ذكى الحراحشة" تحصل على 99% علمي وحلمها على شفا حفرة
الوقائع الاخبارية :هناك في بيت الشعر البعيد عن مسقط رأسها في سامتا التابعة لمحافظة عجلون حيث تقطن "ذكى" التي احتلّت من اسمها كل النصيب.
" ذكى الحراحشة " طالبة الثانوية العامة التي غادر ذووها بلدتهم "المشيرفة" في محافظة جرش، التي درست فيها المراحل الست الأولى قبل ان تنتقل مع عائلتها إلى منطقة سامتا – عجلون لتقيم في بيت من الشعر الذي يضم 11 فردا ، الأم والأب و9 أخوة، ليعتاشوا من مهنة والدهم في رعي الأغنام، وهي المهنة الوحيدة التي يتقنها الوالد فلا راتب تقاعدي له، ولا ضمان ولا حتى معونة وطنية، فرعي الأغنام وأعمال الحصيد هو عمل العائلة الوحيد على مدار العام.
"ذكى" هذا الاسم المختلف والذي لفت سمع ونظر الجميع اضافة إلى نتيجتها في الثانوية وحصولها على معدل 99 في الفرع العلمي، لتحصد المرتبة الأولى على محافظتي جرش وعجلون، يقول والدها في حديثه لعمان نت" أطلقت والدتي –جدة ذكى- الاسم عليها حين ولادتها وقالت لي بالحرف "هاي البنت كل الذكاء فيها"، فكان لها من اسمها نصيب وافر.
ويتابع الوالد " نشتغل بالغنم رعي ومرات بيع وشراء، احنا الأصل من المشيرفة من جرش، ونسكن في سامتا في بيت من الشعر لأنه ما عنا بيت لا في سامتا ولا في المشيرفة، وعندي 9 من الأولاد والبنات، أكبر واحد طلعته من الصف التاسع ليساعدني، والآن عمره 21 سنة وسجلته بالجيش ولسا ما طلعله ويا ريت لو يتجند".
درست "ذكى الحراحشة" الثانوية العامة في مدرسة صخرة الثانوية والتي تبعد عن مكان سكنها حوالي خمسة كيلو مترات، حيث كان الذهاب والإياب يشكل عبئا عليها لقلة المواصلات هناك، فكانت أحيانا تنتظر والدها بالساعات ليأخذها إلى مكان سكنهم بعدا انتهاء الدوام في المدرسة.
تسرد " ذكى الحراحشة" لعمان نت كيف كانت توازن بين دراستها في بيت الشعر والذهاب للمدرسة ومساعدة أهلها وتقول" كنت أساعد أهلي في عملهم مثل حلب المواشي وتعليفها ورعيها، اضافة إلى أعمال الحصاد في الصيف، وكنت أدرس بمعدل 4-6 ساعات يوميا بشكل متقطع، ولم أخذ دروس تقوية "خصوصي"، وكان اعتمادي بشكل كبير على الكتب المدرسية فقط، حتى المدرسة لم انتظم بها جيدا كبقية الطالبات نظرا لسوء المواصلات من وإلى المدرسة"
تقدمت "ذكى" بطلب للقبول الموحد وتحمل حلمها ونتيجة تعبها على كفها، حيث معدلها في الثانوية يؤهلها للحصول على مقعد تنافس بالتخصص الذي تحلم به وهو الطب البشري في جامعة العلوم والتكنولوجيا لكن تقف حائرة أمام العبء المادي الذي سيكلفها من رسوم جامعية ومصاريف، ويؤكد والدها أن ليس له القدرة على تأمين هذه التكاليف، واضعين أكفّهم على وجوههم في حيرة، متسائلة " قدمت توجيهي بهيك ظروف وتعبت والحمد لله جبت نتيجة 99 الأولى بس بعدها شو رح يصير ؟ "