لاجئين : نحتاج لدورات تدريبية والمهنة توفر قوت يومك أينما تذهب وبدونها "سنشحد الملح"

لاجئين : نحتاج لدورات تدريبية والمهنة توفر قوت يومك أينما تذهب وبدونها سنشحد الملح
الوقائع الإخبارية : حازم الصياحين

"اليد التي لا تعمل دائما معتازة" بهذه الكلمات بدأ اللاجئ السوري زياد أحمد الرفاعي حديثه والذي لجأ للأردن قادما من درعا عام 2012 ويقطن بمخيم الزعتري في محافظة المفرق شمال الأردن .

الرفاعي يعمل منذ 8 سنوات في مهنة تجهيز الشاورما بمطعم تعود ملكيته له ولشقيقه في المخيم فكما يقول " المهنة اذا ما بتغني فإنها تستر الحال" فالأوضاع صعبة على الجميع .

رفاعي متزوج وأب لطفلين 13 و 14 عام ولديه قناعة ان "المصلحة" أي المهنة توفر لك عمل وقوت يومك أينما تذهب .

سليمان الأحمد "22" عام أعزب يعمل بمهنة "حلاق" داخل محل صغير يملكه في مخيم الزعتري منذ 4 سنوات ويجني من عمله 150 دينار شهريا معتبرا هذا المبلغ غير كافي لتوفير مستلزمات حياته المعيشية.

"بطلع ملحوق في بعض الشهور" فالأحمد الذي قدم لاجئا من محافظة درعا قبل 10 سنوات يشكو من غلاء الأسعار التي طالت مختلف المجالات .

يوضح ان إستئجار المحل او شرائه وتملكه داخل المخيم لا يحتاج لرخصة معينة فلا يوجد شيء بإسمي لكن الكل يعلم ان المحل لي مؤكدا ضرورة توفير الدورات التدريبية على المهن المختلفة للاجئين لتمكينهم من العمل وإنشاء مشاريع مستقله تعينهم تسيير أمورهم المعيشية.

حمزة الزهير25 عام لجأ للأردن عام 2012 متزوج وأب ل 3 اطفال يعمل بمهنة حداد منذ 10 سنوات داخل محل في مخيم الزعتري قام بإستئجاره بقيمة 50 دينار شهريا إضافة لعمله كميكانيكي لمولدات الكهرباء.

يقول الزهير انه يقوم بإجراء عمليات الحدادة والصيانة لكرفانات اللاجئين لا سيما ان كثير من الكرفانات وبعد مرور 10 سنوات على وجودها باتت بحاجة للصيانة والإصلاح حتى لا تتسرب اليها المياه أثناء فصل الشتاء كما ان العديد منها بحاجة لصيانة أبوابها والشبابيك الخاصة بها .

الأوضاع الإقتصادية الصعبة للنازحين بالمخيم إنعكست سلبا على عملي فالغالبية لا تستطيع إجراء صيانة للكرفانات التي تقطن بها وبالتالي فالعمل محدود كما ان اللاجئين لا يستطيعون دفع كلفة تفصيل سرير او شباك وهذا يؤثر على عملي فالسرير الذي يكلف تجهيزه خارج المخيم 60 دينار يتم تفصيله داخل المخيم بمبالغ زهيدة جدا تصل ل20 ـ 30 دينار وأضطر للعمل بهذه الكلف حتى أتمكن من العيش على حد تعبيره .

يحصل الزهير على دعم من المفوضية بواقع 23 دينار لكل فرد من أسرته اي انه يحصل على دعم شهري بقيمة 115 دينار فكما يقول ان الأوضاع المعيشية صعبة على جميع سكان المخيم فما يقوم بتحصيله من مهنته لا يكفيه لتسيير أموره الحياتية اليومية.

كثير من الأمور أشتريها على نفقتي الخاصة فكثير من الأدوية أقوم بشرائها من الصيدلية على نفقتي بالإضافة لفوط الأطفال وعالجت أسناني بمبلغ زاد عن 50 دينار بينما يوميتي تصل ل 10 دينار وأعمل منذ بزوغ الشمس حتى غروبها وأعتاش بالنهاية من مهنتي فبدونها " سأشحد الملح" على حد وصفه .

سعيت للهجرة خارج الأردن لكن لم أنجح وحلمي تعلم مهنة صيانة السيارات الرياضية فلدي حب لذلك مطالبا بضرورة توفير تدريب للاجئين السوريين داخل المخيم على المهن المختلفة من قبل خبراء وفنيين ماهرين حتى تساعد هذه المهن اللاجئ على تسيير أموره بتأمين فرصة عمل وتوفير لقمة عيش كريمة له.

لا يوجد إقبال على حياكة وإصلاح الألبسة واضطررت لترك مهنة الخياطة وحاليا أبحث عن عمل آخر داخل المخيم لأساعد عائلتي وفق خالد منير الذي قدم لاجئا قبل 10 سنوات قادما من درعا الى الأردن.

خالد 20 عام أعزب يقطن مع والديه ويبحث عن فرصة عمل له تعينه على تغطية مصاريفه اليومية حتى لا يمد يديه لوالده فكما يقول كنت أعمل بمهنة خياطة وأقوم بإصلاح الملابس وخياطتها لكن نتيجة الوضع المعيشي الصعب للاجئين فإن هنالك عزوف كبير في الإقبال على خياطة وإصلاح وتفصيل الملابس .

يطالب خالد المنظمات الدولية بضرورة توفير تدريب مناسب وملائم على عدة مهن داخل المخيم من أجل تمكين الشباب ولإكسابهم المهارات والخبرات اللازمة في العمل حتى يتمكن هؤلاء الشباب من الإعتماد على أنفسهم لاحقا بالعمل بمشاريع ذاتية مستقلة تعينهم على تأمين لقمة العيش .

وقالت مديرة مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية الدكتورة ريم الخاروف إن انخفاض حجم المساعدات الدولية وعدم وفاء بعض الجهات المانحة بالتزاماتهم تجاه ملف اللاجئين السوريين في الأردن خلال السنوات الخمس الماضية تزامنا مع ظهور جائحة كورونا وما فرضته من أعباء على المجتمع الدولي بشكل عام، ساهمت جميعها من زيادة صعوبة الظروف المعيشية لللاجئين مخيم الزعتري.


وأشارت أنه خلال اللقاءات الدورية للمركز تم اللقاء مع مجموعات من الطلبة السوريين الدارسين بالجامعات الأردنية والإستفسار منهم عن مدى حاجاتهم للتدريب والتأهيل بمهن معينة، تبين خلالها أن النسبة الأكبر منهم اكتسبوا من آبائهم بعض المهارات الحرفية قبل الأزمة.



وأضافت أن الشباب من الفئة العمرية التي تتراوح اعمارهم بين 16 – 18 عام داخل مخيم الزعتري لم تتاح لهم تلك الفرص بسبب صغر سنهم وقت بداية الأزمة، والآن هم بأمس الحاجة للتدرب على المهارات المتعلقة بالمهن الحرفية بما يتناسب مع حاجات سوق العمل الأردني، والعمل على إدماجهم وإعتبار وجودهم فرصة للإستثمار، بحيث يتم تأهيلهم ضمن نطاق المهن المسموح للاجئين العمل بها كمهن "التمديدات الصحية وأعمال البلاط والكهرباء والنجارة والحدادة والخزف والتطريز وحياكة الأقمشة وصياغة الذهب وتصميمه والنحاسيات وغيرها" وذلك ضمن التسهيلات والتصاريح التي تُمنح للاجئي المخيمات للعمل في المجتمع لعدد من الأيام.

وبينت الدكتورة الخاروف إن مخيم الزعتري أصبح مدينة صغيرة ولا بد من تغيير نمط التعامل مع اللاجئين في مجال العمل وتنظيم القطاع ضمن برامج مدروسة وموجهة ومحددة لتمكينهم من فتح مشاريعهم الخاصة بهم، وتحديدا المنزلية منها كإعادة التدوير والحرف اليدوية وتسويقها ضمن نطاق المخيم أو المجتمع المحلي.

وقال الناطق الرسمي باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن مشعل الفايز ان عدد سكان المخيّم ٨١ الف وعدد الكرفانات ٢٥ الف و عدد المحال ١٨٠٠ ويعمل بها ٣٠٠ نازح تقريبا .

وزاد توجد خطط لدى المفوضية من أجل دعم اللاجئين للإنضمام لسوق العمل وتقوم المفوضية بالتعاون مع الشركاء blumont و nrc بإعطاء دورات تدريبية وتأهيلية كدورات تمكين المرأة والشباب للإنضمام لسوق العمل.

وأوضح الفايز ان المهن المختلفة داخل المخيم لا تحتاج الى تصريح عمل داخل المخيم كما انه لا يوجد تراخيص للمحال داخل المخيم.

وأنشأت الحكومة الأردنية مخيم الزعتري لللاجئين السوريين الذين قدموا إلى الأردن بعد شهر يوليو/تموز 2012 من الأحداث التي رافقت الحرب التي اندلعت في سوريا عام 2011 حيث يقع المخيم في محافظة المفرق على بعد 85 كلم شمال شرق العاصمة الأردنية عمان وتم إنشاءه فوق أرض صحراوية تبعد حوالي 10 كلم عن نقطة إلتقاء الحدود السورية الأردنية .
تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير