لجنة الزراعة النيابية تناقش اليوم الوضع المائي لهذا الصيف

لجنة الزراعة النيابية تناقش اليوم الوضع المائي لهذا الصيف
الوقائع الاخبارية:تجتمع لجنة الزراعة والمياه والبادية النيابية الأحد، لمناقشة الوضع المائي لهذا الصيف.

وجددت وزارة المياه والري وصفها للظروف المائية في الأردن بـ"الحرجة" ولم تستبعد تعرض أي منطقة في أي وقت لحدوث اختلالات؛ لأن المصادر المائية محدودة.

وقال الناطق باسم وزارة المياه والري، عمر سلامة، إن الوضع المائي "حرج" نتيجة تناقص المصادر المائية المتاحة لغايات التزويد المائي، وكذلك ضعف تخزين السدود المخصصة لغايات الشرب.

وتتعامل الوزارة مع الوضع المائي على مدار الساعة، وتعمل لتأمين كميات المياه المتاحة للمواطنين، وفق سلامة.

وسيكون الوضع المائي في الأردن مشابها للسنوات الماضية ولا يخلو من اختلالات، بحسب سلامة الذي لم يستبعد حدوثها خصوصا في المناطق المرتفعة.

واعتبر الناطق باسم الوزارة أن نظام الدور/المرة الواحدة، يُخفض من عمر خطوط الشبكات، ويحد من كفاءتها بشكل كبير، وبالتالي تلك الشبكات تحتاج إلى الاستبدال بعد سنوات عدة.

"لا توجد دول في العالم تتزود بالمياه مرة واحدة أسبوعيا إلا في الأردن؛ نتيجة عدم كفاية مصادر المياه المتاحة، وازدياد عدد السكان، وزيادة طالبي الخدمة" وفق سلامة الذي أوضح أن عمان تحتوي على أكثر من 40 ألف اشتراك، وهو عدد "ضخم".

وبشأن خطوط المياه، تحدث سلامة عن تنفيذ الوزارة برنامجا منذ سنوات للحد من فاقد المياه، الذي انخفض إلى مستويات "كبيرة".

وأوضح أن فاقد المياه وصل في بعض المناطق لأكثر من 50%، وفي مناطق التي حُدثت فيها الشبكات وصل الفاقد إلى 32% في عمان، وهي نسبة قريبة من المستويات العالمية بشكل كبير، وفي العقبة يصل الفاقد إلى 23%.

وأشار سلامة إلى وجود برنامج قيمته 375 مليون دولار لتحديث الشبكات من خلال تنفيذ خزانات رئيسية وتنفيذ خطوط ناقلة رئيسية تستوعب كميات المياه المتوقعة خلال الفترة المقبلة، وكذلك تحديث للشبكات المنزلية واستبدال الوصلات الداخلية للمنازل بما فيها عدادات ذكية، وهذه العدادات ستكون كفاءتها عالية جدا تضمن للمواطن والوزارة المراقبة الدائمة للمياه.

قد تكون أعواما "صعبة"

وزير المياه والري الأسبق حازم الناصر، أكد أن الأردن يواجه تحديا مائيا كبيرا يزداد خلال فصل الصيف نتيجة ارتفاع الطلب، وقال، إن الأردن "قد يكون مقبلا على أعوام صعبة في مجال المياه ...".

ورأى الناصر أن تأهيل الشبكات يحتاج وقتا طويلا، وتحدث عن حاجة البلاد إلى "مشاريع قصيرة ومتوسطة وطويلة، وعدم التركيز على المشاريع طويلة الأمد".

وتحدث عن ضرورة إجراءات ضبط المخالفات والاعتداء على شبكات المياه، وإحكام السيطرة على موارد المياه؛ لأن هناك فئة تستحوذ على جزء من مياه الأردنيين من خلال الاعتداءات على الشبكات أو حفر الآبار المخالفة؛ الأمر الذي يحتاج إلى برنامج كبير من الحكومة للسيطرة عليه.

ودعا أيضا إلى الاعتماد على تنقية المياه، مضيفاً "هناك كميات من المياه المالحة والجوفية العميقة التي يُمكن تحليتها وتنقيتها وتزويد المواطنين بها".

"لا بد من إعطاء الأولوية للشبكات المهترئة لإعادة تأهيلها خاصة في المناطق المكتظة، وإيجاد خطة للطوارئ كما حصل حاليا وهذه الخطة تتطلب تزويد المواطنين بتنكات المياه، وخاصة الشرائح متدنية الدخل التي لا تستطيع شراءها".

تحلية مياه البحر

قال المجلس الاقتصادي والاجتماعي، إن الحل النهائي لتعزيز الأمن المائي في الأردن هو اللجوء إلى تحلية مياه البحر الأحمر في العقبة.

وأضاف، في تقرير حالة البلاد 2021، الذي اطلعت "المملكة" على تفاصيله، أنه "لم يعد تطوير مصادر المياه الداخلية في الأردن يشكل حلا لمشاكله المائية، لأن تلك المصادر قد طورت إلى أبعد الحدود؛ أي أن السياسة التقليدية بتطوير المصادر الداخلية استنزفت استنزافاً كاملا".

وأشار إلى أن بعض السياسات الداخلية قد تخفف من الأزمة الخانقة التي يعاني منها قطاع تزويد المياه، مثل رفع كفاءة استخدام المياه الري لتوفير المياه العذبة للاستخدام في أغراض أخرى، ويحتاج ذلك إلى استثماري الأدوات والمعدات الموفرة للمياه، كما يحتاج إلى تدريب العاملين في الزراعة على تلك الأنظمة، إضافة إلى تغيير النمط الزراعي.

التقرير، أشار إلى أن كميات المياه السطحية في الأردن تقدر بنحو 400 مليون م3 سنويا، فيما تقدر المياه الجوفية المتجددة بنحو 275 مليون م3 سنويا، حيث أشار التقرير إلى أن موارد المياه المتاحة غير كافية، وبالأخص مع استضافة الأردن ملايين اللاجئين.

ويستخدم الأردن ما معدله 70 لترا في اليوم من المياه لتغطية الاحتياجات المنزلية، مع العلم أن مستوى الحياة في الأردن يتطلب أكثر من ذلك.

وأوضح المجلس أن تحلية مياه البحر الأحمر من خلال إنشاء ناقل البحرين (الأحمر الميت)، والذي يهدف أيضا إلى إعادة تأهيل البحر الميت المتدهور بيئياً، غض النظر عنه حالياً لأسباب متعددة".

وبين أن "تحلية المياه في العقبة من المشاريع المكلفة، إلا أن التقدم التقني في تحلية المياه أدى إلى خفض كلفة إنتاج المتر المكعب إلى 0.5-0.6 دولار أي 0.35-0.42 دينار، مضافا إليها كلفة الضخ، وهذا لم يعد مكلفا عند الاستخدام لأغراض الشرب أو لبعض الصناعات، وخاصة تلك التي تدور المياه أو التي تدخل المياه فيها في الصناعة الغذائية".

وشدد المجلس على أن "إنشاء مشاريع التحلية قرار استراتيجي يحتاج إلى الجرأة والتصميم، ولم يعد قراراً ترفيهياً. وعلى الأردن اتخاذ القرار والبدء بالتحلية لتلبية حاجات منطقة العقبة أولا، أي نحو 30 مليون م3 سنويا".

- تحديات الضخ المتقطع واستنزاف المياه -

وأضاف "لجأت دول الجوار إلى التحلية على أساس (BOT )، وبكلفة 0.5-0.6 دولارا للمتر المكعب، يضاف إلى ذلك كلفة الضخ إلى مواقع الاستهلاك. إلا أن الكلفة في مجملها مع كلفة التوزيع - الأردن لن تزيد على 1.75 دولار للمتر المكعب، مع ملاحظة أن أسعار مياه الشرب للمؤسسات حاليا يزيد على ذلك".

وأشار إلى أن "كلفة بعض مصادر المياه الداخلية يزيد على كلفة التحلية، علما بأن معدل استهلاك المواطن الأردني من مياه الشرب يبلغ نحو 2,5 م3 شهريا، وهذا يعني ثلاثة دنانير للفرد الواحد من مياه التحلية، علماً بأن كلفة مياه المصادر الداخلية الأخرى أقل من ذلك بكثير".

"عند خلط مياه التحلية مع المياه الأخرى لن تزيد الأسعار على دينار واحد للمتر المكعب، وهذا ضمن القدرة الشرائية لمعظم سكان الأردن"، وفق التقرير.

وأشار التقرير إلى أن وزارة المياه والري "لم تورد في أي من خططها أو استراتيجياتها إلا 3 قضايا أصبح التحدي لها وحلها ضروريا، وهي الضخ المتقطع، زيادة حصة الفرد في الاستعمالات المنزلية، واستنزاف المياه الجوفية".

وأكد على أن القطاع يحتاج إلى حل جذري لمشكلة الفاقد المائي بشقيه، "إذ إننا سنفقد نصف مياه التحلية إن استمر الفاقد كما هو عليه الآن".

وبين التقرير أن "كميات المياه المعتزم تحليتها في العقبة، لا تعالج الضخ المتقطع واستنزاف المياه الجوفية إذ إن كمية المياه المتوقع تحليتها في العقبة والبالغة 300 مليون م3 سنويا أقل بكثير من الكمية المطلوبة لحل القضيتين".

وشدد على أنه "إذا لم تضع الوزارة الخطط والموازنات المائية الضرورية لحل هذه القضايا، فإن الآمال المعقودة على التحلية لن تؤدي إلى تزويد مريح وآمن للمياه بعد الانتهاء من تنفيذ المشروع".

- احتياجات مستقبلية -

بعد عشر سنوات، يحتاج الأردن إذا ما بقي تزويد المياه للفرد على حاله (70 لترا)، وعدد السكان 14.1 مليون نسمة بزيادة سكانية 2,5% سنوياً، إلى 637 مليون م3، أي بزيادة 140 مليون م3 للتزويد الحالي، مع بقاء الاستنزاف للمياه الجوفية والفواقد كما هي.

وبعد 20 سنة، يصبح عدد السكان 18 مليون نسمة بحاجة إلى 900 مليون م3، أي بزيادة 400 مليون م3 على التزويد الحالي.

وفي حال زيادة حصة الفرد اليومية إلى 100 لتر، يحتاج الأردن بعد 10 سنوات (مع استمرار الاستنزاف والفواقد ) إلى 910 ملايين م3؛ أي بزيادة 310 ملايين م3، وبعد 20 سنة سيحتاج إلى 1280 مليون م3، أي بزيادة 780 مليون م3 على التزويد الحالي.

"وتتوفر للأردن فرصة الحصول على حقوقه في المياه المشتركة مع دول الجوار، ما سيخفف من أزمته المائية الخانقة. إلا أن هذه قضية سياسية من الطراز الأول لا تستطيع وزارة المياه والري حلها بدون تدخل سياسي على أعلى المستويات"، وفق التقرير.

- توصية بوقف استنزاف المياه -

وأوصى المجلس في تقريره السنوي الرابع، إلى رفع كفاءة استخدام المياه في الري لتوفير المياه العذبة للاستخدام في أغراض أخرى من خلال إدخال التكنولوجيا الحديثة الموفرة للمياه، والاستمرار والسعي للحصول على الحقوق في المياه المشتركة مع دول الجوار، ما سيخفف من الأزمة المائية الخانقة.

ودعا المجلس إلى اعتماد تحلية المياه في العقبة والسير في إنشاء مشاريع التحلية كخيار استراتيجي لحل مشكلة المياه في الأردن باستخدام التكنولوجيا الحديثة، ووضع حلول جذرية لمشكلة الفاقد المائي بشقيه القانوني والفني.

وطالب التقرير بوضع خطة تدريجية لوقف استنزاف المياه الجوفية بعد الإحاطة بحجم المخزون من هذه المياه. إذ إن كمية المياه المتوقع تحليتها في العقبة أقل بكثير من الكمية المطلوبة لمعالجة الضخ المتقطع واستنزاف المياه الجوفية.

وزارة المياه والري، أصدرت في 16 آذار/ مارس، الوثيقة النهائية لوثائق عطاء مشروع الناقل الوطني لتحلية مياه العقبة لاستخدامها للشرب، وفق وزير المياه والري محمد النجار، الذي أكّد أن الوثائق بصيغتها النهائية وُزعت على المطورين المؤهلين للمشروع (الائتلافات المؤهلة سابقا وعددها 5 ائتلافات عالمية).

وأعلن رئيس الوزراء بشر الخصاونة، مسبقا أن مشروع ناقل المياه الوطني الذي يلبي بعضا من احتياجات الأردن المائية حتى عام 2040، سيدخل حيز التزويد المائي عام 2027.

ويتكون مشروع الناقل الوطني بعناصره الرئيسية من محطة مأخذ على الشاطئ الجنوبي لخليج العقبة ومحطة تحلية وضخ في العقبة وخط ناقل بطول نحو (450) كم ويوفر مصدرا مستداما لمياه الشرب بواقع 300 مليون متر مكعب ويسد الفجوة الحالية بين ما هو مطلوب وما هو متوفر وهو مشروع وطني بامتياز لا يرتبط بأي ارتباطات سياسية.

وزير التخطيط والتعاون الدولي ناصر الشريدة، أعلن نتائج "مؤتمر المانحين والممولين للناقل الوطني، موضحا أنه جرى توفير 1.830 مليار دولار منحا وقروضا لتنفيذ المشروع.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي في وزارة التخطيط والتعاون الدولي إن "المؤتمر هو الجولة الأولى من جولتين، حيث من المقرر أن تعقد الجولة الثانية في الوقت نفسه من العام المقبل، قبل الانتهاء من إحالة العطاء على أحد المطورين المؤهلين للدخول للعطاء"، متأملا الحصول على مزيد من المنح للمشروع.

وقال الشريدة: "الجولة الأولى من هذا الحشد نجم عنها نحو 447 مليون دولار منحا و 522 مليون دولار قروضا تنموية، و861 مليون دولار قروضا استثمارية ميسرة".

وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأميركية وفرت 300 مليون دولار منحا و 400 مليون دولار كقروض استثمارية ميسرة أي مجموع الدعم الذي ستوفره الولايات المتحدة الأميركية يبلغ 700 مليون دولار، فيما وفر الاتحاد الأوروبي منحا مجموعها 147 مليون دولار، إضافة إلى قروض تنموية بلغ مجموعها 522 مليون دولار، إضافة إلى قروض استثمارية ميسرة بلغ مجموعها 461 مليون دولار".



تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير