والد الفقيد أبو نوير الذي جرفته السيول: "ابني شعر بدنو أجله"
الوقائع الاخبارية : قدره أن يرحل دون وداع محبيه، فغادرت أحلامه هباء منثورا، بعد أن غافله الموت في سيل الشامية بمنطقة اهويدة بمحافظة معان، على وقع صدمة عائلته وأصدقائه.
الشاب العشريني محمد سلامة أبو نوير، لقي حتفه بعدما جرفته مياه السيول في أثناء محاولتعه قطع الطريق، رغم ارتفاع منسوب مياه الأمطار فيه، حيث حاصرت المياه المركبة التي كان يستقلها.
وبعد يوم مضن من البحث المتواصل تم العثور على جثمان محمد، في واقعة ألقت بطلالها على جميع الأردنيين، وخيّم الحزن عليهم.
وفي تفاصيل الحادثة التي يرويها والده سلامة أبو نوير، والد الفقيد محمد، في صوت يغمسه الحزن والألم، قال "كان ابني يعمل معي في محل لبيع المواد التموينية وغادر المحل عند الساعة السادسة والنصف مساء يوم الأحد الماضي، وبعدها بوقت قصير فُقد الاتصال به".
وأضاف في حديثه أن ابنه يبلغ من العمر 21 عاما، وكان طيب القلب محبا للآخرين.
وأردف قائلا " لقد غادر محمد المحل مستقلا مركبتي الخاصة، ولم تثنه السيول عن متابعة طريقه، وما كان منه إلا أن قاد المركبة متوجها نحو السيل، ظنا منه أنه سيتمكن من العبور، إلا أن الموت كان ينتظره، حيث أغرقه".
محمد غادر مخلفا وراءه الذكريات الأليمة، ووالديه اللذين يبكيانه أمام صوره التي حاصرت ذاكرتهما والتي باتت تعصف لحظاتهما العصيبة، وأشقائه الذين سيطرت الصدمة عليهم، فلا حصر لها، أمام مداد حزن العائلة.
وعثر مواطن في حي الشامية بمحافظة معان على جثة أبو نوير الإثنين الماضي، وأسدل الستار عن غموض مكان تواجد الجثة، ليُصار لإعلام الجهات الأمنية التي بدورها أبلغت عائلته.
وأوضح أبو علي أن آخر ما أرسله محمد لأصدقائه قبل وفاته بدقائق، رسالة صوتية عبر تطبيق "واتساب"، "الطريق صعبة ممكن أوصل وممكن لا"، وكأنه كان يشعر بدنو أجله.
حادثة وفاة الشاب أبو نوير سيطرت على مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام القليلة الماضية، كما استذكر أصدقاؤه مناقب الشاب الحميدة، داعين له بالرحمة والمغفرة، وأن يُلهم عائلته الصبر والسلوان.