في الذكرى السنوية الأولى لوفاة المرحوم أحمد سالم سليمان أبو الغنم (أبو سالم)

في الذكرى السنوية الأولى لوفاة المرحوم أحمد سالم سليمان أبو الغنم (أبو سالم)
الوقائع الإخبارية: عامٌ مضى يا والدي منذ غادرتَ وما غادرتنا صورةٌ غُرست في أقصى زوايا القلبِ لرجلٍ علَّمنا معنى الصبرِ والعملِ حتى أدركنا على يديه كيفَ يرقى الرجالُ معارجَ الأملِ والطموح.

فسلامٌ عليكَ ... أيُّها الراقدُ هناك والرّوحِ باقيةٌ هنا.. سلامٌ عليك، وقد أمعنتَ في غيابِك فما زادَك الغيابُ إلا حضوراً.

عامٌ مضى يا والدي،،،
وفي كل زاويةٍ ذكرىً وفي كل ذكرىً وجعٌ يُعيد عقاربَ الزمنِ إلى موطنِ الروحِ وموئلِ الحنين،،،، إلى قسماتٍ وملامحَ سكنت القلبَ ونقشتْ معالمَ الصبرِ والحياة،،،، إلى أكفٍّ ما عرفتْ غيرَ العملِ نهجاً والعزيمةِ درباً والطموحِ غايةً ومقصداً ،،، إلى أعينٍ كُنَّ الحزمَ والعزمَ والعزةَ والكبرياء.

ما كنتُ أعلمُ يا والدي، ونحنُ نُعِدُّ حقائبَ العودةِ والرجوعِ، أنك قد حزمتَ حقائبَ السفرِ الأخير، والتفتَّ إلينا مودّعاً، وكنّا نلتفتُ إليكَ وفينا الأملُ بأن نتابعَ المشوارَ معاً، وما أدركنَا أنها لحظةَ الفراقِ والوداع.

لستُ أرثيكَ يا والدي،،،
ويعرفُ قلبيَ أنَّ حِمل الفراقِ عبءٌ ثقيلٌ ولياليه موحشاتٌ وأماسيه لهفةٌ وذبولُ، هكذا يأبى الخلودُ لمثلك فقداً فما تزالُ - برغم الغياب - لهذي الروحِ ملجأ وقلباً إليه جميعُ القلوبِ تؤولُ.

لستَ أرثيكَ يا أغلى الرجال،،،
وأنت الخلودُ والبقاءُ والحضورُ، ويوقنُ قلبي أن للعمرِ رحيلاً وأن لهذي الحياةِ فصولاً وراءهن فصولٌ، وطيفاً على شفيرِ الفراق سيبقى جميلا، ورغم ذيّاك الحضورِ يزولُ.

لستُ أرثيك يا أعزَّ الرجالِ،،،
فلا الفناءُ غيَّبك، ولا الغيابُ أبعدَك، ولا القضاءُ بقسوة الفقدِ أزاحَ صورتَك وذكراك، فما تزالُ في الاشتياق لقاءً، وفي الوحشة مؤنساً، وفي زحامِ العمرِ ومعتركِ الأيامِ ناصحاً وهادياً ودليلاً.

ما تزالُ يا والدي كما عرفناك رمزاً للكبرياء والرجولةِ، عرفتَ الحياةَ وعرفتكَ الحياةُ صبراً وعزيمةً وصخرةً لا تنحتها الريح، في يمناك جبروتُ الأباةِ وفي يسراك لينُ الهداةِ، وبين هذا وذاك قلبُ أبٍ ومُسحةُ رحمةٍ ونفحةٌ من جنةِ الرحمن.

فسلامٌ عليكَ يا أغلى الرجالِ سلامٌ عليك يومَ ولدتَ ويوم مضيتَ ويومَ تُبعثُ حيا.

ابنك الوفي لك محمد أحمد أبو الغنم

تابعوا الوقائع على