" شرارة " تضيء سماء اربد الذي أطفأته " ارهاصات عاصمة الثقافة "

 شرارة  تضيء سماء اربد الذي أطفأته  ارهاصات عاصمة الثقافة
الوقائع الإخبارية: كتب نادر خطاطبة

بعيدا عما لحق باربد عاصمة الثقافة العربية من ارهاصات تنظيمية افضت لخفوت الفرح والزهو بالمنجز ، استردت المدينة عافية البهجة بليلة فن راق وبامتياز ، احيتها الفنانة، المتسمة بخفة الظل ، وجاذبية الحضور ، نداء شرارة ، التي جادت حنجرتها ، وصوتها الشجي على الاف الأسر التي احتشدت في مدينة الحسن للشباب بالمتعة ، بليلة بظننا ستكون هي الاروع بسياق مهرجانات صيف الأردن التي تشرف عليها الحاكميات الإدارية في المحافظات ..

وشرارة التي وان كانت امسيتها ضمن فعاليات مهرجان جرش، بدا حجم الترحيب لافتا بها بعد ان اعلنت انها اختارت ان تكون اربد مكانها ، مفضلة اياها على المسرج الجنوبي ، وتجلى التفاعل بعد ان صدحت بصوت نقي وعذب باستهلال موفق بأغنيتها " بخدو شامة وكلو وسامة .. طيرلي عقلي ابن النشامى " لتحلق بعدها في عنان سماء " المدينة " بسلسلة من الاغنيات الطربية ، التي أضفت بعض هدوء على الحضور ، قبل أن تفرض إيقاع الحيوية عليهم مرة أخرى، واستدراجهم لتفاعل لافت عبر اغنية " شملت والنية اربد " ولتختتم امسيتها بما استهلت به استجابة لرغبة الجمهور .

النضج التنظيمي للفعاليات ، بدا أيضا انه لافت ، وتجاوز بعض سلبيات كانت محط جدل ، وتباين مابين السلبية والايجابية على الصعيد المجتمعي ، بفعاليات مشابهة أقيمت خلال رمضان ، فمن فقرات خاصة بالأطفال والطفولة، إلى فرق شعبية وتراثية نالت فرصة عرض إنتاجها لجمهور بالآلاف، ما خلق حالة تفاعلية ، مع برنامج ترفيهي ، لسكان مدينة متعطشة للمتنفسات ، دون كلفة ، بظل ظروف صعبة .

ويبدو أن التنظيم واناطته بالحاكميات الإدارية، في سياق أعباء اضافية ومتعددة اوكلت للحكام الإداريين، اكسبت محافظ اربد رضوان العتوم خبرة جديدة في جانب ضمان سلاسة وسلامة انشطة جماهيرية ، مكنته أيضا من إضافة البعد الاقتصادي للأسر، عبر استحداث عشرات منصات بيع المنتجات التراثية ، والاطعمة المرتبطة بالموروث الشعبي ، لتنتشر ما تشبه عربات البيع على مساحات جيدة محيطة بمسرح الفعاليات ، تمارس البيع المباشر للجمهور، مما طاب اكله، وبعض المنتجات الحرفية التي بدا رضى اصحابها عن فرصة الاسترزاق المؤقت بهكذا مناسبة واضحا..

بالمجمل فعاليات صيف اربد ، التي هي جزء من صيف الأردن بمحافظات ، كشفت و عرّت القصور الخدمي لدى البلديات ، في جانب غياب المتنفسات ، والموجود منها فاقد الأهلية بعلم البلدية ، التي تجهد راهنا لمعالجة اختلالاته ، ناهيك عن تأكيدها - اي الفعاليات - حقيقة الخطأ الجسيم الذي ارتكب بحق اربد كعاصمة للثقافة العربية ، حين أسند أمرها لغير اهله ، فباتت مشروعا بفعالياته وانشطته معزولا عن المدينة وأهلها ، وقوامه راهنا خير توصيف له ... من هم على سدة المسرح الان ، اقرانهم الحضور ، العكس صحيح باليوم التالي، فيما الجمهور الذواق، بعيد عن كل الأنشطة والفعاليات ...
 
تابعوا الوقائع على