بعد انتشار أوميكرون بالصين.. هل تتعطل سلاسل التوريد العالمية من جديد؟
الوقائع الاخبارية : اعتمدت بكين خلال العامين الماضيين إستراتيجية تُعرف باسم "زيرو-كوفيد"، وتعني استمرار عمل المصانع خلال الوباء، لكن انتشار متحور أوميكرون في البلاد منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي قد يجبر السلطات على فرض قيود صارمة للحد من انتشار الوباء، وهو ما سيؤثر على المصانع والموانئ، وقد يعطّل سلاسل التوريد العالمية.
وفي تقرير نشره موقع "بلومبيرغ" (Bloomberg) الأميركي، يتناول الكاتب إندا كوران تأثير متحور أوميكرون على سلاسل التوريد حول العالم، خاصة بعد انتشار الفيروس في الصين؛ أكبر سوق للتصنيع والتوريد في العالم.
وحسب الكاتب، فإن الصين لا تواجه مشاكل كبيرة جراء الفيروس مثلما يحدث في دول أخرى؛ مثل نقص السلع الغذائية في أستراليا واليابان، أو ارتفاع نسبة العاطلين عن العمل في الولايات المتحدة، لكنها مطالبة رغم ذلك بتشديد الإجراءات للحد من انتشار أوميكرون، خاصة أنها تستعد لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الشهر المقبل، وعدد من الأحداث السياسية خلال العام الجاري.
ويرى توماس أوكونور، خبير سلاسل التوريد بشركة "غارتنر" في سيدني أن اتخاذ الصين إجراءات أكثر صرامة للحد من انتشار الفيروس سيحدث تأثيرًا كبيرا على الاقتصاد العالمي.
وتسبب تفشي فيروس كورونا ومُتحوريه دلتا وأوميكرون خلال الأسابيع الماضية في إغلاق عدد من مصانع الملابس في الصين وتوقف شحنات الغاز في أحد أكبر موانئ البلاد.
وشهدت مدينة "شي" تباطؤا واضطرابا في تسليم شرائح الكمبيوتر بعد فرض إجراءات الإغلاق، في حين توجد قيود على مدن أخرى كمدينة شنجن؛ المركز التكنولوجي والصناعي جنوبي الصين، حيث فرضت سلطات المدينة قيودًا على دخول المركبات الأسبوع الماضي.
مخاوف المصنعين
يملك "سيدني يو" إحدى الشركات المصنّعة التي تضررت من إجراءات الإغلاق، وهي شركة مقرها في هونغ كونغ متخصصة في صنع منتجات تعليمية وترفيهية للأطفال.
ويعبّر يو عن قلقه من استمرار تأخير الشحنات بسبب تزامن التدابير الحالية مع اقتراب رأس السنة الصينية الجديدة، التي تُغلق خلالها المصانع أسابيع.
وتأتي مشاكل توريد المنتجات الصينية في ظل نقص سائقي الشاحنات والطيارين وموظفي المتاجر في مناطق أخرى من العالم، مما ينذر بتكرار أزمة الإمداد العالمية التي ميزت معظم فترات عام 2021 وأدت إلى ارتفاع الأسعار.
وتعثرت سلاسل التوريد في جنوب شرقي آسيا العام الماضي، بعدما فرضت دول مثل فيتنام وماليزيا عمليات إغلاق صارمة، وهو ما أدى إلى أزمة عالمية في أشباه الموصلات والملابس، ودفع بعض الشركات العاملة في تلك الدول إلى التوجه نحو الصين.
ويرى فريدريك نيومان، الرئيس المشارك للبحوث الاقتصادية الآسيوية في "إتش إس بي سي هولدينغز"، أن تفاقم موجة أوميكرون في الصين وبقية دول آسيا قد يؤدي إلى تعثر سلاسل التوريد حول العالم.
كما يحذر الخبراء في "بنك أوف أميركا" من أن آسيا قد تشهد انتشارا أكبر لمتحور أوميكرون، مما يعني أن الأسوأ لم يأت بعد.
ويختم الكاتب بأن نجاح الصين في احتواء الموجة الجديدة من الفيروس -كما فعلت مع الموجات السابقة- سيخفف الضغوط على سلاسل التوريد العالمية، لكن المصنعين -مثل سيدني يو- يرون أن الإجراءات الحالية لم تكن فعالة في حل الأزمة.