المقاومة والحرب والمعاناة.. قصص حب أدبية خلّدتها السينما

المقاومة والحرب والمعاناة.. قصص حب أدبية خلّدتها السينما
الوقائع الاخبارية : الأدب والسينما وجهان لعملة واحدة في التعبير عن المشاعر الإنسانية، وهو ما يدفع بصناع الأعمال الفنية دائما، لتحويل الأعمال الروائية لصورة مرئية على الشاشة، لتكتمل الكتابة مع الصورة معا، خاصة التي تحمل الكثير من قصص الرومانسية والمشاعر الفياضة، وحققت نجاحًا على المستوى السينمائي، بنفس مستوى النجاح الأدبي الكبير، لتصبح هذه الأفلام هي أيقونة للرومانسية والحب.

المقاومة بالمشاعر

الحب يصنع المعجزات، ليست مجرد مقولة من خيال، لكنها تتحول لواقع في قصص الحب المستحيلة، كالتي عاشها أبطال رواية "ما تخبئه لنا النجوم" (The Fault in Our Stars) للروائية جون غرين، التي صدرت في عام 2012، وتحوّلت إلى عمل سينمائي تم عرضه في 2014، بعد أن حصل (أستوديو فوكس 2000) على حق تحويلها لعمل فني.

ومن العمل الأدبي إلى اللغة السينمائية نعيش 126 دقيقة، في قصة رومانسية شديدة الإنسانية، والتعقيد أيضا، فالحب هو الوسيلة لمقاومة المرض والإصرار على الحياة.

البطلة هيزل، التي تقدم دورها الممثلة شايلين وودلي، مريضة بالسرطان، ويجبرها والداها على حضور اجتماع لدعم المرضى، تلتقي أوغستس الذي يجسده الممثل أنسيل إلغورت، وهو لاعب كرة سلة سابق بساق صناعية بعد بتر ساقه.

ونكتشف خلال الفيلم كيف استطاع التعلق بالحب أن يدعمها نفسيا، رغم أنه من المعجزات، في ظل الظروف المرضية التي يعيشها كل منهما، لكن السياق غير التقليدي للقصة، بجانب خفة الظل جعلت الفيلم واحدا من الأفلام التي يحتفي بها محبو الأعمال العاطفية، وجعلت قصة الحب التي جمعت البطلين أيضا من القصص الملهمة في السينما الرومانسية.

الحب بين طرفي نقيض
قصة حب لا يمكن أن تتحقق على أرض الواقع، فالتناقضات بين الحيوية والانطلاق حيث تعيش البطلة لويزا، وبين العجز الذي يعيشه البطل "ويل"، الذي يقرر أن ينهي آلامه الجسدية بإنهاء حياته.

تلك التناقضات لم تمنع أن يولد الحب في قلب بطلي فيلم "أنا قبلك" (Me before you)، والمأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه للكاتبة "جوجو مويس"، وهي الرواية التي تصدرت المبيعات وقت طرحها، حتى تحولت إلى عمل سينمائي في عام 2016.

نجحت بطلة الفيلم إميليا كلارك في نقل تفاصيل لويزا، بملابسها الملونة الصاخبة، وملامحها الطفولية شديدة البراءة، وتقديم المشاهد أمام البطل سام كلافن، الذي قدّم شخصية الشاب الوسيم الثري "ويل" الشاب شديد الثراء، حيث يفقد قدرته على الحركة بعد حادث تعرض له، فتغير لويزا من إيقاع حياته المؤلم والرتيب، وتخفف عنه النهايات، حين تأتي للعمل على مساعدته احتياجا للمال في البداية.

وفي المقابل، يسعى "ويل" لتغيير مستقبلها بالصورة التي تساعدها على تحقيق ذاتها، حتى بعد رحيله.

وقد نجح المخرج ثيا شاروك من خلال الصورة في تحويل النص الأدبي إلى صورة رومانسية حالمة. وعلى الرغم من أن قصة الحب بين البطلين بلا مستقبل، فإنه كان حريصا على نقل صورة مفعمة بالمشاعر والبهجة، وابتعد عن الكآبة، حتى حين قرر البطل أن ينهي حياته ليضع حدًّا للألم الذي يعيشه، فاستبدل المخرج بالأمر ورقة شجر خضراء تذبل بفعل الخريف، ليثبت بأن الحب يكمن في منح السعادة دون انتظار المقابل الوردي.

الحب من رحم المعاناة
قصص الحب الرومانسية لا تحمل حياة وردية طوال الوقت، وهو ما يؤكده فيلم "الضوء بين المحيطات" (The Light Between Oceans)، والمأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه للكاتبة الأسترالية م.ل. ستيدمان، والتي تحولت لعمل سينمائي من إخراج ديريك كيانفراس.

فقصة الحب التي جمعت بين بطلي العمل، توم شيربون وايزابيل في بداية لقائهما، لتغير مسار حياته، سرعان ما تشهد كثيرا من المواقف الصعبة والمصيرية أيضا.

فالأحداث في الرواية وفي الفيلم أيضا تدور في نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث يعيش العالم حالة من الضياع والانهيار فتعاني إيزابيل من فقْد شقيقها في الحرب، بينما تشهد تلك المأساة قصة حب تكلل بالزواج مع توم شيربون.

وتواجه فقد طفليها أثناء الولادة، إلا أن القدر يمنحها فرصة حين يعثر زوجها على طفل تقرر أن ترعاه، كاسرة كل القيود والقواعد.

وعلى الرغم من الدراما التي تتخللها الأحداث، فإن المَشاهد العاطفية التي جمعت بطلي الفيلم مايكل فاسبندر وأليسيا فيكاندير، خففت من حدة الأحداث المؤلمة، وجعلت الفيلم واحدا من أهم الأفلام الرومانسية شديدة العذوبة والصدق في المشاعر.

الصداقة أم الحب؟
وعن رواية "يوم واحد" (One day) للروائي ديفيد نيكولس، يطرح الفيلم الذي يحمل الاسم نفسه، وقام بالبطولة فيه آن هاثاواي، وباتريسيا كلاركس وجيم ستورجيس، كمًّا من الأسئلة حول مصير العلاقات البشرية، وقيمة الصداقة والحب في حياتنا، وكيف يمكن لتلك الصداقة أن تمنحنا السكينة الحقيقية التي نبحث عنها.

قصة الفيلم تبدو في بدايتها تقليدية، لفتاة تدعى إيمار مورلي، وزميلها في الجامعة ديكستر، ويقرران في يوم تخرجهما أن يتقابلا في نفس اليوم سنويا، ولمدة 20 عاما، خاصة أن لكل منهما مسارا مختلفا في الحياة، فالبطلة فتاة جادة تكدح لتواجه الأزمات الحياتية، بينما يحاول البطل في تحقيق أحلامه.

لكن مع التغييرات الحياتية والتقلبات المستمرة، يكتشف الثنائي أن الحب بينهما قائم رغم مرور ما يقرب من 20 عاما، ورغم أن لكل منهما حياة اجتماعية مختلفة.

تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير