بث مباشر وإعلانات.. نتفليكس تُعوض خسائرها الفادحة باشتراكات مخفضة

الوقائع الاخبارية : تعمل منصة "نتفليكس" (Netflix) الإلكترونية في الوقت الحالي على مشروع جديد سيغير كثيرا من طبيعتها، فبالإضافة إلى كمّ المحتوى الكبير من المسلسلات والأفلام والبرامج والوثائقيات، قد نشاهد قريبًا بثا مباشرا.

وأكدت نتفليكس أنها في المراحل الأولى من تطوير خاصية البث المباشر لمجموعة من العروض غير المسجلة، والعروض الكوميدية "ستاند آب كوميدي" التي يتم الإعداد لها منذ الآن.

البث المباشر وخيارات فوق العادة

أكدت نتفليكس أنها في المراحل الأولى من التطوير لمجموعة من العروض غير المسجلة والعروض الخاصة المختلفة.

هذا يعني أن نتفليكس ستكون قادرة على استخدام خاصية مثل العرض المباشر لبرامج المسابقات والمواهب، مثل برنامج مسابقة الرقص القادم تحت عنوان "100 رقص" (Dance 100) إنتاج "ستوديو لامبرت" (Studio Lambert).

وبالمثل يمكن استخدام هذه الخاصية إذا قررت المنصة إعادة مهرجان "نتفلكس نكتة" (Netflix Is A Joke). تضمن هذا الحدث الكوميدي المباشر 300 عرض من عروض "ستاند أب كوميدي" في جميع أنحاء لوس أنجلوس بما في ذلك المؤدون المشاهير ديف تشابيل ولاري ديفيد وبيت ديفيدسون.

وتم تصوير العديد من هذه العروض مع خطط لبث نحو 12 منها على المنصة، وفي المستقبل من المحتمل أن تُبث العروض حية، ولكن قد تستخدم إمكانية التأخير بضع ثوان عند استخدام ألفاظ بذيئة وغير مناسبة.

وتشمل الخيارات الأخرى لاستخدام هذه الخاصية حلقات "لم الشمل" للمسلسلات والأفلام، مثل مسلسل تلفزيون الواقع "بيع صانسيت" (Selling Sunset) الذي بثت المنصةأخيرًا لقاء خاصا للم الشمل لصنّاعه بمناسبة موسمه الخامس.

تفتح هذه الخطوة إمكانية طلب مجموعة جديدة كاملة من المسلسلات والعروض غير المكتوبة لاستخدام التكنولوجيا الجديدة، وذلك يجعلها تتنافس مع شبكات التلفاز التي غالبًا ما تبث عروضا خاصة مباشرة مثل "أميركان أيدول" ( American Idol) و"الرقص مع النجوم" (Dancing with the Stars) على قناة "إيه بي سي" (ABC).

لقد جربت المنصة بالفعل أنماط إصدار مختلفة لأعمالها غير المكتوبة وبعض التجارب الاجتماعية مثل "الدائرة" (The Circle) و"الحب أعمى" (Love Is Blind)، وستضيف هذه الخطوة مزيدًا من الاحتمالات المسلّية لمثل هذه العروض.

السؤال التالي الذي لا مفر منه هو ما إذا كان يمكن تنفيذ مثل هذه الخطوة لتغطية الأحداث الرياضية التي كانت موضوعًا ساخنًا للمناقشة نظرًا للنجاح الأخير لسلسلة "محرك F1 للبقاء على قيد الحياة" ( F1 Drive to Survive).

لا يوجد جدول زمني حتى الآن لإطلاق هذه الخاصية، فالوقت لا يزال مبكرًا للطرح، ولكن هناك مجموعة داخل نتفليكس تعمل الآن في المراحل الأولية للتطوير.

نتفلكس والإعلانات

لن تأخذ نتفليكس من التلفاز فقط ميزة البث المباشر، لكن كذلك الإعلانات، الأمر الذي كان مستبعدًا تمامًا، ونقطة فاصلة بين منصات المشاهدة المباشرة وشبكات التلفزة. ففي الشهر الماضي أذهلت نتفليكس صناعة الإعلام عندما كشفت أنها ستبدأ تقديم اشتراك منخفض السعر يضم إعلانات، بعد سنوات من التصريح علنًا بأن الإعلانات التجارية لن تُعرض أبدًا على منصة البث.

لكن نتفليكس تواجه تحديات تجارية كبيرة، فعند الإعلان عن أرباح الربع الأول من الشهر الماضي قالت نتفليكس إنها خسرت 200 ألف مشترك في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك منذ عقد، ومن المتوقع أن تخسر مليوني مشترك آخرين في الأشهر القادمة.

ومنذ هذا الإعلان انخفض سعر سهم المنصة انخفاضًا حادًّا أدى إلى القضاء على ما يقرب من 70 مليار دولار من القيمة السوقية للشركة.

وأخبر ريد هاستينغز -الرئيس التنفيذي المشارك لشركة نتفليكس- المستثمرين أن الشركة ستدرس إمكانية تقديم منصة مدعومة بالإعلانات، وأنها ستحاول "اكتشاف ذلك في العام أو العامين المقبلين".

كما أخبرت الشركة الموظفين في ملاحظة حديثة أن هذه النسخة المنخفضة السعر المدعومة بالإعلانات ستُطرح بحلول نهاية العام، وهو جدول زمني أسرع مما هو متوقع.

وفي المذكرة، قال مسؤولو نتفليكس التنفيذيون إنهم كانوا يهدفون إلى تقديم النسخة الإعلانية في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام، وقالت المذكرة أيضًا إن نتفليكس تخطط للشروع في اتخاذ إجراءات صارمة بشأن مشاركة كلمات المرور بين قاعدة مشتركيها.

وتقدم نتفليكس مجموعة متنوعة من مستويات الدفع للحصول على البث، تبلغ تكلفة خطتها الأكثر شيوعًا 15.49 دولارًا في الشهر. أما الطبقة الجديدة المدعومة بالإعلانات فستكلف أقل، كما أن خدمات البث الأخرى لديها خطط مماثلة.

تقدم "إتش بي أو ماكس" (HBO Max)، على سبيل المثال، خدمة خالية من الإعلانات مقابل 15 دولارًا شهريا، وتتقاضى 10 دولارات شهريا مقابل الخدمة مع الإعلانات.

وفي الواقع، في المذكرة الموجهة للموظفين، ذكر المسؤولون التنفيذيون في نتفليكس منافسيهم، قائلين إن "إتش بي أو" و"هولو" (Hulu) تمكنتا من "الحفاظ على علامات تجارية قوية أثناء تقديم خدمة مدعومة بالإعلانات".

وجاء في المذكرة "كل شركة بث كبرى باستثناء آبل (Apple) قد قدمت أو أعلنت عن خدمة مدعومة بالإعلانات؛ لسبب وجيه، يريد الناس خيارات أقل سعرًا".

إذن سنشاهد مع نهاية هذا العام تغييرات كبيرة في منصة نتفليكس الأكثر شعبية في العالم، فمع قدومها إلى العالم كانت منافسًا قويا للتلفاز، لكن ها هي الآن تأخذ مزيدا من خصائصه، فهل ستتراجع لهذا السبب أم ستظل في الصدارة؟