بعد توقفها عامين .. الموائد الشاطئية وجهة الصائمين في رمضان

بعد توقفها عامين .. الموائد الشاطئية وجهة الصائمين في رمضان
الوقائع الاخبارية: عادت الحياة مجددا الى الشواطئ الرمضانية في العقبة، بعد ان انقطعت العامين الماضيين بسبب جائحة كورونا والحظر الليلي، لتجدد اجواء "اللمة العقباوية” وما اعتادت عليه الاسر من افتراش رمال الشاطئ باطباق الطعام في لوحة فنية تقاطعت تفاصيلها مع خيوط غروب شمس المدينة الساحلية.

وحيث تلامس أمواج البحر رمال الشاطئ تتسيد "الصيادية العقباوية” الاطباق الرمضانية، في تقليد طالما حرص ابناء المدينة على ديمومته حتى بات عرفا رمضانيا وهو ما يعرف بموائد الافطار الشاطئية.

وكانت شواطئ العقبة في رمضان، فقدت زوارها من العائلات العقباوية الصائمة خلال ساعات الإفطار، والتي كانت تعج بجلسات إفطار رمضانية حتى السحور، إذ تحولت تلك الشواطئ قبل مغيب الشمس بسبب الحظر الليلي الى أماكن مهجورة، لا يسمع فيها إلا أصوات تلاطم الأمواج للرمال الناعمة، التي تعلوها طيور النورس، بحثا عن طعامها من الأسماك النافقة.

واصبحت شواطئ العقبة هذه الأيام قبلة للصائمين من أبناء العقبة وزوارها من أجل الاستمتاع بنسمات باردة بعد يوم صيام حار، حيث اعتاد ابناء العقبة في كل رمضان حمل موائد إفطارهم إلى البحر بسبب قرب المسافة، لاخذ بعض الراحة والهدوء بعيدا عن الضغوطات وأجواء الصيام الشاقة.

ويفضل ابناء العقبة التوجه بموائد افطارهم الرمضانية إلى الشاطئ الجنوبي، للبحث عن أجواء مميزة وكسر الروتين، الذي يلازم البيوت خاصة في نهاية الأسبوع، لا سيما وان تلك المنطقة تتميز بدرجات حرارة معتدلة مع ساعات الافطار.

وتبدأ بعض العائلات العقباوية بإعداد مائدة الافطار على البحر بعد صلاة العصر، حيث ينتشرون في الموقع لترتيب موقع الافطار، فيما تقوم ربات البيوت بتحضير الاكلات وخاصة الصيادية والمقبلات الخاصة بالمائدة على طباخ الغاز، الذي احضروه معهم أو على الحطب.

وفي موقع آخر من الشاطئ تجد بعض الشباب يقومون باصطياد الاسماك من البحر لإعداد اطباقهم، في حين تلجأ بعض الأسر إلى تنظيم إفطار جماعي اعتادت القيام بها في كل رمضان، والتي لا يمكن ان تتحقق داخل شقة بسبب ضيق المكان وعدم الإحساس بالراحة، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.

ويقول، المواطن محمد القطامين إنه اعتاد على جمع اصدقائه نهاية كل أسبوع للتوجه الى الشاطئ الجنوبي من اجل الاستمتاع بأجواء البحر الخلابة، خاصة مع مغيب الشمس الذي يرسم صورة جمالية لانكسار اشعتها على البحر، بالتزامن مع اعداد وجبة الافطار وقضاء ما تبقى من الليل بجانب البحر.

وأكد المواطن يامن الخوالدة، ان شقته صغيرة ولا تتسع لأصدقائه، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة والتي تتميز به العقبة، مشيرا ان وجبة الافطار يتم الاعداد لها مبكراً بمساعده اشقائه، مبيناً أن أفضل طبق على الافطار يقدم لأصدقائه هو الصيادية العقباوية.

وتقول ربة المنزل سمية الحسنات انها تدعو بناتها المتزوجات على الافطار على الشاطئ في جو عائلي مفعم بالحميمية والاسرية، مشيرة انها تستمتع باعداد طعام الافطار على الشاطئ هي وبناتها الذين يتفننون باعداد البخاري، مؤكدة ان الجلسة على الشاطئ في المساء وخاصة قبل الافطار مع العائلة لحظات لا تنسى تمتزج فيها الأجواء الأسرية مع غروب الشمس وصوت امواج البحر تحت الاضواء الكاشفة على الشاطئ الجنوبي.

وتعودت السيدة ام عبدالرحمن منذ ان انتقلت للسكن في العقبة قبل 15 عاما لاعداد وجبات الافطار على الشاطئ، مبينه انها تدعو اقاربها واقارب زوجها على مائدة الافطار، ويستمرون بعدها بالسهر الى ساعات الفجر الأولى.

وعادة ما تشهد شواطئ العقبة في الأشهر العادية توافدا كبيرا للمتنزهين نهارا طيلة اشهر السنة، إلا أن هذه المعادلة تكاد تنقلب خلال شهر رمضان باجتياح العائلات والشباب للشواطئ ليلا لتناول وجبة الافطار والسهر وسط اجواء ممتعة.

تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير