رغم نجاحها المدوي.. أغنية "برونو" من ديزني لن تصل إلى الأوسكار
الوقائع الاخبارية : على عكس المرجو من مضمون أغنية "نحن لا نتحدث عن برونو" (We Don’t Talk About Bruno) لديزني التي جاءت ضمن أغنيات فيلم الرسوم المتحركة "إنكانتو" (Encanto)، فإن غالبية من شاهدوا الفيلم -من الكبار والصغار- لم يستطيعوا التوقف عن الحديث عنها أو معاودة الاستماع إليها مرات ومرات.
الأمر الذي نتج عنه تصدّر الأغنية قائمة "بيلبورد هوت 100" (Billboard Hot 100)، وهو الإنجاز الضخم الذي لم تحققه ديزني منذ عام 1993 حينما أنتجت أغنية "عالم جديد تماما" (A Whole New World) بفيلم الرسوم المتحركة "علاء الدين" (Aladdin).
أغان نابضة بالحياة
تزامن هذا النجاح مع استمرار الموسيقى التصويرية لفيلم إنكانتو (Encanto) بالبقاء على رأس مخطط ألبومات "بيلبورد 200" (Billboard 200) -الذي يتتبع النجاح التجاري للألبومات- لمدة 3 أسابيع متتالية من أصل 4 أسابيع.
وهي المرة الأولى على الإطلاق، التي يتربّع فيها ألبوم غنائي لفيلم رسوم متحركة من إنتاج شركة ديزني إضافة إلى إحدى أغانيه على كل من "بيلبورد 200″ و"بيلبورد هوت 100" في الوقت نفسه.
حلم الأوسكار المستحيل
بالعودة إلى سجل أغنيات أفلام ديزني الشهيرة ونجاحاتها الساحقة، سنجد أن أغنية "نحن لا نتحدث عن برونو" تفوقت على العديد من أغنيات ديزني التي استطاعت اقتناص جائزة الأوسكار لأفضل أغنية أصلية. مثل أغنية "أطلقي سِرّك" (Let It Go) التي كانت ضمن الموسيقى التصويرية لفيلم "فروزن" (Frozen) والتي شدت بها إيدينا مِنزل، إذ احتلت الأغنية المرتبة الخامسة بقائمة "بيلبورد هوت 100" عام 2014.
وهناك أيضا أغنية إلتون جون "هل تستطيع أن تشعر بالحب الليلة؟" (Can You Feel the Love Tonight) من فيلم "الأسد الملك" (The lion king) التي حققت المرتبة الرابعة عام 1994. بالإضافة إلى أغنية "ألوان الريح" (Colors of the Wind) بصوت فانيسا ويليامز من فيلم "بوكاهانتس" (Pocahontas) التي جاءت بالمركز الرابع أيضا عام 1995.
ورغم ذلك، من المؤسف ألا تصل أغنية "نحن لا نتحدث عن برونو" إلى الأوسكار أبدا ولا حتى كواحدة ضمن الأغاني المتنافسة على الترشُّح للجائزة؛ فوفقا لما ذكره مؤلف الأغنية لين مانويل ميراندا، موعد تقديم الأغنيات المُرشّحة من قبل الاستوديوهات كان في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أي قبل خروج الفيلم إلى النور وطرحه في دور العرض.
وقد اختارت ديزني المنافسة بأغنية "دوس أوروغيتس" (Dos Oruguitas) الناطقة بالإسبانية، التي يمكن وصفها بـ"الجيدة"، خاصة أنها ذات طابع عاطفي يصبغه الشجن، إلا أنها لسوء الحظ لم تكن الأغنية التي علَقت بأذهان الجمهور، وهو ما يبدو أن المسؤولين لم يتوقعوه.
ولمّا كانت قوانين الأوسكار تنص على عدم ترشيح أكثر من أغنيتين من العمل نفسه أو من تأليف المؤلف نفسه، فضّل الاستوديو ترشيح أغنية واحدة فقط لمانويل؛ تجنبًا لانقسام الأصوات بينهما، وبالتالي خروج كل واحدة منهما من المنافسة خالية الوفاض.
نجاح غير متوقع لكنه مستحق
بدأ عرض فيلم إنكانتو يوم 26 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، خلال موسم عطلات "عيد الشكر" الأميركي، وهو ما تزامن مع ظهور متحور أوميكرون ومعاودة البعض لملازمة منازلهم من جهة والإغلاق في بعض البلدان من جهة أخرى. الأمر الذي أثّر بدوره على شباك التذاكر وتسبب في القلق للموزعين والمنتجين، وإن كان ذلك لم يمنع العمل من الانتشار ونيل استحسان الجمهور والنقاد.
ومع إصداره رقميا على منصة "ديزني بلس" يوم 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي بمناسبة أعياد الكريسماس، تضاعفت شعبيته وزاد الإقبال عليه، ولم ينغص هذا النجاح سوى إصدار فيلم "هواة الغناء 2" (Sing2) الذي نافسه بشراسة على الإيرادات.
لكن رغم مرور ما يقرب من 3 أشهر على عرض إنكانتو، فإنه ما زال صامدا ومنافسا جيدا أمام الأعمال الأخرى، ليصبح إجمالي إيراداته -حتى الآن- 234 مليون دولار. أما على المستوى الفني، فمنحه جمهور موقع "آى إم دي بي" (IMDb) تقييما بلغ 7.3 نقاط، في حين ترشح العمل لجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة بالبافتا البريطانية لعام 2022.
حبكة درامية مليئة بالسحر
إنكانتو فيلم رسوم متحركة يجمع بين الموسيقى والكوميديا، وهو من إخراج بيرون هوارد وجاريد بوش، وسيناريو كل من لين مانويل ميراندا وجاريد بوش وتشاريس كاسترو سميث. أما الأداء الصوتي، فأسند إلى ديان جيريرو، ستيفاني بياتريز، جون ليجويزامو، ويلمر فالديراما، إنجى سيبيدا، وجيسيكا دارو.
تدور أحداث الفيلم حول عائلة كولومبية تتعرّض لمأساة مروّعة، تنتهي بحصولهم على شمعة سحرية تمنح كل طفل بالأسرة قوى سحرية، يستمر الأمر على مدى 3 أجيال. وعلى عكس باقي أفراد الأسرة، تتفاجأ بطلة العمل الرئيسية بعدم تمتعها بأي قوى خارقة.
وهو ما يدفعها إلى الانعزال وفقدان الثقة بنفسها، خاصة في ظل تعامل الآخرين معها باعتبارها منقوصة أو سببا لخيبة أمل الأسرة، وأمام إصرار البطلة، تقرر تحدي الجميع والبحث عن قواها الخاصة، وهو ما يقودها إلى مغامرة قد تدفع ثمنها العائلة بأكملها.