له حتى يبقى الخير يعم عليكم ( والآخرين من الشعب الله لا يردهم ) ، وهذه هي البطانة التي تنافق وتعمل على طمس الحقائق وتزييف الواقع وتقلب الباطل حقا والحق باطلا ، حتى ترضي المسؤول ولا تعكر مزاجه فهو يفرح عندما يسمع بأن الأمور بخير والوضع ممتاز وأن كل شيء على ما يرام والناس تعيش في احسن حال ، وهي تقدم للمسؤول صوره ضبابيه لا يمكن رؤية الخلل ليتم تصويبه ، وبهذا هم يغشون المسؤول ولا يريدون الخير له وتزداد معاناة الناس ويلحقون الأذى والضرر بالمجتمع نتيجة تقديم المصلحة الخاصة على مصالح الدولة، ويبدأ كل شيء بالتدهور نتيجة البطانة الفاسدة والتي لا تترك أثرها على المواطن فقط بل ستقضي على اجهزة ومؤسسات الدولة ، وهي أداء في هدم الدول وانظمتها السياسيه لأنها لا تعمل بالعدل والأمانة والصدق والأخلاق ، ولا تتحلى بالمسؤولية الوطنية فأحسن اختيار البطانة .

كثير من المسؤولين وللأسف الشديد لا يحبون الرأى المخالف لتعليماتهم واوامرهم وتوجهاتهم ، المسؤول يحب ان يسمع امرك وحاضر فقط طاعه عمياء وعكس ذلك يحقد وينتقم ممن يخالفهم الرأي ، وبهذا الأسلوب الانتقامي تجد الآخرين صامتين عن قول الحقيقة.

البطانة الفاسدة تعمل على عزل المسؤول عن الناس حتى لا يسمعوا إلا اصواتهم

قال تعالى « ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون »

وقال الحبيب محمد صلى الله علية وسلم « ان الله لم يبعث نبيا ولا خليفه إلا وله بطانتان : بطانه تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر وبطانه لا تألوه خبالا ومن يوق بطانة السوء فقد وقي »

وقال عمر بن الخطاب لمستشاريه ( ان رايتموني على حق فأعينوني وأن رايتموني على باطل فقوموني )

ندعو الله ان يرزق الوطن وقائد الوطن بالبطانة الصالحة ويجنب الوطن وقائد الوطن البطانة الفاسدة انه ولي الصابرين

تابعوا الوقائع على