5 حكايات ملهمة لمشاهير انتصروا في حربهم ضد "البوليميا"
الوقائع الاخبارية:حين يُذكر مصطلح "اضطراب الطعام" -المعروف أيضا بالبوليميا أو الشره المرضي العصبي- يظن البعض أنه سلوك اختياري قرر صاحبه اعتناقه نمطا لحياته، بينما هو من الأمراض الخطيرة التي قد تفتك بصاحبها إن لم يتصد له ويعالجه، وهو القرار الصعب في ذاته.
فالمسألة شائكة لما تنطوي عليه من أفكار ومشاعر وسلوكيات، تضافرت جميعها لينتج عنها هذا الاضطراب.
واضطراب الأكل من التحديات التي واجهت العديد من المشاهير، خاصة أن الصناعة في هوليود تُركز على الصورة والجمال لا على الموهبة فقط.
لكن -لحسن الحظ- في العقد الأخير، تحدث كثيرون منهم علنا عن معاناتهم مع ذلك السلوك المدمر، وما آلوا إليه أو كيف تغلبوا عليه، في محاولة منهم لنشر الوعي وبث الأمل في نفوس آخرين ما زالوا يحاربون المرض أو يخجلون من البوح به.
وإليكم بعض من هؤلاء الشجعان.
العلاج بالرياضة
"لم أكن سعيدة جدا كما أقول، فإذا كنت تعاني من الشره المرضي، كلما تقدمت في العمر، ازداد الأمر سوءا"
جين فوندا
رغم النجاح المهني والجماهيري الذي حققته الممثلة جين فوندا على مدى مشوار فني امتد أكثر من 60 عاما وكُلل بجائزتي أوسكار، فإنها عانت طويلا من اضطراب الطعام الذي صارعته لسنوات عديدة، وإن نجحت في إخفائه عن أعين العامة وأقلام الصحافة.
ووفقا لتصريحات فوندا، فإن معركتها مع الشره المرضي العصبي بدأت منذ سن 21 عاما، وامتدت لعقود، وهو ما ارتبط في المقام الأول برأي عائلتها بمظهرها وتقييمهم لجسدها.
والغريب أنها كانت كلما تقدمت في العمر ازداد الأمر سوءا، إلى أن أتت لحظة فارقة كان عليها أن تختار إما الحياة أو الموت، فقررت ملء الفراغ داخلها بشيء آخر، لم يكن سوى التركيز على ممارسة الرياضة وتمارين اللياقة البدنية.
خفة لا تطاق
"عندما يعتمد احترامك لذاتك على مظهرك، ستكون غير آمن طوال الوقت"
بورشيا دي روسي
الممثلة وعارضة الأزياء بورشيا دي روسي لديها معركة طويلة مع فقدان الوزن، وثّقتها في سيرتها الذاتية التي حملت عنوان "خفة لا تطاق".
تقول إنها كانت تتضور جوعا منذ سن الثانية عشرة بالتزامن مع بدء عملها في عرض الأزياء، خاصة أنها لطالما كانت محاطة بالعارضات النحيفات.
هكذا نشأ اضطراب الطعام لديها، فكانت لا تستهلك سوى 300 سعر حراري في اليوم حتى وصل وزنها إلى 38.5 كيلوغراما، وهو النظام الغذائي الذي ظلت تعتمده في كل مرة تحتاج لإنقاص وزنها، بحسب ما ذكرت في برنامج "صباح الخير يا أميركا" (Good Morning America) عام 2012.
وقد هدد ذلك حياتها وأصابها بتليف الكبد وهشاشة العظام وفشل بعض الأعضاء إلى جانب الضعف الجنسي، وأمام شعورها باقتراب شبح الموت، شرعت في خوض رحلة العلاج.
والآن بعد تجاوزها تلك الحقبة المظلمة، تعترف بكونها حين تنظر لنفسها في المرآة ترى أنها غير مثالية، لكنها بخير على كل حال.
ثورة الجسد
"أردت أن أكون راقصة باليه نحيفة، لكنني كنت فتاة إيطالية والدها يضع كرات اللحم على المنضدة كل ليلة"
ليدي غاغا
في 2012، تحدثت المغنية ليدي غاغا عن معاناتها من اضطرابات الطعام التي بدأت معها منذ سن الخامسة عشرة، وتحديدا في المدرسة الثانوية، فرغم رغبتها في أن تصبح راقصة باليه، فإن انحدارها من أسرة إيطالية تعشق الطعام وقف حائلا بينها وبين حلمها.
وبسبب قلة ثقتها بنفسها بدأت رحلتها مع الشره المرضي والمَيل إلى التقيؤ، وهو ما أثّر في وقت لاحق على غنائها وجعل صوتها سيئا، فاضطرت إلى التوقف، مما يفسر تذبذب وزنها خلال مسيرتها المهنية.
ونتيجة لتلك التجربة، أطلقت غاغا صفحة عبر موقعها الرسمي بعنوان "ثورة الجسد" (ABodyRevolution2013)، نشرت خلالها صورا شخصية للتوثيق، وتحدثت عن تجربتها لتشجيع جمهورها على قبول عيوبهم وأجسادهم والتعامل بتراحم مع الآخرين.
التابوه المُحرّم
"كان الطعام الشيء الذي يمكنني التحكم فيه، لذلك فعلت"
زين مالك
قد تُوحي تلك القائمة بأن اضطرابات الطعام تُصيب النساء أكثر من الرجال، لكن كل ما في الأمر أن النساء أكثر انفتاحا وقدرة على الحديث عن معاناتهن دون خجل.
ومع ذلك، هناك من المشاهير الذكور من لم يخشوا الحديث عن صراعاتهم، من بينهم المغني زين مالك الذي اعترف بأنه قضى أياما دون تناول الطعام حرفيا عندما كان عضوا في فرقة "وان دايركشن".
كانت تلك هي الوسيلة التي لجأ إليها للسيطرة على شعوره بالقلق ومواجهة ضغوط الحياة، كون الطعام هو الشيء الذي يمكنه التحكم به، ومع مُضي الوقت، تدهورت صحته جسمانيا وعقليا.
وإن كان الآن حين ينظر إلى صوره الفوتغرافية القديمة يستطيع رؤية مدى مرضه بوضوح، فإنه حينذاك لم يكن يدرك حقيقة ما يمر به.
أما عما دفعه للإعلان عن معركته مع اضطراب الطعام، فليس فقط تعافيه، وإنما لأن مثل تلك الاضطرابات مؤذية أكثر حين تُصيب الرجال، وفي الوقت نفسه فإنها من التابوهات المحرمة التي لا يتحدث عنها الذكور.
جنون العظمة
"كان ذلك بسبب الشعور بجنون العظمة بشأن وزني"
إلتون جون
جائزة أوسكار، 5 جوائز غرامي، مؤلف موسيقي، عازف بيانو، مغنٍّ؛ هذا هو إلتون جون أيقونة البوب والروك، لكن كل ذلك لم يمنعه من السقوط في بعض الفخاخ من بينها إدمان الخمر والجنس والمخدرات، وقد تسببت الأخيرة بدورها في إصابته باضطراب الطعام.
إذ كان لا يستطيع التوقف عن تناول الطعام، وبسبب شعوره بجنون العظمة والارتياب بشأن وزنه، كان يتناول المُسهّلات ويُجبر نفسه على التقيؤ للتخلّص مما يأكله. وبالرغم من تصريحه في 2019 لصحيفة "ديلي ميرور" بأنه لا يخجل من أي مشكلة واجهها في الماضي كونها جعلته أقوى، فإنه تمنى لو طلب المساعدة في وقت مبكر.