ثقافة العمل ونظام الفزعة
الاستاذ الدكتور وليد ابوحمور
ما دفعني لكتابة هذا المقال قراءتي لإحدى منشورات وسائل التوصل الاجتماعي بأن مديراً في احدى المؤسسات كان قد أجبر عاملاً في المؤسسة على القيام بانجاز بعض الخدمات لمصلحة المدير الشخصية مثل غسيل سيارته الخاصة وغير ذلك من المهام الخارجة عن نطاق واجباته المهنية ، وكان المدير قد ساور العامل على هذه المهام مقابل الحفاظ على وظيفته وعمله ولقمة عيشه..
هناك الكثير من الدراسات العلمية التي أجريت وبحثت في سلوك العاملين في أماكن العمل وكذلك العوامل النفسية التي تؤثر في هذا السلوك.
هناك الكثير من الدراسات العلمية التي أجريت وبحثت في سلوك العاملين في أماكن العمل وكذلك العوامل النفسية التي تؤثر في هذا السلوك.
أشارت هذه الدراسات ألى أن الموظف أو العامل يتجنب إتصل صوته ورأيه إلى المسؤول في حال كان هناك نقداً او اشارةً إلى اخطاء ما في مؤسسة العمل وحتى أنه قد لا يشتكي من ظلم قد وقع عليه في عمله وذلك خوفاً من أن يفقد وظيفته.
هذا السلوك قد يصبح ظاهرة عامة بين الموظفين في تلك المؤسسة اذا كانت ثقافة العمل تعزز ذلك بطرق و منهجيات غير مباشرة، كأن يتم وصف ذلك الموظف بأنه مشاغب، كثير الشكوى، أو اتهامه بالتباطؤ والتململ من العمل والتلميح بعدم قدرته على تحمل الأعباء وقد يصل الأمر لمحاولة التخلص منه للحفاظ على بيئة هادئة دون ازعاج …
هناك مقالة للبروفسور روبرت ستتن (Robert Sutton) في جامعة ستانفورد. (Stanford University) في الولايات المتحدة يقول فيها:
هناك مقالة للبروفسور روبرت ستتن (Robert Sutton) في جامعة ستانفورد. (Stanford University) في الولايات المتحدة يقول فيها:
المسؤولون يرغبون العيش في سعادة وهمية (Bosses live in a fool’s paradise).
وبذلك فإن الموظف الذي يعزز هذا الشعور الكاذب لدي المسؤولين يصبح من المقربين للمسؤول وبالتالي يتمتع بميزات إضافية كأن يحصل على الترقية السريعة وغيرها من المميزات والعكس صحيح .
ماسبق ينطبق على الشركات الغير ناجحة ، ولاشك هناك العديد من الشركات الناجحة التي تتبنى ثقافة التعبير عن الرأي وتتقبل النقد البناء الهادف من موظفيها..
مثال على هذه الشركات الناجحة شركة تويوتا التي تشجع العاملين على التعبير عن آراءهم ضمن قواعد محددة كأن يكون الموضوع او النقد يتعلق في العمل نقسه ولا يشير بأصابع الاتهام إلى أشخاص بعينهم و على الجميع أن يتقبل الحقيقه بكل رحابة صدر .. وتلتزم هذه الشركات بعدم لوم الموظف او معاقبته فيما تبين لاحقاً بأن وجهة نظره لم تكن صحيحة وأن يأخذ بعين الاعتبار أن ذلك الرأي كان ناتجاً عن نية مخلصة من أجل تحسين جودة العمل. لقد استحدثت شركة تويوتا نظاماً يسمى (Andon Cord) وهو عبارة عن حبل موجود في خط الانتاج بحيث يسمح لأي عامل بشد الحبل اذا استشعر بأن هناك خطأ ما يحدث وبذلك يتوقف خط الانتاج في الكامل ومن ثم يتم إجراء الفحوصات التشخيصية اللازمة لتدارك الخطأ مبكراً. و من الجدير بالذكر أن أي توقف في خط الانتاج قد يكلف الشركة خسائر تعادل خمسة عشر ألف دولار في الثانية الواحدة، على الرغم من أنه قد تبين أنه بهذه الطريقة عادة ماتكون نسبة تحديد الخطأ فيها ضئيلة و هي فقط واحد من أصل اثنا عشر توقف ، ومع ذلك فإن شركة تويوتا تراهن على أهمية تحديد حتى النسبة الصغيرة من الأخطاء والتي قد تكلف الشركة أضعافاً مضاعفة من الخسائر ..و هذا مثال على الاستراتيجيات الهادفة في ساحة العمل والتي تتبناها إحدى أنجح الشركات في العالم وهي شركة تويوتا..
في الطرف المقابل هناك بعض الشركات مثل شركة بوينغ (Boeing ) الامريكيه للطائرات. انتم تذكرون تحطم طائرتين من نوع . Boeing 737 لقد اظهرت التحقيقات الاولية أن اللوم يقع على أسباب تقنية.. وبعد أن أصبحت هاتين الحادثتين حديث الإعلام والعالم فقد اضطر المسؤلين لمراجعة الاسباب بشكل دقيق ومهني وعندها كانت المفاجئه وتبين بأن العمال الذين كانو يعملون في تلك الطائرتين كانو تحت ظغط نفسي شديد لاتمام العمل في مدة محددة قصيرة و إلا فهم معرضون لأن يفقدوا عملهم وخصوصاً اذا قاموا في التعبير عن رأيهم فيما يتعلق بحيثيات العمل والمخاطر. كانت النتيجة هي تحطم الطائرتين و تكلف الشركة خسائر هائلة. إن حادثاً كهذا كان كفيلاً بلا شك بأن يدفع المسؤولين الكبار في الشركة لمراجعة ثقافة العمل السائده في الشركة والعمل على تحسينها.
بشكل عام وعندما نواجه خطأ ما في النظام قد يؤدي لوقوع الحوادث والمخاطر عادة مايكون هناك منهجين لردود الأفعال :
مثال على هذه الشركات الناجحة شركة تويوتا التي تشجع العاملين على التعبير عن آراءهم ضمن قواعد محددة كأن يكون الموضوع او النقد يتعلق في العمل نقسه ولا يشير بأصابع الاتهام إلى أشخاص بعينهم و على الجميع أن يتقبل الحقيقه بكل رحابة صدر .. وتلتزم هذه الشركات بعدم لوم الموظف او معاقبته فيما تبين لاحقاً بأن وجهة نظره لم تكن صحيحة وأن يأخذ بعين الاعتبار أن ذلك الرأي كان ناتجاً عن نية مخلصة من أجل تحسين جودة العمل. لقد استحدثت شركة تويوتا نظاماً يسمى (Andon Cord) وهو عبارة عن حبل موجود في خط الانتاج بحيث يسمح لأي عامل بشد الحبل اذا استشعر بأن هناك خطأ ما يحدث وبذلك يتوقف خط الانتاج في الكامل ومن ثم يتم إجراء الفحوصات التشخيصية اللازمة لتدارك الخطأ مبكراً. و من الجدير بالذكر أن أي توقف في خط الانتاج قد يكلف الشركة خسائر تعادل خمسة عشر ألف دولار في الثانية الواحدة، على الرغم من أنه قد تبين أنه بهذه الطريقة عادة ماتكون نسبة تحديد الخطأ فيها ضئيلة و هي فقط واحد من أصل اثنا عشر توقف ، ومع ذلك فإن شركة تويوتا تراهن على أهمية تحديد حتى النسبة الصغيرة من الأخطاء والتي قد تكلف الشركة أضعافاً مضاعفة من الخسائر ..و هذا مثال على الاستراتيجيات الهادفة في ساحة العمل والتي تتبناها إحدى أنجح الشركات في العالم وهي شركة تويوتا..
في الطرف المقابل هناك بعض الشركات مثل شركة بوينغ (Boeing ) الامريكيه للطائرات. انتم تذكرون تحطم طائرتين من نوع . Boeing 737 لقد اظهرت التحقيقات الاولية أن اللوم يقع على أسباب تقنية.. وبعد أن أصبحت هاتين الحادثتين حديث الإعلام والعالم فقد اضطر المسؤلين لمراجعة الاسباب بشكل دقيق ومهني وعندها كانت المفاجئه وتبين بأن العمال الذين كانو يعملون في تلك الطائرتين كانو تحت ظغط نفسي شديد لاتمام العمل في مدة محددة قصيرة و إلا فهم معرضون لأن يفقدوا عملهم وخصوصاً اذا قاموا في التعبير عن رأيهم فيما يتعلق بحيثيات العمل والمخاطر. كانت النتيجة هي تحطم الطائرتين و تكلف الشركة خسائر هائلة. إن حادثاً كهذا كان كفيلاً بلا شك بأن يدفع المسؤولين الكبار في الشركة لمراجعة ثقافة العمل السائده في الشركة والعمل على تحسينها.
بشكل عام وعندما نواجه خطأ ما في النظام قد يؤدي لوقوع الحوادث والمخاطر عادة مايكون هناك منهجين لردود الأفعال :
المنهج الأول وهو نظام الفزعة والاكتفاء بذلك، والمنهج الثاني وهو تطبيق العناصر الأساسية من أسس نظام الجوده مثل دراسة الاسباب التي ادت الى وقوع هذه الحوادث (Root. cause Analysis).
وهنا ايضاً يوجد نوعين من ردود الافعال اللاحقة، الرد الاول هو معاقبة المتسبب دون العمل على اصلاح السبب ، أنا الرد الثاني فهو العمل على معالجة الاسباب والعمل غلي تحسين ثقافة العمل وهذا ينطبق على الوزارات والمؤسسات الناجحه.
ويطول الحديث وفي الختام ومن واقع المسؤولية والتي هي من واجب الجميع سواء مواطنين أو مسؤولين أتوجه من خلال هذا المقال بالدعوى إلى تبني ثقافة التعبير عن الرأي ضمن المعايير الصحيحة المعتدلة و التي تضمن لبيئة العمل و للجميع تحقيق السعادة الحقيقية والتي هي سعادة النجاح الكلي وانتصار المشروع الجماعي بدلاً من السعادة المزيفة في تحقيق المصالح الشخصية المنفردة..
ويطول الحديث وفي الختام ومن واقع المسؤولية والتي هي من واجب الجميع سواء مواطنين أو مسؤولين أتوجه من خلال هذا المقال بالدعوى إلى تبني ثقافة التعبير عن الرأي ضمن المعايير الصحيحة المعتدلة و التي تضمن لبيئة العمل و للجميع تحقيق السعادة الحقيقية والتي هي سعادة النجاح الكلي وانتصار المشروع الجماعي بدلاً من السعادة المزيفة في تحقيق المصالح الشخصية المنفردة..