طوقان: المفاعل النووي الأردني يشار له بالبنان دولياً
الوقائع الإخبارية: اطلعت لجنة الطاقة والثروة المعدنية في مجلس الأعيان اليوم الإثنين برئاسة العين صالح ارشيدات على استراتيجية الطاقة النووية الاردنية ومشاريعها بحضور رئيس هيئة الطاقة الذرية الدكتور خالد طوقان وأمين عام الهيئة الدكتور أحمد الصباغ ومدير عام شركة تعدين اليورانيوم الأردنية الدكتور محمد الشناق.
وقال العين ارشيدات ان اللجنة حصلت على معلومات فيما يخص البنية التحتية للمفاعل البحثي الذي يخرج كفاءات أردنية تعمل في الدول العربية الشقيقة والتطورات التي حصلت على البرنامج النووي الأردني، وانجازات الهيئة في تدريب وتطوير الكفاءات الوطنية، مؤكداً أهمية الاستمرار في دعم الهيئة والبرنامج النووي لتحقيق الأهداف المرجوة، مشيراً الى الامكانيات الجديدة في تطوير المفاعلات الصغيرة التي تستخدم لتحلية المياه وانتاج الطاقة الكهربائية بقدرة 100 ميغا وات وبتكاليف مناسبة.
من جانبه عرض طوقان استراتيجية الطاقة النووية الاردنية ومشاريعها مؤكدا على ان المفاعل النووي الأردني للبحوث والتدريب يعتبر منارة علمية في مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية المتخصصة الحديثة ونافذة الأردن على الطاقة النووية في العالم المعاصر وأنه يدار من قبل كوكبة من علماء وخبراء ومهندسين أردنيين في كافة الاختصاصات المدربة تدريبا دقيقا ومتخصصا وبكل الكفاءة العالية، مشيرا إلى أنه حجر الأساس في تسخير الطاقة النووية للأغراض السلمية ضمن تطبيقات متعددة طبية وصناعية وبحثية.
وقال طوقان ان المفاعل البحثي هو صرح علمي شامخ يشار اليه بالبنان في المحافل العلمية والدولية باعتباره منصة متطورة لأغراض البحث العلمي والتدريب يسهم في تطوير ودفع عجلة التقدم في الأردن في كافة النواحي المعرفية والاقتصادية والتقنية.
ونظرا لامتلاك الهيئة للمفاعل النووي الاردني للبحوث والتدريب وتشعب الخدمات التي تقدمها مختبرات الهيئة بالإضافة الى مركز سيسامي الذي يحتوي على كافة التجهيزات المتطورة بالنسبة للتدريب فقد طلبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الهيئة استضافة البرنامج التدريبي التعليمي في مجال الوقاية من الاشعاع وسلامة المصادر المشعة باللغة العربية (لمدة ستة اشهر) ، حيث تتكفل الوكالة بتغطية كافة النفقات المتعلقة بالمشاركين من خارج المملكة اضافة الى النفقات المحلية المتعلقة بتنظيم هذا البرنامج.
وبخصوص توليد الكهرباء بواسطة المفاعلات النووية، أشار طوقان ان هناك 32 دولة حول العالم حاليا تقوم بتشغيل 442 مفاعلاً نووياً لتوليد الكهرباء إضافة الى 51 محطة نووية جديدة قيد الإنشاء. وان دول المنطقة المجاورة قد خطت خطوات ملموسة بإنشاء محطات الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء كالإمارات العربية المتحدة بالإضافة الى تركيا ومصر والتي تتجه لتشييد محطات الطاقة النووية.
وأشار الى ان تكنولوجيات محطات الطاقة النووية قد تطورت بشكل كبير خاصة مفاعلات الوحدات الصغيرة المدمجة (SMRs) والتي تدرسها هيئة الطاقة الذرية الأردنية حاليا لإنتاج الكهرباء وتحلية مياه البحر وذلك نظرا لتوافقيتها مع شبكة الكهرباء الوطنية كحمل أساسي بالإضافة الى خصائص الامان النووي التي تتميز بأنظمة ذاتية التفعيل حيث أن تصميمها يأخذ بالاعتبار أي سيناريو مماثل أو أكثر شدة من حادثة فوكوشيما النووية وغيرها من الحوادث السابقة. إضافة الى ان احتياجها لمياه تبريد بكميات أقل من المفاعلات التقليدية وبمتوسط 3.5 مليون متر مكعب سنويا لكل وحدة نووية وهذه الكمية تعتبر قليلة، بل يمكن استخلاصها من نفس كمية المياه المحلاة الضخمة من هذه المفاعلات.
وفي مجال استكشاف وتقدير مخزونات اليورانيوم الوطنية المتموضعة في منطقة وسط الاردن، استعرض مدير عام شركة تعدين اليورانيوم الاردنية الدكتور محمد الشناق ابرز نشاطات الشركة حيث عملت منذ تأسيسها على تكثيف الأعمال الجيولوجية في مناطق امتياز المشروع لتحديد كميات اليورانيوم فيها، إضافة الى زيادة درجة الموثوقية في الكميات المستكشفة من خلال رفع تصنيف تقدير كميات الخام، وذلك حسب المتطلبات العالمية المعمول بها لتحديد الكميات طبقاً لنظام JORC العالمي لتبويب تقديرات اليورانيوم الأردنية. وقد أفضى هذا الجهد الى إصدار تقرير المرحلة الثالثة من تقدير مخزونات اليورانيوم في منطقة وسط الأردن والتي تمثلت بما مقداره 42,000 طن من الكعكة الصفراء.
ومنذ مطلع العام الماضي باشرت الشركة بتشغيل المصنع الريادي لاستخلاص الكعكة الصفراء من خامات اليورانيوم. حيث نجحت الفرق الأردنية العاملة في المشروع في تشغيل المصنع التجريبي والحصول على الكعكة الصفراء، والذي يعتبر إنجازاً تكنولوجيا وطنياً بكل المقاييس، تم بعقول وسواعد أردنية، باستخدام بنية تحتية متطورة سيتم الإعتماد عليها في استخلاص خامات وثروات طبيعية أخرى كالعناصر الأرضية النادرة، وذلك بالتعاون والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، حيث تحققت حتى الآن نتائج مشجعة بهذا المجال لمواصلة العمل على إنتاج هذه العناصر ذات القيمة الإقتصادية الكبيرة.