متطرفون هنود يهددون مخرجة كندية بالقتل على خلفية فيلم وثائقي
الوقائع الاخبارية :تلقت المخرجة الكندية من أصل هندي لينا مانيميكالاي سيلا من التهديدات بالقتل من قبل القوميين الهنود، وذلك بعد أن صورت في فيلمها الجديد الشخصية الهندوسية المقدسة "كالي" تدخن سيجارة ويعلو رأسها علم المثلية على ملصق الفيلم.
واتهم سياسيون ومسؤولون هنود المخرجة بالإساءة للمشاعر الدينية للهنود من خلال ملصق الفيلم القصير، والذي عرض ضمن 18 فيلما في مهرجان "تحت الخيمة" (Under The Tent) التابع لجامعة تورنتو في متحف الآغا خان بمدينة تورنتو.
وصرحت مانيميكالاي لشبكة "سي إن إن" (CNN) بأن الفيلم وثائقي يتخيل الآلهة الهندوسية "كالي" وقد تجلت لصانعة أفلام مثلية لتحكي لها عن التنوع في كندا.
يظهر الملصق الترويجي للفيلم المخرجة وقد ارتدت زي كالي وهي تدخن وعلم المثلية يرفرف عاليا.
وكانت لينا مانيميكالاي -التي ولدت ولاية "تاميل نادو" جنوب الهند وتعمل حاليا زميل دراسات عليا في جامعة "يورك في تورنتو" شاركت الملصق على تويتر وانتشر على نطاق واسع، مما أثار ردود فعل غاضبة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الهنود، حيث دعا العديد منهم إلى اعتقالها.
وفي غضون أيام، ظهرت عشرات الآلاف من التغريدات مع وسم يدعو إلى اعتقال المخرجة.
المفوضية الهندية
وشاركت المفوضية الهندية العليا في أوتاوا بكندا في الحملة فحثت -في بيان لها- سلطات البلاد على "اتخاذ إجراءات" ضد ما وصفته بـ "التصوير غير المحترم". ثم أعلن متحف الآغا خان -بعد عرض مقتطفات من الفيلم خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي- أن أعمال مانيميكالاي "لم تعد تُعرض".
وقال المتحف في بيانه "نعتذر بشدة لأن أحد الفيديوهات الـ 18 القصيرة والمنشور المصاحب له على مواقع التواصل الاجتماعي قد تسبب عن غير قصد في الإساءة لمعتنقي الطوائف الهندوسية".
وأعربت جامعة تورنتو عن "أسفها" لأنها "تسببت في الإساءة"، وأضافت الجامعة في بيان لها "نحن ملتزمون بالمساواة والتنوع والشمول وفي الوقت نفسه نحترم تنوع المعتقدات ووجهات النظر في مجتمعنا".
واستمر الجدل طوال الأسبوع في المناظرات التلفزيونية، حيث جادل النقاد بأن تصوير مانيميكالي "حط من قدر شخصية مقدسة".
وأدلى البرلمانيون في الهند برأيهم أيضا، حيث وصف فينيت جوينكا المتحدث باسم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، الصورة بأنها "إهانة لجميع الهنود". كما أعربت السياسية الكندية المولودة في الهند تشاندرا آريا، عن قلقها، حيث كتبت على تويتر أن رؤية الملصق كانت "مؤلمة".
سيل من الشتائم
وتلقت المخرجة ردا غاضبا على الإنترنت ممن وصفتهم بـ "جيش المرتزقة" من أنصار حزب "بهاراتيا جاناتا" والقوميين اليمينيين. وقالت إن أعضاء طاقم تصويرها تعرضوا للانهيار، بينما تتلقى عائلتها وأصدقاؤها الإساءة عبر الإنترنت.
وأشارت مانيميكالاي إلى أنها تعرضت للتهديد بالقتل من آلاف حسابات وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي ولاية أوتار براديش، نشر الزعيم الديني الهندوسي "ماهانت راجو داس" مقطع فيديو يهدد فيه صانعة الفيلم بقطع رأسها.
وذكرت صحيفة "تايمز أوف إنديا" (Times of India) أن الشرطة في ولاية "تاميل نادو" اعتقلت امرأة بسبب مقطع فيديو آخر يحتوي على تهديدات ضد المخرجة.