مسلسل "المداح 2".. نجاح هادئ لحكايات تحبس الأنفاس

مسلسل المداح 2.. نجاح هادئ لحكايات تحبس الأنفاس
الوقائع الاخبارية : يبقى للحكايات الغرائبية التي تدور في عوالم ما وراء الطبيعة سحرها الخاص، الذي يجعلها مفضلة للجماهير من أعمار مختلفة.

ويعد مسلسل "المداح" من المسلسلات التي تعرض حكاية غرائبية، وربما كانت تلك الحكاية هي سبب متابعة المشاهدين له في جزئيه الأول والثاني بسبب عالم السحر والجان الذي يدور فيه المسلسل، إذ لا يزال للسحر قوته ووجوده في العالم العربي.

ملامسة المسلسل للواقع
رغم أن الموسم الرمضاني زاخر بالمسلسلات، فإن مسلسل "المداح" وجد طريقه إلى المشاهدين في السنة الثانية على التوالي بسبب ملامسته للواقع على عدة أصعدة، أهمها أن المسلسل يدور في أجواء مصرية وديكورات تقليدية، رغم أنها بيوت لعائلات مقتدرة ماديا إلى حد ما، فإنها تشبه منازل الجدات بالمصابيح النحاسية والشبابيك التي تطل على الحقول والأراضي الزراعية، ولوجود الستائر الشفافة والآيات القرآنية المعلقة على الجدران.

لم يغفل المخرج تفاصيل صغيرة أخرى مثل ملابس بطلات المسلسل التي تشبه إلى حد كبير ملابس المصريات من دون مبالغة، لذلك ظهرت البطلات بصورة قريبة من الواقع ومتسقة مع السياق الاجتماعي للمسلسل.

الرموز والإشارات
منذ الحلقات الأولى، يحاول المخرج وضع المشاهد في ترقب مستمر لأحداث جديدة في كل حلقة، وأسرار تتكشف من خلال الحكاية، مما جعل المشاهدين يتابعون الحلقات بشغف من دون ملل بسبب الأحداث المثيرة المتلاحقة.

بالإضافة إلى الإشارات والرموز التي ظهرت منذ البداية مثل الشمعدان اليهودي الذي ارتدته الجنية مليكة (سهر الصايغ) بكل ما يحمله من إشارات ودلائل جعلت الجمهور حائرا في سبب اختيار المخرج له.

كما كان لحكاية الجمال التي خلقت من نار، أثر كبير في إشعال فضول وتخمينات المشاهدين حتى الآن، مما يؤكد نجاح المخرج والممثلين في ربط الجماهير بالمسلسل وأبطاله.
 

رحلة المداح
بالإضافة إلى الإثارة والحكاية السحرية التي تميز المسلسل، فهو يقوم في الأساس على فكرة رحلة البطل، وهي ثيمة أساسية في الدراما تدور حول حكاية شخصية لبطل ما يحارب الشر وينتصر للخير في النهاية.

يقدم المسلسل تلك الحبكة بشكل واضح من خلال المداح الذي ارتبط به الجمهور منذ الجزء الأول بسبب بناء الشخصية، حيث ظهر صابر كشاب متدين لكن في الوقت نفسه يتجنبه الجميع بسبب اعتياده على التعامل مع الجن.

بدأت الحكاية عندما ذهب صابر مع مجموعة من الأثريين لمساعدتهم في فتح مقبرة أثرية، لكن باب المقبرة انغلق عليه وهو بالداخل، ثم توالت الأحداث.

طالب يا رب السند
أحد أهم أسباب ارتباط الجمهور بالمسلسل هو النجم حمادة هلال بحضوره القريب إلى القلب وتمثيله البسيط العفوي. يبدو "هلال" متمكنا من الدور منذ الجزء الأول، بداية من اختيار الملابس، وصولا إلى لغة جسده وخطواته الثقيلة البطيئة ونظرات عينه التي تظهر الهلع لاسيما في المشاهد التي تظهر فيها الجنية مليكة.

ليس الحضور التمثيلي فقط لكن الأداء الغنائي للمقدمة والنهاية الذي ارتبط الجمهور به بشدة بسبب إيقاع اللحن والكلمات، خاصة الجزء الذي يكرر فيه جملة "مدد يا صاحب المدد.. مدد وماله عدد.. رافع إيدي الاثنين.. طالب يا رب السند".

يبدو أن هلال قد تقمص الدور بقوة حتى إنه له عدة تصريحات أثارت الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي عن أحداث غريبة تعرض لها في الواقع أثناء تصوير المسلسل.

ورغم ارتباط الجمهور بنسرين طافش في الجزء الأول من المسلسل، فإن أداء سهر الصايغ كان سببا في إعجاب الجمهور بها لطريقتها وأدائها الصوتي ونظراتها والابتسامة الباردة الشريرة التي رسمتها على وجهها والخطوات الثابتة التي تمشي بها.

كما استمر خالد سرحان في أدائه المبالغ لشخصية حسن، لكن يبدو أن الجماهير اعتادت ذلك الأداء وألفته وأحبته مع الوقت.

أما الفنان كمال أبو ريا الذي اعتدنا عليه في شخصيات هادئة وطيبة، فيقدم شخصية شريرة ومركبة، ويتحالف مع الجنية مليكة للقضاء على المداح.

تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير