تراجع زراعة الموسم الغوري المقبل

تراجع زراعة الموسم الغوري المقبل
الوقائع الاخبارية:في الوقت الذي تكبد فيه مزارعو المناطق الشفوية خسائر كبيرة نتيجة تدني أسعار بيع منتجاتهم للموسم الحالي، ما تزال التحضيرات للموسم الغوري دون المستوى المعهود نتيجة نقص السيولة اللازمة لذلك، فيما قد يجد العديد من المزارعين انفسهم بموقف المتفرج وترك اراضيهم دون زراعة.

ولعل الخسائر التي مني بها مزارعو "الشفا” أبرز أسباب تراجع مساحة الأراضي التي ستتم زراعتها للعروة التشرينية التي تتميز بالمحاصيل الحقلية، ناهيك عن التغيير في الأنماط الزراعية.

ويبين المهندس الزراعي عبدالكريم الشهاب ان المواسم الزراعية ترتبط ببعضها البعض، فانتعاش أي موسم تكون له آثار إيجابية على الموسم الذي يعقبه والعكس صحيح لان معظم مزارعي المناطق الشفوية هم من مزارعي الوادي، إذ إن أي انتكاسة ستنعكس سلبا على الموسم الآخر، لافتا إلى أن الخسائر التي مني بها مزارعو المناطق الشفوية ستلقي بظلالها على التجهيزات للموسم في وادي الأردن.

ويضيف، أن هذه الخسائر ستؤثر على قدرة الشركات الزراعية بتقديم الدعم اللازم للمزارعين لبدء موسمهم، في حين أن المزارع الذي تكبد خسائر ثقيلة سيجد نفسه بلا حول أو قوة ما سيدفعه إلى الاحجام عن زراعة أرضه أو تقليص المساحات التي سيزرعها.

ويلفت الشهاب إلى أن شبح الخوف من تكرار سيناريو المواسم الماضية ما يزال يخيم على القطاع الزراعي في وادي الأردن، خاصة وان معظم مزارعي الشفا لم يستطيعوا الوفاء بالتزاماتهم تجاه الشركات الممولة، ما يزيد من هاجس الخوف لدى جميع الأطراف، مشيرا إلى أن المشهد الحالي سيبقي عددا كبيرا من المزارعين في موقف المتفرج، وسيبقي مساحات واسعة من الأراضي الزراعية بورا في ظل نقص السيولة وغياب الدعم.

وتعد عمليات شراء مستلزمات الإنتاج وتشتيل النباتات الحلقة الأولى في التجهيز للموسم المقبل، إذ إن أي مزارع يحتاج إلى أنابيب ري وبلاستيك وأغطية للبيوت البلاستيكية ومستلزمات شبكات الري، إضافة إلى البذور وأجور التشتيل، لكي يبدأ بزراعة أرضه.

ويبين تاجر المواد الزراعية نواش اليازجين ان الخسائر التي مني بها الموسم الشفوي سيكون لها انعكاس واضح على الموسم الغوري، إذ إن معظم الشركات الزراعية ومحلات "الكومسيون”، لم تعد قادرة على دعم المزارعين لحين الحصاد بسبب نقص التمويل، موضحا أن غالبية المزارعين كانوا يعولون على نجاح الموسم الشفوي لتوفير السيولة للشركات الزراعية ومحلات "الكومسيون” لتتمكن من تقديم الدعم اللازم لهم.

ويضيف ان القطاع الزارعي يتكون من حلقات كل واحدة منها تعتمد على الأخرى، وبالتالي فإن عدم توفر التمويل سيؤدي حتما الى تراجع المساحات خلال الموسم المقبل، مبينا أن الخسائر الكبيرة التي تعرض لها مزارعو المناطق الشفوية والصحراوية، تسببت بعجز مالي لدى التجار والوسطاء الأمر الذي سيثنيهم عن تقديم الدعم للتجهيز للموسم وهو الأسلوب المتبع منذ عقود في وادي الأردن.

ويذكر أن الموسم الزراعي الشفوي، هو إنتاج المحاصيل التي تزرع في المناطق الشفوية والصحراوية وأغلبها يعتمد على مياه الآبار الارتوازية، التي تحمل المزارعين أعباء كبيرة سواء بدل أثمان الكهرباء أو كلفة الاستئجار.

ويؤكد مالك احد المشاتل الزراعية ناصر عبدالله، ان عمليات التشتيل للموسم الحالي تراجعت بنسبة زادت على 40 % مقارنة بالأعوام الماضية، عازيا ذلك لعدم وجود سيولة في أيدي المزارعين وتوقف الشركات عن دعمهم خاصة في ظل الخسائر التي منوا بها خلال الموسم المنقضي.

ويبين أن معظم المشاتل الزراعية توقفت عن التشتيل الآجل خوفا من تكرار سيناريو المواسم الماضية، قائلا "إن عجز المزارعين عن سداد ديون الأعوام الماضية، يعد سببا كافيا لامتناع أصحاب المشاتل عن البيع الآجل.”

من جانبه، يبين رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام، أن الفترة الحالية هي ذروة التحضيرات للموسم المقبل وغالبية الذين لم يجهزوا أراضيهم حاليا سيكونون أمام خيارين إما زراعة اراضيهم متأخرا الأمر الذي سيضعهم أمام تحديات قلة الإنتاج خلال اربعينية الشتاء والاختناقات التسويقية ما بعد ذلك أو البقاء متفرجا، لافتا إلى أن خسائر الموسم الشفوي حتما ستكون لها انعكاسات كبيرة على الموسم في وادي الأردن.

تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير