بابا أقباط مصر: فكرة الدين الإبراهيمي سياسية ومرفوضة تماما
الوقائع الاخبارية : قال بابا أقباط مصر تواضروس الثاني إن فكرة ما يسمى "الدين الإبراهيمي" مرفوضة تماما وغير مقبولة، مضيفا في مقابلة تلفزيونية أن الداعين إلى هذه الفكرة يدفعون باتجاه العودة إلى دين نبي الله إبراهيم (عليه السلام) وترك ما اختلفت فيه الأديان السماوية الثلاثة (الإسلام والمسيحية واليهودية). وكان شيخ الأزهر أحمد الطيب عبر في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 عن رفضه الدعوة إلى المزج بين هذه الأديان الثلاثة في دين واحد.
وأضاف في مقابلة أول أمس الجمعة، أن هناك أفكارا سبقت "الدين الإبراهيمي" التي هي فكرة سياسية، مثل أن "الأديان كالألوان يمكن أن تغييرها كما نشاء وهذا شيء لا يتناسب مع فكرة الدين، وكلاهما مرفوض تماما وغير مقبول".
واعتبر البابا أن فكرة "الدين الإبراهيمي" نتاج تفكير سياسي مصدره الغرب الهدف منه كسر ثوابت الدين التي تحفظ كيان الإنسان وهويته، موضحا أن "الشرق معبد العالم والغرب مصنع العالم، وفكرة الدين الإبراهيمي مصدرها المصنع ولم تجد لها مكانا وسط المعبد".
ونبه تواضروس الثاني على أن فكرة الدين لها عمق وإحساس وارتباط لدى الشرقيين، في حين أن هذا الأمر اختفى في أماكن كثيرة في الغرب.
شيخ الأزهر
أوائل نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، رفض شيخ الأزهر دعوات مزج اليهودية والمسيحية والإسلام في رسالة واحدة أو دين واحد يسمى الإبراهيمية أو الدين الإبراهيمي.
وأضاف الدكتور الطيب أن هذه الدعوى، مثلها مثل العولمة، والأخلاق العالمية وغيرها، وإن "كانت تبدو في ظاهر أمرها كأنها تدعو للاجتماع الإنساني وتوحيده والقضاء على أسباب نزاعاته وصراعاته، إلا أنها، هي نفسها، دعوة إلى مصادرة حريات الاعتقاد والإيمان والاختيار".
وقال شيخ الأزهر في احتفالية "بيت العائلة المصرية" بمرور 10 سنوات على تأسيسه، بحضور البابا تواضروس ورؤساء الكنائس الأخرى في البلاد، إن اجتماع الناس على دين واحد أو رسالة سماوية واحدة أمر مستحيل، مشيرا إلى الفرق بين احترام عقيدة الآخر والاعتراف بها، وأن ذلك لا يعني إذابة الفوارق بين العقائد والملل والأديان.
وقبل هذا تصريح الطيب بفترة قصيرة، ذكرت صحيفة "الأهرام" المملوكة للدولة أن أول من أطلق مصطلح الدين الموحد بغرض سياسي بحت هو الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في سياق تعليق على إبرام اتفاق -برعاية إدارته- لتطبيع الإمارات العلاقات مع إسرائيل في سبتمبر/أيلول 2020.