بعد خسائر مليونية.. نتفليكس تتخلى عن 450 موظفا خلال شهرين
الوقائع الاخبارية : يبدو أن 2022 هو عام سوء الحظ لشبكة نتفليكس، عملاق الإنتاج والبث العالمي. فللمرة الثانية خلال شهرين، أعلنت الشبكة -أمس الخميس- عن تسريح جديد لعدد من موظفيها، إذ تخلّت عن أكثر من 300 موظف من فريقها الضخم حول العالم.
وكان 216 من الموظفين المتأثرين في الولايات المتحدة، كما تم الاستغناء عن 30 موظفًا في آسيا والمحيط الهادي، و53 في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، و17 في أميركا اللاتينية، حسبما جاء في المذكرة التي أرسلها ريد هاستينغز وتيد ساراندوس، الرئيسان التنفيذيان المشاركان في نتفليكس.
زيادة الاستثمار في المحتوى
وجاء في المذكرة "نحن نعلم أن هاتين الجولتين من عمليات التسريح كانت صعبة للغاية على الجميع، مما تسبب في الكثير من القلق وعدم اليقين. نحن نخطط للعودة إلى مسار العمل المعتاد بشكل أكبر في المستقبل. نواصل استثمار مبالغ كبيرة في المحتوى، وعلى مدى الـ18 شهرا المقبلة، من المخطط أن تنمو قاعدة موظفينا بنحو 1500 موظف، لنصل إلى 11.5 ألف موظف" في الشبكة.
وقال متحدث باسم نتفليكس -في بيان- إن علميات التسريح كانت بسبب "تزايد تكاليف البث بالتزامن مع نمو الإيرادات المتباطئ".
ليس التسريح الأول
ومع التسريح الأخير، وصل عدد من تخلت عنهم الشركة إلى أكثر من 450 موظفا خلال شهرين. ففي مايو/أيار الماضي، سرحت نتفليكس حوالي 150 موظفا بسبب "تباطؤ نمو الإيرادات"، بحسبما قال متحدث باسم الشبكة في ذلك الوقت.
ومن بين هؤلاء الموظفين المتأثرين الشهر الماضي، كان 106 يعملون في مكتب الشبكة في لوس أنجلوس، بالإضافة إلى عدد من الموظفين في قسم الرسوم المتحركة، كما قطعت نتفليكس أيضا تعاقداتها الجزئية مع عشرات العاملين. فكيف وصل عملاق البث إلى هذا الوضع؟
منافسة قوية
تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تستمر فيه نتفليكس في التعامل مع سوق البث التي تزداد صعوبة وتنافسية، حيث تتنافس مع عمالقة التكنولوجيا مثل "أمازون برايم فيديو"، و"آبل تي في"، بالإضافة إلى منصات الأستوديوهات الضخمة مثل "ديزني بلس" و"هولو" و"باراماونت" و"إتش بي أو".
خروج المشتركين
وكانت آخر مرة كشفت فيها نتفليكس عن خسارة المشتركين هي في أواخر عام 2011. وخلال معظم العقد الماضي، كان يُنظر إلى الشركة على أنها قصة نمو مدهشة قادت الصناعة نحو حاضر يركز على البث عبر الويب، لكن في 19 أبريل/نيسان، كشفت نتفليكس أنها فقدت 200 ألف مشترك في الربع الأول من 2022، وهو أقل بكثير من توقعاتها لزيادة المشتركين. فيما تتوقع الشركة -ذات الـ222 مليون مشترك على مستوى العالم- أنها تستعد لخسارة مليوني مشترك آخرين خلال العام الجاري.
تراجع أسهم نتفليكس
ومنذ 3 يناير/كانون الثاني، أول أيام التداول في عام 2022، تراجعت أسهم نتفليكس بنحو 70%، من 597.37 دولارا للسهم إلى 177.39 دولارا أمس الخميس.
وتعرّضت نتفليكس إلى تراجع في تصنيف أسهمها، مما أدى إلى تغيير حال أسهم الشركة من "الانتظار" إلى "البيع" بسعر مستهدف يبلغ 157 دولارًا. وقبل أيام، قام إريك شيريدان المحلل في بنك غولدمان ساكس بخفض تصنيف الشركة من "محايدة" إلى "بيع"، وخفض سعر سهمها المستهدف من 265 دولارًا إلى 186 دولارًا.
خطوات وقف النزيف
الشركة أعلنت أنها تعمل على إيجاد طرق للقضاء على مشاركة كلمات المرور، مشيرة إلى أن نحو 100 مليون أسرة تتشارك الخدمة. وقد أشارت إلى توسع كبير خارج نموذج أعمال الاشتراك الأساسي الخاص بها، من خلال تقديم ألعاب الهاتف المحمول، بما في ذلك التعديلات على سلاسل خاصة بها مثل "مناورة الملكة" و"لا كازا دي بابل".
شريحة جديدة تدعم الإعلانات
ومن أهم مميزات منصات البث المدفوعة، هو عدم اضطرار مشتركيها إلى مشاهدة الإعلانات، وهي ميزة تخطط نتفليكس للتخلي عنها جزئيا. فبالإضافة إلى تخليها عن موظفيها، تخطط منصة البث الأشهر إلى إطلاق شريحة اشتراك جديدة ذات مستوى أرخص من الاشتراكات العادية، فيما تحقق أرباحها من الإعلانات التي تنوي بثها عبر المنصة. إذ قال تيد ساراندوس "لقد تركنا شريحة كبيرة من العملاء خارج الطاولة، وهم الذين يقولون "مرحبًا، اشتراك نتفليكس غالٍ جدًا بالنسبة لي، ولا أمانع في الإعلان".
وتابع "نحن لن نضيف إعلانات إلى نتفليكس، إنما نضيف فئة إعلانية للذين يقولون "أريد سعرا أقل، ولا أمانع في مشاهدة الإعلانات".
وإضافة إلى أزمة نتفليكس، يبدو أن قطاع الإعلام -فضلا عن بقية الاقتصاد الأميركي- يتعرض لضربات من مخاوف الركود التي دفعت الأسواق إلى منطقة هابطة، فهل تتمكن نتفليكس وقطاع الترفيه والإعلام من النجاة؟