7 مشاهد سينمائية ترصد تدهور الجنيه المصري أمام الدولار

7 مشاهد سينمائية ترصد تدهور الجنيه المصري أمام الدولار
الوقائع الاخبارية : استيقظ المصريون الاثنين الماضي على مشهد جديد متكرر لتهاوي الجنيه المصري أمام الدولار، وخلال 3 أيام فقد الجنيه أكثر من 17% من قيمته، وتجاوز الدولار حاجز 18 جنيها.

وعاد المصريون بالذاكرة يوم كانت عملتهم تفوق الجنيه الإسترليني وتعادل 5 دولارات، قبل أن تتراجع عبر السنين وتتهاوى قيمتها أمام الدولار وغيره من عملات العالم.

ولأن الأفلام السينمائية تلعب دورا في توثيق بعض مظاهر الحياة الاجتماعية والاقتصادية للشعوب، فقد عدنا إلى أرشيف السينما المصرية لنجد العديد من المشاهد التي ترصد سعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولار في فترات مختلفة.

وتشير 7 مشاهد سينمائية في أفلام مصرية عبر تسلسل زمني منذ أربعينيات القرن الماضي وحتى عام 2010 إلى التدهور الحاد الذي لحق بقيمة الجنيه الذي كان يوما ما من أغلى عملات العالم.

ولم تكتف المشاهد السبعة بتسجيل السعر الرسمي للجنيه مقابل الدولار وإنما رصد بعضها سعر السوق الموازية غير الرسمية (السوق السوداء).

غني حرب (1947)
يسجل أحد مشاهد فيلم غني حرب بطولة كمال الشناوي وبشارة واكيم وإخراج نيازي مصطفى، مرحلة تاريخية كان فيها الجنيه المصري يعادل 4 دولارات، وهي الفترة التي تلت نهاية الحرب العالمية الثانية.

ورغم أن هذه الفترة كانت قد شهدت تراجعا في سعر صرف الجنيه المصري الذي كان يساوي 5 دولارات قبل بداية الحرب عام 1939، فإنه كان ما زال من العملات القوية والمتفوقة على الكثير من عملات الدول الكبرى.

وفي المشهد الذي يجمع بين غني الحرب حسنين بيه المخ (بشارة واكيم) والطبيب الشاب سامي (كمال الشناوي) يحاول الأخير إقناع حسنين بيه بالتوفيق بينه وبين خطيبته ويخبره أنه سيفتتح عيادة تربح يوميا 4 أو 5 جنيهات.

ويرد حسنين بيه بأن 5 جنيهات تعني 20 دولارا، ويبدو متهكما على قلة المبلغ مقارنة بثروته، رغم أنه جمعها عن طريق احتكار السلع الهامة أثناء الحرب.


المليونير (1950)
يشير الحوار الطريف في فيلم المليونير بطولة إسماعيل يس، بين عاصم بك الإسترليني والمنولوغست جميز إلى حدث اقتصادي هام وقع عام 1949 وهو تخفيض سعر الجنيه الإسترليني، والذي تبعه في ذلك الوقت انخفاض قيمة الجنيه المصري من 4.13 دولارات إلى 2.87 دولار.

يقدم عاصم بك نفسه لجميز قائلا إن اسمه الإسترليني ليقاطعه "هو أنت اللي حصل لك هبوط اليومين اللي فاتوا؟"، فيجيبه قائلا "لا ده الجنيه الإسترليني مش أنا".

ثم يكمل المنولوغست التعارف قائلا إن اسمه جميز دولار، فيتساءل عاصم بك ما إذا كان لقب عائلته دولار فيرد جميز "لا ده لقب ماهيتي (راتبي) أنا باخد ون (واحد) دولار في اليوم.. ريال (20 قرشا)".

ولكن اللافت في هذا الحوار أن جميز يقدر سعر الدولار بـ20 قرشا رغم أن السعر الرسمي في تلك الفترة كان في حدود 35 قرشا (الجنيه يساوي 100 قرش)، وربما كان الحوار يشير إلى السعر في السوق الموازية (السوق السوداء).

الرجل الثاني (1959)
يناقش فيلم الرجل الثاني بطولة رشدي أباظة وسامية جمال وصباح، ظاهرة عصابات جمع وتهريب العملات الصعبة خارج البلاد، وفي أحد مشاهده يتحدث صراحة عن أسعار السوق السوداء للدولار مقابل الجنيه.

تقف سمرة (سامية جمال) مع أحد الأجانب وتقول له إنها مستعدة لتغيير الدولارات التي يملكها الأجنبي وأصدقائه بالنقد المصري وبسعر أفضل من البنك.

وحين يسألها الأجنبي عن السعر تقول له إن الجنيه يساوي 2.5 دولارا، أي أن العملة الأميركية تساوي 40 قرشا، بينما كان سعر الصرف الرسمي في هذه الفترة هو 35 قرشا وهو السعر الذي استمر منذ عام 1949 وحتى عام 1961.


البيه البواب (1987)
يحصل البواب عبد السميع (أحمد زكي) على دولار من أحد سكان العقار الذي يعمل به، وحين يريه للساكن الشاب (وائل نور) يقول أشعارا في الدولار، ثم يسخر منه حين يعرف أنه لا يملك غيره.

ويلجأ عبد السميع إلى فرحات بيه (فؤاد المهندس) ليستفسر منه عن سعر الدولار فيخبره أنه يتجاوز 1.9 جنيه فينبهر عبد السميع بالسعر.

ويتجاوز السعر الذي ورد في هذا المشهد السعر الرسمي بكثير، حيث كان سعر الدولار الرسمي في عام 1987 حين عرض الفيلم 70 قرشا فقط، لكن المشاهد التالية تشير إلى أن السعر الذي ذكر هو سعر السوق السوداء.

وبالفعل بدأ الجنيه يتهاوى أمام الدولار خلال السنوات القليلة التي تلت عرض الفيلم حتى تجاوز الدولار حاجز 3 جنيهات ليصبح سعره 3.14 جنيهات عام 1991.

بخيت وعديلة (1995)
ويرصد أحد مشاهد فيلم بخيت وعديلة بطولة عادل إمام وشيرين، استمرار انخفاض الجنيه أمام الدولار نتيجة سياسة "الإصلاح الاقتصادي" التي انتهجتها الحكومة في بداية تسعينيات القرن الماضي، ليستقر سعر الدولار عند 3.39 جنيهات بين عامي 1994 و1998.

وفي المشهد يتناول بخيت (عادل أمام) حزمة من الدولارات تبلغ 10 آلاف دولار ويخبر عديلة (شيرين) أن هذا المبلغ الصغير يعادل ما يزيد عن 33 ألف جنيه مصري.

أصحاب ولا بيزنس (2001)
في عام 2001 تم عرض فيلم أصحاب ولا بيزنس بطولة مصطفى قمر وهاني سلامة، وفي أحد مشاهده يرصد الارتفاع المتتالي في سعر الدولار الذي وصل في هذا العام إلى سقف 4 جنيهات.

يقف المذيع المشهور طارق السيوفي (هاني سلامة) ليعلن أن جائزة البرنامج الكبرى هي 10 آلاف دولار، والدولار يعادل 4 جنيهات أي أن الجائزة تعادل 40 ألف جنيه مصري.

وقد استمر تراجع الجنيه المصري لا سيما بعد التعويم الكامل للجنيه عام 2003 لتتهاوى قيمته ويصل متوسط سعر الدولار إلى 6.28 جنيهات عام 2004، ثم تتذبذب صعودا وهبوطا إلى مستوى 5.9 جنيهات للدولار في نهاية عام 2010.

عسل أسود (2010)
ويرصد فيلم عسل أسود بطولة أحمد حلمي هذا التراجع الكبير في قيمة الجنيه مقابل الدولار، والذي بلغ وقت إنتاج الفيلم 5.5 جنيهات تقريبا.

وفي المشهد يقول مصري (أحمد حلمي) للسائق راضي (لطفي لبيب) إنه سيعطيه أجرا 100 جنيه، فيطلب راضي منه أن يجعلهم 50 دولارا، فيخبره مصري بأن المبلغين متساويين لأن راضي كان يخدعه سابقا بأن الدولار يساوي جنيهين، فيضطر راضي لإبلاغ مصري بالحقيقة وأن الدولار يساوي 5.5 جنيهات.


تابعوا الوقائع على