مركز الوثائق والمخطوطات ودراسات بلاد الشام في "الأردنية" تحفة عمرانية لافتة ومقتنيات نادرة

مركز الوثائق والمخطوطات ودراسات بلاد الشام في الأردنية تحفة عمرانية لافتة ومقتنيات نادرة
الوقائع الإخبارية:  تقرير: سهى الصبيحي

سواء أكنت زائرًا للجامعة الأردنية أم طالبًا أم أحد العاملين فيها، فحين تسير في الطريق الممتد أمام كلية الأمير حسين بن عبد الله الثاني للدراسات الدولية لا تملك إلا أن تتأمل ذلك المبنى الشامخ على الجهة المقابلة للكلية وبنيته التشكيلية بما تحمله من تفاصيل عمرانية متفرّدة تجمع بين فنون العمارة العربية والإسلامية.

عند مدخله الرئيسي تستقبلك جمالية الأقواس الزجاجية، والآيات القرآنية المُدوّنة بالخط الكوفي والتي تُزيّن جدرانه الخارجية، والمشربيّات الخشبيّة التي تتميّز بها واجهته الخلفية، والنوافذ المُقنطرة ذات الأقواس المُدبّبة، وما تلك إلا دلالات على تفرّد وخصوصيّة المبنى دونًا عن كل مباني الجامعة، شكلًا ومضمونًا.

يُدعى هذا المبنى الفريد من نوعه "مركز الوثائق والمخطوطات ودراسات بلاد الشام". تأسّست نواته عام 1972، ويُعدّ واحدًا من أثرى وأهم مصادر البحث الأكاديمي باحتوائه على آلاف من الوثائق والمخطوطات والسجلات والخرائط والصحف والروايات الشفويّة والمطبوعات النادرة.

يحكي مؤسس ورئيس مجلس المركز الدكتور محمد عدنان البخيت أنّ الفكرة في إنشاء مركز في الجامعة يجمع ما كتبه العرب وما كُتب عنهم بدأت في 1972، ثمّ نُفّذت بمبادرة كريمة من سموّ الأمير الحسن الذي أوفده بدايةً إلى الولايات المتحدة لزيارة 43 مكتبةً ومتحفًا ومركزًا للمخطوطات، ليتّسع العمل لاحقًا ويشمل زيارات للدول العربية، خاصّةً فلسطين التاريخية وسوريا والعراق ولبنان إضافة إلى تركيّا، للحصول على نسخٍ ممّا تكتنزه من مخطوطات وسجلّات عربية وعثمانية.

ويشيرُ البخيت أنّ المركز الذي يحتفل قريبًا بمرور 50 عامًا على تأسيسه، وفّر رصيدًا ضخمًا للباحثين باحتوائه على عشرات الألوف من المخطوطات، واستقباله طلبةً وباحثين من الأردن ودول عربية وأوروبية عدّة كالسويد وألمانيا وفرنسا إلى جانب الولايات المتحدة، وتقديم خدماته لأولئك الباحثين والدارسين للوثائق والمخطوطات التي يحتويها دون أيّ مقابل.

ويقول مدير المركز ونائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية والمالية الدكتور سلامة النعيمات إنّ المركز يسعى جاهدًا إلى تحقيق التميّز والريادة في مجال تشجيع البحث العلمي والعناية بالتراث من خلال تهيئة مناخ سليم للباحثين في مجال الوثائق والمخطوطات وسجلّات المحاكم الشرعية والأوقاف الإسلامية في بلاد الشام.

ويضيف النعيمات أن المركز يمتلك مختبرًا متطوّرًا للصيانة والترميم، ويعكف حاليًّا على مشروع أرشفة وتوثيق 40 مليون وثيقة إلكترونيًّا، وصل العمل فيه إلى توثيق 10 ملايين وثيقة.

ويهدف المركز، من خلال الجهود الذي يبذلها العاملون فيه، إلى الارتقاء في مجال جمع الوثائق والمخطوطات ورفع رصيده منها وتبنّي دراسة تاريخ بلاد الشام والنهوض بمكانة الجامعة لتصبح رائدةً بين الجامعات والمراكز العلميّة المصنّفة عالميًّا في دراسة التاريخ، آخذين بعين الاعتبار دور التطور التكنولوجي وتقنيات الرقمنة في هذا المجال.




تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير